مهرجان فني ثقافي يقـام فــي أبوظبي ‬28 فبراير المقبل

«قصـــر الحصن».. حكايــة عمرهـا ‬250 عامـاً

صورة

على مدى ‬10 أيام كاملة، تشهد العاصمة أبوظبي حدثاً فريداً من نوعه من خلال فعاليات مهرجان «قصر الحصن»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الفترة من ‬28 فبراير حتى التاسع من مارس، بمناسبة مرور أكثر من ‬250 سنة على بناء قصر الحصن، أقدم صرح تاريخي في أبوظبي.

ويمثل «مهرجان قصر الحصن»، بحسب ما أوضح مدير الفعاليات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة فيصل الشيخ، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، في مبنى قصر الحصن، والذي من المقرر أن يستضيف أيضاً الفعاليات، محطة مهمة في مسيرة أبوظبي، ووسيلة للاحتفاء بالقصر الذي كان منصة لأهم القرارات التي شهدتها دولة الإمارات، وبوابة للمجد الذي تنعم به الدولة، ومساحة نابضة بمعاني الفخر والانتماء، إذ يسعى المهرجان إلى أن يحكي للعالم قصة هذا الصرح ومجد الوطن وتاريخ الاجداد، والقصص الكامنة وراء كل حجر في جدرانه العتيقة، كما يمثل فرصة للمجتمع بأكمله للاحتفاء بالتراث الأصيل والتاريخ الإماراتي الثري، مشدداً على ما يتمتع به قصر الحصن من أهمية تاريخية وثقافية كبرى، حيث شكل على مدار أكثر من قرنين ونصف القرن من الزمن الرمز الأوحد لقوة هذه المنطقة وعظمتها، مجسداً ما شهدته من نمو وتطور، وشامخاً في الوقت ذاته لحماية مستقبلها على المدى البعيد. وأفاد الشيخ بأن هناك توجها لعقد المهرجان سنوياً، وهو ما سيتم تحديده وفقاً للنجاح الذي سيحققه المهرجان هذا العام.

هدف

يهدف «مهرجان قصر الحصن» إلى اجتذاب كافة افراد المجتمع من المواطنين والمقيمين، ويكون الدخول مقابل رسوم رمزية قدرها ‬10 دراهم ويمكن شرائها عند المدخل الرئيسي للمهرجان. بينما يعتبر الدخول للمهرجان مجاني للزوار من الأطفال من عمر ‬12 سنة أو أقل، والزوار الذين يملكون تذاكر عرض ''قصة حصن، مجد وطن''، وكذلك للمدارس التي قامت بتسجيل مسبق، والزوار من طلبة الجامعات مع بطاقة جامعية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/01/01-2214569.jpg

ومن المقرر أن يتضمن مهرجان «قصر الحصن» مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تجسد التاريخ الحافل لعاصمة البلاد، ويقدم على مدار ‬10 ايام عروضاً عالمية المستوى، من بينها معرض تاريخي، ومنطقة تفاعلية، وسلسلة من المحاضرات التعليمية، كما يعتمد الاحتفال، وفقاً لما ذكرته فاطمة البلوشي، من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على أربع ركائز رئيسة هي: عرض «قصة حصن.. مجد وطن»، الذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط بتصميم من المخرج العالمي والعقل المبدع لأضخم العروض العالمية فرانكو دراغون، الذي قدم من قبل عروضاً للفنانة سيلين ديون، والعرض الشهير «يوم جديد»، و«ليريفي»، و«منزل المياه الراقصة».

ويمثل العرض الذي يجمع بين الثقافة والتقاليد والتخصصات الفنية، قصيدة بصرية غنية ورحلة ثقافية مدهشة تحتفل بمرور أكثر من ‬250 عاماً من تاريخ البلاد، وتقدم مزيجاً رائعاً من الموسيقى والأداء والمؤثرات الخاصة. وفضلاً عن استخدام فريق عالمي من الراقصين وفناني الأكروبات، اختار فرانكو دراغون مجموعة من الفنانين الإماراتيين للمشاركة في هذا العرض. ويتكون فريق الاستعراض والأداء من ‬70 شخصاً من جنسيات عالمية مختلفة، من المملكة المتحدة، وبولندا، والولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، وليتوانية، وسيتم نقله على شاشة عرض تتمتع بوضوح يفوق شاشات العرض السينمائية بثلاث مرات. بينما أوضح روبرت داريوس من فريق عمل «دراغون»، أن العرض سيتضمن بعض المفاجآت، كما سيكون الجمهور شريكاً في بعض المشاهد. ومن المقرر ان يتضمن عرض «قصة حصن.. مجد وطن»، عروضاً مختلفة قد تصل إلى ‬20 عرضاً، وتعرض على فترات ضمن برنامج سيتم وضعه لاحقا، وتعرض في أماكن عرض يتسع كل منها لـ‬855 فرداً. وتباع التذاكر لحضور هذا العرض الفريد من نوعه ابتداء من يوم الأحد ‬27 يناير الجاري من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للمهرجان، وتراوح أسعار التذاكر بين ‬150 و‬650 درهماً.

أما الفعالية الثانية فتتمثل في «ساحة قصر الحصن»، التي ستحتضن عروضاً وأنشطة ثقافية عريقة تجسد أنماط حياة مجتمع أبوظبي، وتصل إلى ‬45 فعالية تقريباً. وسيتمكن الزوار من المشاركة في نشاطات ثقافية وتراثية مختلفة، من خلال رحلتهم في أربعة أركان رئيسة، هي: ركن البحر، والصحراء، والواحة، وجزيرة أبوظبي، وفي مجملها تجسيد الإطار القيمي والاجتماعي لأنماط الحياة اليومية، وتراكم تطورها على مر التاريخ، والعلاقة الحيوية والوطيدة بالمكان وبمؤثراته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

أما «معرض قصر الحصن» فيقدم لمحة تاريخية عن القصر من خلال ذكريات السكان، فضلاً عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تظهر تاريخ البلاد ومسيرتها. كما يتضمن المعرض مجموعة من أفلام الفيديو والقطع الأثرية التي تصور تاريخ البلاد. في حين تتمثل الركيزة الرابعة للمهرجان في «منتدى قصر الحصن»، وفيه تستضيف مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، خلال ثلاثة أيام في المهرجان، سلسلة محاضرات ونقاشات باللغتين العربية والإنجليزية، يشارك فيها مجموعة من الخبراء يتحدثون عن أهمية قصر الحصن وتاريخ المنطقة وشعبها. وتسلط النقاشات الضوء على المعنى الحقيقي لقصر الحصن في أعين سكان أبوظبي، ومساهمة تاريخ الإمارة في تشكيل مستقبلها.

تويتر