فنانون وإعلاميون استذكروا دوره في المشهد الثقافي والفني

«الوفاء لمسيرة العطاء».. شهادات في مسيرة أحمد القاسمي

ولي عهد الشارقة يتفقد معرض صور يوثق لمحطات من مسيرة الراحل أحمد القاسمي. من المصدر

في ليلة عنوانها «أمسية الوفاء لمسيرة العطاء»، استضاف قصر الثقافة في الشارقة مساء أول من أمس، ندوة حوارية ثرية، تضمنت شهادات، وفيلماً تسجيلاً، ومعرض صور، حول مسيرة الراحل الشيخ أحمد بن محمد بن سلطان القاسمي، الرئيس الفخري لمسرح الشارقة الوطني.

الحدث الذي شهد حضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وحضرته أيضاً أسرة الراحل، وتحوّل إلى مناسبة لاستدعاء محطات مهمة، في مختلف جوانب الحياة الثقافية والفنية والإعلامية، التي أسهم في تأسيسها الراحل، في مراحل مختلفة.

وأحال معرض الصور إلى محطات عديدة ومتنوعة في مسيرة الراحل، وهو المعنى الذي عكسه أيضاً الفيلم التسجيلي، وشهادات الحضور.

وقال رئيس جمعية المسرحيين بالدولة، الفنان إسماعيل عبدالله، إن ما قدمه الراحل للثقافة والفنون في الشارقة عموماً، والإمارات عموماً، صنيع يؤكد أن «مثله لا يرحل»، مضيفاً أن المغفور له «رأى الثقافة مورداً لكرامة الإنسان والأوطان، ومنهلاً للأرواح التي تسمو فوق مصاعب الدنيا وصغائرها». وتطرق عبدالله إلى الدور المحوري والأصيل الذي قام به الراحل، في إدارة شؤون البيت الثقافي، وترسيخ رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في جعل الشارقة منارة الفعل الثقافي، وعاصمة عربية مضيئة للثقافة والفنون.

متطرقاً إلى دوره الرئيس في إقامة مهرجان الفنون الوطني الأول، الذي بدأته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عام 1984.

وأشار الدكتور ماجد بوشليبي إلى أن العديد من الأسماء التي شقت طريقها في ما بعد في مجالات الثقافة والفنون المختلفة مُنحت فرصها الأولى من قبل المغفور له، مثل أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، والدكتور عبدالعزيز المسلم مدير دائرة التراث، وغيرهما، فضلاً عن دعمه الشخصي وترشيحه للعناصر المسرحية التي مثلت الدولة في مهرجانات خارجية مثل مهرجان قرطاج بتونس، ومهرجان دمشق المسرحي، وغيرهما. من جانبه تحدث الإعلامي أحمد سالم عن دور الراحل في تأسيس تلفزيون أبوظبي، وهو المشروع الذي بدأ الاشتغال عليه في عام 1985، لينطلق وسط تحديات كبيرة، وإيمان بضرورة منح الفرصة للكادر المحلي، ومساندته. مشيراً إلى أن الراحل، هو أول من منح الفرصة للعديد من الأسماء، التي شقت طريقها في ما بعد.

وتطرق الدكتور محمد يوسف، إلى الجهود التأسيسسة للمراحل، في مجال التشكيل خصوصاً، لكنه أكد أن أثر الراحل موجود وقائم في كل موقع يعنى بالمسرح والتشكيل، في إمارة الشارقة، حيث كان يقضي يومه بين أروقة قاعة افريقيا، والنادي الثقافي، ومسرح الشارقة الوطني، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية التي أسسها.

ودعا الفنان مرعي الحليان إلى اشاعة الفرح والتفاؤل، في مثل هذه المناسبة الاستعادية، مضيفاً: «الإيجابية هي العنوان الأبرز في شخصية الراحل، لذلك يجب أن نتحلى بشقائق هذه الصفة، حينما نتذكره».

وأشار الحليان الى أن هذه الصفة «الايجابية»، كانت مدخله دائماً لحل مختلف القضايا والمشكلات، مضيفاً: «بمجرد أن يقابله مسرحي متأزم، تصبح معضلته سهلة، ليس من خلال الحل المرتبط بالإمكانات التقليدية، ولكن من خلال نظرة ايجابية ومتفائلة، يبثها ويشيعها في من حوله، ولا يحجبها عند شخصه». وبتأثر كبير تطرق الفنان أحمد الجسمي، إلى دور الراحل في تأسيس حركة فنية وثقافية شاملة، محورها مسرح الشارقة الوطني، كاشفاً عن العديد من المواقف والحقائق التي تعكس بعض جوانب سمات الراحل، وأبرزها صفة «التواضع»، وسعة الأفق، وبعد النظر، متوقفاً عند جهوده لاستقطاب العديد من الأسماء المسرحية الكبيرة، التي أسهمت في ازدهار الحركة المسرحية في إمارة الشارقة.

وقامت إدارة مسرح الشارقة بتكريم أسرة الراحل، في حين قامت كريمته، الشيخة نوار بن أحمد القاسمي، بإلقاء كلمة قصيرة أعربت فيها عن خالص التقدير للفتة الوفاء للراحل.

تويتر