يستضيف أعمالاً فنية من أكثر من 48 بلداً

«آرت دبي»: إنها الدورة الأكثــر تنوعاً وعالمية

صورة

زار سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، صباح أمس، معرض «آرت دبي»، الذي تستضيفه مدينة جميرا في دبي للعام الثاني عشر على التوالي.

وتجوّل سموه يرافقه سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومحافظ مركز دبي المالي العالمي عيسى كاظم، وعدد من القيادات والفعاليات الثقافية في أرجاء المعرض، واطلع سموه خلال الجولة على أعمال فنية متنوعة لفنانين إماراتيين وعالميين، منهم من يشارك لأول مرة في هذه التظاهرة الفنية الثقافية والجمالية.

- «خوض غمار حياة ضروس»، ويضم أعمالاً نادرة لرواد الفن الحديث من المنطقة.

- جلسات المنتدى تركز على الذكاء الاصطناعي مع كل ما يصاحبه من فرص ومخاوف.


 105

صالات عرض مشاركة.

وتوقف سموه عند العديد من اللوحات الفنية المميزة والنادرة، واستمع من مبدعيها إلى شروح تحكي قصة ومعنى كل لوحة وعمل فني. ومن بين منصات المشاركين التي توقف عندها سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه؛ منصة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، ومنصة شركة ومصنع «بياجيه» الفرنسي للمجوهرات الثمينة، ومنصة مكتبة الصفا للفنون والتنظيم (فرع من مكتبة دبي العامة) التابعة لهيئة دبي للثقافة والفنون، وغيرها من المنصات التي أبدى سموه إعجابه بما تعرضه من أيقونات فنية متنوعة.

وقبيل ختام الجولة وقّع سمو رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على كتاب أطلقته سلطة مركز دبي المالي العالمي، منظمة المعرض، بالتعاون مع شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمار، بعنوان «100 قطعة مميزة»، من المجموعة الفنية لمركز دبي المالي العالمي الذي يضم أعمالاً فنية لفنانين عالميين، وذلك تأكيد من المركز على أهمية دور الفن الراقي في مجتمع الإمارات.

وكانت فعاليات الدورة 12 من «آرت دبي» انطلقت أمس في مينا السلام. وتتميز هذه النسخة بأنها الأكبر والأكثر تنوعاً وعالمية، سواء لجهة المعارض والصالات التي يصل عددها إلى 105 صالات من 48 دولة، أو لجهة ورش العمل والحوارات والفعاليات. وتنقسم المشاركات في المعرض بين قاعات الفن المعاصر، وقاعات الفن الحديث، إلى جانب القسم الخاص بالفنان المقيم، وهو القسم الجديد الذي يسهم في تعزيز موقع «آرت دبي» الريادي بين المعارض العالمية، لاسيما أنه المنصة الفنية الأكبر للفنون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

وتحدثت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، المدير العام للمعرض ميرنا عياد، التي أعربت عن سعادتها بالمكانة العالمية التي وصل إليها المعرض قائلة: «يعود (آرت دبي) ليعزز موقعه الريادي كمنصة فنية إقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، وتنطلق منها الفعاليات وتنبثق المبادرات وتزدهر الخبرات وتنعقد الشراكات، وتستكشف الثقافات ليكون الملتقى الذي ينطلق منه فنانو المنطقة إلى رحاب العالمية». ولفتت إلى قيام المعرض بمجموعة من الشراكات المهمة، منها الشراكة مع برنامج الشيخة سلامة، وكذلك مع مؤسسة الشارقة، وهذا كله ينعكس على المجال الفني. وقدمت في المؤتمر أقسام المعرض، مشيرة إلى أن برنامج الفنان المقيم، يعد من الأقسام الجديدة، أما الغرفة التي قدمت في العام الماضي، فتعود هذه السنة تحت عنوان «صباح الخير جي سي سي».

