«دبي للثقافة» تبحر في أقوال وأشعار زايد القائد والإنسان

«الحكيم الشاعر».. الإمارات من الاتحاد إلى الفضاء

صورة

في ليلة تعانقت فيها مشاعر الولاء والانتماء وعشق الوطن، وتزينت بأقوال وحكمة باني الدار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أقامت هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، احتفالية بمناسبة اليوم الوطني الـ47 للإمارات. وتضمن الحفل، الذي أقيم أول من أمس، على مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أمسية شعرية في الولاء وحب الوطن للشعراء عبدالله الهدية، وطلال الجنيبي، ومحمود نور، بجانب فقرة غنائية قدمها الفنان الشاب حسن الأحمد، واختتم الحفل بالعرض المسرحي «الشاعر الحكيم» لمسرح دبي الأهلي، من تأليف الكاتب مرعي الحليان، وإخراج مروان عبدالله صالح.

العرض سلط الضوء على حياة المغفور له الشيخ زايد، ودوره المحوري في رسم ملامح النهضة التي تحققت على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والخدمية والتعليمية في ربوع الوطن. وعلى مدى 45 دقيقة انتقل جمهور هذه الليلة عبر الأزمان بمزيج من الحنين والذكريات وهو يشاهد قصة بناء دولة الإمارات من خلال شخصية المغفور له بإذن الله، الوالد والمؤسس الشيخ زايد، التي جسدها العرض المسرحي.

ومزج العرض بين الغناء والاستعراض والدراما، كما تزين بمقولات وأشعار باني الدار، التي تحولت إلى نهج للعمل وروح للبناء، لما تتسم به من تحفيز وحكمة وإنسانية خالصة أسست لأصالة المجتمع الإماراتي، ودفعت الشباب إلى التعاطي معها كموروث راسخ ارتبط بالهوية وبالعادات والتقاليد، وتدور فكرته حول استعراض المحطات التي مر بها شباب الإمارات قبل قيام الاتحاد، وبعده، وكيف شقوا طريقهم حتى بلغوا عصر التكنولوجيا والفضاء.

ويتناول العمل رحلات أبناء الإمارات في الخارج حتى جاءت لحظة الأمل حين جاءهم نداء المغفور له الشيخ زايد للعودة إلى الوطن الذي يحتاج إلى سواعد أبنائه لبنائه، فاستجابوا لدعوته وعادوا بأحلامهم الكبيرة ليحققوها على أرض الوطن.

قدم العرض مجموعة من المشاهد الإنسانية التي استعرضت الفرص التي وفرتها الدولة لتعليم أبنائها وابتعاثهم لجمهورية مصر العربية لاكتساب الخبرات ونيل الشهادات، حيث كانت «أم الدنيا» أولى المحطات التي غادر إليها الطلبة، وكذلك تطرق العرض إلى دور باني الدار في تذليل العقبات أمام الفتاة الإماراتية لدق أبواب التعليم والمعرفة، وما أولته القيادة من اهتمام ورعاية إيماناً منها بدور المرأة في بناء المجتمعات ونهضة الأمم.

وتميز العرض بأنه بدأ بصورة مغايره لما شاهده الجمهور سابقاً في العروض الاستعراضية الخاصة بالمناسبات الوطنية، إذ كسر النمط التقليدي في تقديم الاوبريت، فهو لا ينتمي إلى مفهوم الأوبريت مباشرة بقدر ما ينتمي إلى مفهوم المسرح الاحتفالي الذي يعمل على إيجاد حالة تفاعل بين المسرح والجمهور، كما اعتمد النص الدرامي على تأجيل الإفصاح عن صاحب الشخصية التي يتحدث عنها الممثلون في العرض إلى ما قبل النهاية، لينجح في تحويل السيرة الشخصية إلى دراما حياتية، تتطور مع تطور أحداث النص، المعتمدة في تناميها على مراحل بناء الدولة قبل وبعد اكتشاف البترول.

وبرع المخرج الشاب مروان عبدالله في رسم خطوط الحركة، موظفاً الشاشة السينمائية لتتناغم مع الحدث، وكذلك أدى الممثلون أدوارهم باقتدار، متوائمين مع الشخصيات الكثيرة والمتعددة التي لعبوها خلال زمن العرض، وأبدوا مرونة بالتنقل من شخصية إلى أخرى بين المشاهد، باختلاف أزمنتها.

وقال المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون سعيد النابودة: «أتى الاحتفال هذا العام باليوم الوطني للإمارات الـ47، بالتزامن مع الذكرى المئوية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحضور شعراء الإمارات والشباب من الممثلين والمتطوعين المشاركين في تنظيم فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان مسرح دبي للشباب، ليشكلوا لوحة وطنية تجسد قيم الوحدة والفخر والوفاء للقائد والإنسان المغفور له الوالد الشيخ زايد، لتعبر عن اعتزازهم بمئة عام من الحكمة والخير والعطاء، متطلعين إلى حاضر ملهم ومستقبل واعد.

وتابع: «حرصنا على أن تضم الاحتفالية مجموعة من الأنشطة الثقافية التي جعلنا عبرها الكلمة والأشعار والألحان والنص المسرحي هي رسالتنا لوالدنا الشيخ زايد للتعبير عن محبتنا وتقديرنا لدوره العظيم في بناء نهضة الإمارات من خلال عرض استثنائي لمسرحية الشاعر الحكيم، الذي اصطحب الجمهور في رحلة فنية تمزج بين الكلمات والاستعراضات والدراما المصورة للتعرف إلى تاريخ وإرث زايد ورؤيته الحكيمة، التي أرست دعائم النهضة والنجاح والتقدم لدولة الإمارات منذ 47 عاماً مضت».

• تناول العمل رحلات أبناء الإمارات بالخارج حتى جاءتهم لحظة الأمل.

• مزج العرض بين الغناء والاستعراض والدراما، ومقولات باني الدار.

تويتر