يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من عام 1890 حتى 1950

ملصقات سياحية فنية فريدة في «كلمات من الشرق»

صورة

ضمن معروضاته المتنوعة من المخطوطات والخرائط النادرة، يضم معرض «كلمات من الشرق» الذي تستضيفه «هيئة الشارقة للكتاب» حتى 3 مايو، مجموعة من الملصقات السياحية الشرقية التي تعد من أبرز المقتنيات وأكثرها أهمية في هذا النوع من الفنون، حيث يعود تاريخها إلى القرن الـ18، وقام برسمها نخبة من الرسامين المتخصصين بفن الملصقات، مثل ليون كاريه، وإدوارد كولن، وهوغو دالسي، وجاك ماجوريل، وغيرهم من الفنانين.

لغة اللون

تكتسب الملصقات المعروضة أبعاداً فنية تنأى بها عن البعد الإعلاني المباشر، لتجعلها أقرب إلى الرسم الذي يمزج بين التشكيل وتوظيف لتقنية الكولاج، من خلال الدمج عبر لغة اللون وبين معالم ورموز سياحية من أماكن مختلفة، وبين لمسات كل رسام وأسلوبه في مقاربة الفكرة في فن الملصقات التي كانت تعرض للجمهور في الأماكن العامة، وتستهدف لفت الأنظار إلى رسالتها الإعلانية، ولكن من خلال خطاب بصري لافت جمالياً. وبذلك تحتل الملصقات الشرقية مكانتها في المشهد الفني العالمي، بسبب تاريخها والتقنيات المستخدمة في رسمها، منذ أن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، وتبلورت في بدايات القرن الماضي وشهدت ازدهاراً كبيراً في منتصفه.

أعمال أصلية

تضم المجموعة 267 ملصقاً من مختلف الأحجام، وجميع الملصقات المعروضة أعمال أصلية، وتتناول بألوانها الزاهية ما يجذب عين المشاهد إلى موضوعات السفر والسياحة وشركات الطيران والملاحة، في بدايات توظيفها للملصقات ضمن حملاتها الدعائية. ويمكن تقسيم الموضوعات التي تدور حولها إلى ستة محاور، هي شركات الخطوط الحديدية، وشركات الشحن والنقل البحري، والملاحة الجوية، والمكاتب السياحية، والمعارض والفعاليات المتعلقة بالشرق، والإعلانات المتعلقة بالترويج للسياحة.

خطوط حديدية

يعود تاريخ الملصقات المعروضة إلى الفترة الممتدة من عام 1890 وحتى 1950، حيث تم رسم أول ملصق في عام 1890، وكان بمناسبة تدشين توسع شبكة الخطوط الحديدية (باريس - ليون - المتوسط) إلى خارج فرنسا مروراً بشمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. آنذاك بدأ تأسيس شركات الخطوط الحديدية وشركات النقل الجوي والبري والبحري التي استخدمت الملصقات بأحجام مختلفة للترويج لخدماتها، كما استخدمت الملصقات للترويج للمعارض والأحداث والفعاليات المتعلقة بالشرق، وأشرف «مجمع الرسامين الشرقيين الفرنسيين» على تنظيم أول معرض لهذه الأعمال، بهدف تعزيز الدراسات الفنية التي استلهمت ثقافات وحضارات الشرق.

جاك ماجوريل

ومن بين الأعمال المعروضة، ملصق «المغرب عن طريق مرسيليا» الذي أنتج لمصلحة الترويج لرحلات شركة «باريس - ليون - المتوسط»، وهو من أعمال الفنان الفرنسي جاك ماجوريل 1886-1962، الذي عاش في مراكش، وتمت طباعة الملصق في مطبعة لوسيان سير في باريس عام 1926، وتبلغ أبعاده 76.5 – 106.5 سم، إضافة إلى ملصق «تلمسان» لشركة «بيه إل إم – تلمسان» من تنفيذ الفنان ليون كاريه 1878-1942، الذي ذهب إلى الجزائر في منحة دراسية وقضى بقية حياته فيها، والذي ساعد كذلك في إبداع الرسوم التوضيحية التي تخللت الترجمة الفرنسية لرواية «ألف ليلة وليلة»، وطُبع الملصق الذي تبلغ أبعاده 62 – 99.7 سم في مطبعة باكونييه في الجزائر في عام 1929، وأيضاً ملصق «القاهرة – الخطوط الحديدية المصرية» الذي تم رسمه لشركة الخطوط الحديدية المصرية، من قبل الفنان البريطاني إف إتش كوفينتري، وطبع في مطبعة كلفة في القاهرة عام 1935، بحجم 68.7-99 سم.

ملكية

تعود ملكية المجموعة التي يستضيفها معرض «كلمات من الشرق» في هيئة الشارقة للكتاب إلى بائع الكتب الأثرية القديمة الفرنسي أوليفيه بينجيل، الذي بدأ العمل على جمع مقتنياته قبل 10 سنوات. ومن الناحية التقنية يقول بينجيل إن جميع الملصقات مرسومة بطريقة الطباعة الحجرية «الليثوغرافيا» التي تعتمد على عدم امتزاج الزيت والماء، حيث يستخدم الحجر الجيري الليثوغرافي لطباعة الأعمال الفنية على الورق المدعوم بخلفية من الكتان الطبيعي، بغرض تعزيز جودتها وضمان استدامتها وعدم تضررها أثناء طيّها، وبذلك يساعد الكتان على حمايتها وسهولة نقلها.


267 ملصقاً من مختلف الأحجام تضمّها المجموعة.

أول ملصق

كان بمناسبة تدشين «باريس - ليون - المتوسط».

 

تويتر