وقال المدير الفني للمعرض بابلو ديل فال: «نحرص على أن ترتقي كل نسخة عن سابقاتها بفعاليات جديدة ونطاقات فنية موسعة، والتي تكللت هذا العام بالتنوع الثقافي الذي يقدمه لنا 48 بلداً، كما أسعدتنا تجربتنا الجديدة مع برنامج رزيدنتس للإقامة الفنية، وهي تجربة تتماشى مع توجهاتنا الثقافية في تبادل الخبرات بين المجتمعات الفنية المتنوعة واستقطاب الطاقات الشابة المتميزة إلى الساحة المحلية».

أما رئيسة جائزة مجموعة أبراج دانا فاروقي، فأكدت في حديثها لـ«الإمارات اليوم» على أن الجائزة في هذا العام كانت للوريس أبوحمدان، وهو فنان لبناني يستخدم الوسائط المتعددة، وقد ارتكز عمله على الصوت، وكذلك التمثيل. وأوضحت أن الجائزة باتت مهمة ومحط أنظار الهواة والفنانين، مشيرة إلى وجود مبادرة مع الفن جميل، بحيث سيتم عرض مجموعة من الأعمال، يصل عددها الى 30 عملاً في مقر المؤسسة، ما يجعلها تجربة تشبه التجارب المتحفية.

وتحدث المدير المفوض عن منتدى الفن شومون بصار، لـ«الإمارات اليوم»، عن النسخة 12 من المنتدى الذي يحمل عنوان «أنا لست روبوت»، مشيراً الى أن جلسات المنتدى تركز على الذكاء الاصطناعي مع كل ما يصاحبه من فرص ومخاوف، موضحاً أن التكنولوجيا تدخل حياتنا وتتغير باستمرار، وهي تؤثر بكل الأشكال على الفن، فالألوان وتجددها من التكنولوجيا المتغيرة. ولفت الى وجود الكثير من الفنانين الذين يعملون كروبوت أو مع روبوت، فهم يعملون بشكل أساسي على إيقاع معين ولسنوات طويلة، ولكن في المقابل مع التغير في التكنولوجيا هناك لغات جديدة تتواجد، وبالتالي توجد معها الكثير من الاختلافات في عالم الفن، دون أن يبرز تأثيرات هذه التغيرات.

ويقدم آرت دبي بالشراكة مع معهد مسك للفنون معرضاً لأعمال فنية متحفية بعنوان «خوض غمار حياة ضروس»، ويضم أعمالاً نادرة لرواد الفن الحديث من المنطقة، بالإضافة إلى عرض لفيلم «إطلالة نحو السعودية» الوثائقي الذي يعتمد تقنية الواقع الافتراضي، ويحكي قصة مجتمع يزخر بكثير من التنوع والتعدد، ويعيد رسم صوره بمنظور جيل جديد من الفنانين المعاصرين. بالإضافة الى ذلك، يعود برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار بنسخته السادسة مع الفنانة اليابانية الاسترالية هيرومي تانغو التي ستقدم عملا فنيا تفاعليا طوال الأسبوع تحت عنوان «عطاء الطبيعة».

أما معارض الشركاء، فتتمثل في هذه الدورة مع معرض جوليوس باير، «من القلم إلى الخيط». ويتميز المعرض بأنه معرض حصري لأعمال الفنان السويدي المصري كريم نورالدين، ويتضمن عملين فنيين كبيرين من الأقمشة المصممة خصيصى لهذا المعرض، والمستوحاة من رسوم الفنان، وقد تم إنتاجها في الهند. ويستمد الفنان أعماله من بحثه في التجريديات الهندسية.

