قدّمت حفلها الأول في دبي

مي فاروق: الأغنية الهابطة عابرة.. والطرب الأصيل سيعود

مي فاروق: كل الغناء بالنسبة إلي طربي. تصوير: أشوك فيرما

مازالت الفنانة مي فاروق مرتبطة بزمن الغناء الطربي الأصيل، فقد عرفت بكونها من المغنيات اللواتي يغنّين لأم كلثوم في دار الأوبرا المصرية، وعلى الرغم من كونها من أبناء الجيل المعاصر، إلا أنها مازالت تحافظ على ارتباطها بالزمن الجميل وأغنياته وكلماته، ولا ترفض فكرة أنها تتوجه للجمهور النخبوي الذي مازال بدوره مرتبطاً بالطرب. فاروق قالت لـ«الإمارات اليوم»، على هامش استضافتها لإحياء حفل موسيقي في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، عقب توقيع كتاب «أم كلثوم في أبوظبي» للأديب محمد المر، بمناسبة ذكرى زيارة أم كلثوم لأبوظبي عام 1971، إن «ما يحدث في الساحة الفنية وما ينتاب الأغنية من هبوط هو ظاهرة عابرة، وآمل أن تنتهي عما قريب».

وبين تأديتها لأغنيات الزمن الجميل، وبين ما هو معاصر، قالت مي فاروق: «كل الغناء بالنسبة إلي طربي، حتى وإن واكبت العصر الحالي، فأنا أتوجه للأداء الطربي، وقدمت أخيراً ثلاث أغنيات من إنتاج (روتانا) هي (يا ملك)، (بضحك يا دنيا)، و(سلم علي)، وفي مصر كانت لدي مجموعة من أغاني المسلسلات التي لاقت رواجاً كبيراً». وأضافت فاروق: «أغني كي أفرح وكي أسعد الناس، فالفن بالنسبة إلي تقديم ما هو مختلف ولا يشبه أحداً، وليس في بالي الربح المادي أو التجاري، ولا أواكب العصر لمجرد الوجود وجعل الناس ترقص وحسب، فما أبحث عنه في الفن مختلف جداً عن السائد». واعتبرت أن «الوجود في الوسط الفني مع هكذا معايير يكون أصعب بكثير، والاستمرار يتطلب المزيد من الإصرار والجهد، لكنه أيضاً يجعل الفنان مميّزاً بما يقدمه».

وترى مي فاروق أن «الوسط الفني طالته الكثير من التغييرات، ولكن للأسف ليس للأفضل، فلطالما اشتهرت مصر بالفن والغناء والموسيقى والمسرح والتلفزيون، فكانت دائماً في موقع الصدارة والقيادة، ولكن الفن يشهد فترات من التقلبات دائماً، فيكون هناك ما يسيء للوسط الفني، لكن بعد ذلك تختفي هذه الظواهر»، وتضيف فاروق أن «الفن المميّز والمختلف سرعان ما يعود إلى الواجهة، الفن الذي ليس فيه أي نوع من أنواع خدش المشاعر والحياء بأي شكل، سواء الكلام أو أي شكل آخر». ورأت الفنانة المصرية أن «هذه الفترة ستمر وتنتهي»، موضحة أن «الفن الأصيل حاضر ولا يغيب»، مشيرة إلى وجود فنانين «ما إن ينتجوا أغنيات خاصة بهم حتى يمتنعوا عن تأدية الأغنيات القديمة والطرب الأصيل»، لكنها لا تنتهج هذه الخطة، ولن تقوم بذلك، لأن تقديم الأغنيات القديمة يمدها بالفرح. وأشارت إلى أن «استرجاع الفن الأصيل لا يكمن في تقديم ما هو مرتبط بالماضي فحسب، بل في الاختيارات الخاصة بالكلمات والألحان، بحيث يكون للأغنية شكل محترم وجيد، وتقدم الأغنية بفيديو كليب راقٍ».

ووصفت مي فاروق التراجع في مستوى الكلمات أو اللحن، بالموجة التي «تحدث في كل فترة»، موضحة أن «هذه الموجة حدثت في عصر أم كلثوم وكبار الفنانين، لكنها خفتت تدريجياً إلى أن زالت، وبرز في القمة من يستحق»، متمنية أن تنتهي هذه الموجة عمّا قريب. ولم ترفض مي فاروق تصنيف من يستمع إلى أغنياتها بالجمهور النخبوي، حيث قالت: «من الممكن وصفهم بالنخبويين، وهذا ينبع من خياراتي، فأنا أسعى إلى تقديم ما هو راقٍ ومتميز، وهذا يضعني في مكانة متميزة، وأنا مؤمنة باختياراتي».


أغاني مسلسلات

قدّمت الفنانة مي فاروق عدداً من أغاني المسلسلات، وكان أبرزها أغنية «يا شمس يا منورة غيبي»، لمسلسل «الليل وآخره»، وهي الأغنية التي لاقت رواجاً كبيراً، ولفتت الى أن أغنيات المسلسلات التي تختارها تخضع لمعايير صارمة أيضاً، مشيرة الى أن هذه الأغنيات تكون مرتبطة بأحداث المسلسل، لهذا لا يمكن النظر الى كلماتها بالنظرة نفسها لكلمات الأغنية العادية.

برامج الهواة

قالت المطربة المصرية مي فاروق إن برامج الهواة «كانت فكرة مميّزة وجميلة، ولكن كثرة هذه البرامج جعلتها متكررة ومبالغاً فيها، لكنها في الواقع تساعد من ليست لديهم الفرصة لدخول مجال الفن أو حتى البدء في الغناء، فهي تساعدهم في أن يسمعهم الجمهور ويعرفهم، وتقدمهم للجمهور بشكل لطيف».

وأعربت عن سعادتها بتجربتها الأولى في دبي، وإحيائها حفل ندوة الثقافة والعلوم أخيراً.

حفل في الأوبرا

قدّمت مي فاروق حفلها الأول في دبي، بعد أن اختارها الأديب محمد المر لإحياء الحفل الذي تلا توقيع كتابه «أم كلثوم في أبوظبي»، الذي كان ضمن إصدارات الأرشيف الوطني. وأعربت عن سعادتها بذلك الاختيار.

«من الممكن وصف جمهوري بالنخبوي، وهذا ينبع من خياراتي».

تويتر