أحب دبي التي غنى فيها عام 2016

تشارلز أزنافور.. 70 عاماً على خشبات «الرومانسية»

تشارلز أزنافور (1924- 2018). أرشيفية

يعدّ تشارلز أزنافور، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام عن عمر ناهز 94 عاماً، آخر عمالقة الأغنية الرومانسية الفرنسية. ترك الفنان الكبير إرثاً فنياً كبيراً وذكرى عزيزة على قلوب محبيه، نسج خيوطها على مدار 70 عاماً للحب والرومانسية، عبر ما يزيد على 1200 أغنية غناها بثماني لغات مختلفة، في الوقت الذي حققت ألبوماته أكثر من 180 مليون نسخة حول العالم، كما شارك في أكثر من 80 فيلماً، لعل أبرزها صوته الذي اشترك به في النسخة الفرنسية من فيلم «آب» (UP).

ولد النجم العالمي في 22 مايو 1924 في باريس، وبدأ الغناء في عمر التاسعة، إلى أن جاءت فرصته الذهبية الحقيقية مع النجمة الفرنسية إيديث بياف، التي عرضت عليه فكرة مرافقتها في جولاتها الغنائية في فرنسا والولايات المتحدة.

يلقب أزنافور بـ«فرانك سيناترا الفرنسي»، بعد أن اشتهر بروعة أدائه على المسرح، وقدرته على تقديم حفلات مفعمة بالحيوية والرومانسية الحالمة، اللتين أهلتاه لاحقاً لتكريس اسمه على الساحة الفنية العالمية، بعد أن استطاع النجم الفرنسي من أصل أرميني، أن يشكل حالة فنية استثنائية نالت الشهرة والنجومية المرادفة لموهبته الفذة، حيث يعدّ أزنافور الأكثر شهرة خارج بلده، بعد أن حصلت أغنيته «هي» (She) على المرتبة الأولى لأعلى مبيعات في المملكة المتحدة في السبعينات، فيما منحه الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، المواطنة الفخرية، أما الجوائز التي حصدها الفنان، فقد كانت فوزه في عام 2016 بجائزة مهرجان كان الشرفية للموسيقى (NJR)، بعد أن منحته قناة «سي إن إن الأميركية لقب نجم ترفيه القرن الـ20 متفوقاً بذلك على ألفيس بريسلي وبوب ديلان.

في عام 2016 خص الفنان الراحل «الإمارات اليوم» بحوار، بمناسبة زيارته إلى دبي، للمشاركة في النسخة الثالثة من مهرجان كلاسيكيات دبي، أعرب فيه عن سعادته بزيارة دبي المدينة الرائعة، التي زارها من قبل كزائر، لكنها المرة الأولى التي يقدم فيها حفلاً غنائياً كبيراً.

ورغم الإصابة التي طالت حباله الصوتية وتغيّر صوته مقارنة بأيام شبابه، فإن أزنافورحافظ على عشقه الكبير للمسرح وأدائه المباشر أمام الجمهور، قائلاً: «المذهل أن جمهوري أحب أدائي بعد هذه المحنة، وبالمحصلة لست أول فنان عانى تلك التجربة، فراي تشارلز، ولويس أرمسترونج، عانا أيضاً مشكلات صوتية تحديا فيها المرض وقدما عروضاً ناجحة»، وقد اكتشفت في أوروبا أن «الجمهور يؤمن بأن الصوت أهم جانب من الأداء، لكن الجمهور في الولايات المتحدة يُقدّر أسلوب التقديم والأداء، فكل شيء يعتمد على الجمهور، وأنا فنان، وسأظل دائماً فناناً لكل الناس».

قدم أزنافور النصيحة للفنانين الجدد وهواة برامج المسابقات الغنائية قائلاً: «أنصحهم بعدم تقليد أي شخص، فيجب أن يكون الشخص متفرّداً ويشعر بالشغف والثقة، لكن مثل هذه المسابقات قد تكون مفيدة جداً في أيامنا هذه، لأنه من الصعب جداً أن تصبح معروفاً، ومن الجيد أن يمتلك الفنانون الشباب منصّات مختلفة لتقديم مواهبهم والانطلاق نحو الشهرة والنجومية».

وأضاف: «لم تصل أغنياتي إلى الجمهور مباشرة، بل حدث هذا الأمر تدريجياً، لأن أغنياتي مختلفة تماماً، حيث كتبت في البداية عن الحياة والمشكلات الاجتماعية، وهذا لم يستقبله الجمهور بشكل جيد في ذلك الوقت، لكن أغنياتي القديمة تلقى الآن الصدى الجيد، وأشعر بأنني محظوظ، لأن الجيل الجديد سجل تجاوباً لافتاً مع الأغاني التي قمت بكتابتها قبل 60 عاماً وهذا شيء مذهل بالفعل».

• 1200 أغنية بثماني لغات مختلفة.

• 180 مليون نسخة من ألبوماته حول العالم.

تويتر