«الجانب المشرق من الحياة» من نصيب جواهر خيال

أعلن المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، و«دار بياجيه» السويسرية للساعات والمجوهرات عن فوز التصميم الفني سمر ميوز للمصممة الإماراتية جواهر خيال، بمشروع «الجانب المشرق من الحياة»، الذي تم إطلاقه كجزء من مذكرة تفاهم وقعها الجانبان خلال فعاليات النسخة 11 من معرض آرت دبي، بهدف تعزيز التعاون المشترك بينهما، دعماً للحركة الثقافية والفنية المزدهرة في الدولة. وقالت جواهر عن تصميمها، لـ«الإمارات اليوم»:، «التصميم يحكي قصة امرأة تجلس بجانب المسبح وهي واثقة من نفسها، وعصرية وجذابة، فالتصميم مستوحى من مجموعة خاصة من بياجيه، وهو عبارة عن كرسي يتحرك يميناً ويساراً، الى جانب الضوء العاكس المستوحى من الماء وأوراق الأشجار والريش». ولفتت الى أنها أرادت تسليط الضوء على الزوار من خلال هذا الضوء، فيشعر الزائر بأنه تحت الضوء، موضحة أنها كطالبة تصميم داخلي عرضت عملاً في أيام التصميم، يعنيها كثيراً أن تقدم عملاً جديداً في «آرت دبي»، ولاسيما أنها منصة عالمية.

وقالت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد، المها البستكي، إن التعاون يهدف الى تطوير المهارات الفنية في دولة الإمارات، ويمثل رؤية سموها في دعم المواهب. ولفتت إلى أن البرنامج يركز على الجانب المشرق في الحياة، ويركز على كيفية تحقيق السعادة. وأشارت إلى أن عدد المشتركين كان كبيراً، وتم اختيار ستة مشتركين للمرحلة النهائية، بينما كان التصميم الفائز الأكثر إبداعاً، موضحة أن دار بياجيه هو الذي مول تنفيذ المشروع.

ويعرض هذا التصميم المتميز للفنانة الإماراتية الشابة كقطعة رئيسة بمنصة بياجيه في «آرت دبي 2018»، بمدينة جميرا خلال الفترة من 21 إلى 24 مارس الجاري، حيث تم اختياره من قبل اللجنة المختصة بالمكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، من بين أعمال فنية عدة شارك بها فنانون ومصممون إماراتيون ومقيمون في مشروع «الجانب المشرق من الحياة»، الذي اعتبر بمثابة تحدٍ جديد أمام المواهب الشابة لإطلاق قدراتهم، وتقديم أعمال فنية فريدة من نوعها لهذه المسابقة، وعكست جميعها ثراء الساحة الفنية الإماراتية. وترتكز فكرة «الجانب المشرق من الحياة» على ترسيخ ثقافة السعادة في المجتمع من خلال تسليط الضوء عبر الفنون، على لحظات الفرح بكل أشكاله، في دلالة على أهمية الفن وما يحمله من رسالة إنسانية تبعث على الأمل والطموح وتنشر السعادة، وتم خلال إطلاق المشروع في شهر مايو الماضي، الإعلان عن اختيار أفضل تصميم فني لقطعة مجوهرات لعرضه في صالة بياجيه خلال مشاركتها في «آرت دبي 2018».

وأثنت المها البستكي على الفنانة الإماراتية الفائزة بقولها: «نحن فخورون بجواهر الخيال، وسعداء بإقبال الكثيرين من المواهب الشابة على المشاركة في مشروع (الجانب المشرق من الحياة) بأعمال فنية متميزة، وتحمُسهم للانطلاق بأعمالهم نحو العالمية»، حيث يعد «آرت دبي» واحداً من أضخم المعارض الفنية في العالم وأهمها في منطقة الشرق الأوسط.

وعبرت جواهر الخيال عن سعادتها بالفوز بهذه المسابقة، قائلة: «التعاون مع المكتب الثقافي وبياجيه وفر لنا كفنانين ومصممين شباب دعماً كبيراً وفرصة استثنائية للتطور من خلال منصة عالمية تعرض مواهبنا». وكانت جواهر الخيال فازت بالمسابقة من بين ستة فنانين تم اختيارهم في شهر يونيو الماضي للمرحلة النهائية بعد اطلاع اللجنة المختصة بالمكتب الثقافي على الأعمال التي تقدم بها العديد من المشاركين.

تويتر