أسوأ فيلم لأنتون فوكوا

«إنفنيت» يخفق في أدنى متطلبات الخيال العلمي

صورة

من المؤكد أن مارك وولبيرغ وتشيويتيل إيجيوفور وتوبي جونز وافقوا، بحسن نية، على الانضمام إلى صانع الأفلام المميز، أنتوان فوكوا، في فيلم Infinite، «لا نهائي»، وهو خيال علمي وأكشن مثير وحابس للأنفاس.

على الورق الفكرة ممتازة: محاربون من قرون ماضية يغيرون أجسادهم لإنقاذ البشرية، هناك طرفان: «اللانهائيون» وهم الأخيار، و«العدميون» وهم الأشرار الذين يؤمنون بأن الحياة بلا قيمة، ويسعون لتدمير البشرية.

يبحث المدمر باثورست (إيجيوفور) عن البيضة الفضية المشبعة بقوة تدمير الحياة، ويتضمن ذلك منع عملية تغيير الأجساد بالنسبة للانهائيين، وبالطبع هناك رجل واحد اسمه إيفان ماكولي (وولبيرغ)، لديه معلومات عن مكان السلاح لكنه لا يعرف ذلك بعد.

الفيلم من اقتباس إيان شور وتود ستين لرواية دي إيريك ميكرانز، بعنوان The Reincarnationist Papers، ويضم عناصر من فيلم «ذا أولد غارد» عام 2020، و«ذا ميتريكس» 1999، مع بهارات من «العنصر الخامس» 1997 للوك بيسون.

لكن الفيلم يخفق في كل ما نجحت به الأفلام المذكورة، فبدلاً من صنع فيلم بفكرة لو عولجت بشكل أفضل وبعيداً عن التقليد لكانت فريدة من نوعها، فإن فوكوا يعتمد على المؤثرات الخاصة وقصة معقدة، ما نتج عنه أسوأ فيلم في مسيرة الرجل.

من البداية يحاول فوكوا بناء عالم ضخم، لكنه يخفق في تأليف لغة بصرية مواكبة، خصوصاً أن الخيال العلمي يتطلب ذلك، وهذا أقل شيء يمكن عمله في ظل قصة ضعيفة ومعقدة، تبدأ الأحداث في العاصمة المكسيكية خلال «الحياة الأخيرة»، وهناك ثلاثة لا نهائيين في مطاردة سيارة طويلة بشوارع خالية، لكنها لا تمتّ للمنطق بصلة، ولا شيء في المشهد يقول لنا في أي زمن نحن، لكن طبقاً لصفحة الفيلم في «ويكيبيديا» فهو عام 1985.

ننتقل إلى هذا الزمن وهذه الحياة في مدينة نيويورك، بشارع مانهاتن المغطى بأشعة الشمس البرتقالية، وكأن الصورة من خدمة شتر ستوك!

نرى إيفان في مقابلة وظيفية بمطعم فخم، وتبدو المقابلة سهلة لولا ماضيه المضطرب، فمنذ سنوات هاجم إيفان زبوناً تحرش بنادلة. ويلوم إيفان الحادث إلى إصابته بمرض انفصام الشخصية، ويجعله يسمع أصواتاً في رأسه ويرى أحلاماً يخلطها بالواقع.

في لحظة ما يرى أنه صانع سيوف ياباني ويصنع سيفاً، وكي يوقف هذه الرؤى فإنه يضطر إلى الاعتماد على الأدوية التي يشتريها ببيع سيوفه لتاجر مخدرات، لا يضع فوكوا أي ثقة بقدرة الجمهور على فهم ما يحدث، ويستخدم صوت بطله ليقول للمشاهد إن أدوية إيفان ستنفد وإذا حدث ذلك فإن المتاعب ستقع، وهذا ما يحدث فعلاً، لكن هل كنا بحاجة إلى سماع تلك العبارة الركيكة لفهم أحداث الفيلم!

يكثر فوكوا في استخدام صوت وولبيرغ لشرح أحداث معقدة، من شبه المستحيل فهمها من دون طرح أسئلة، أو يستخدم هذه الأداة (صوت البطل) للتعبير عن مشاعره، وهنا يتعقد الموضوع أكثر بسبب رداءة النص: «هل راودك حلم يبدو حقيقياً جداً لدرجة أنك ظننته ذاكرة؟ هل تفاجأ عندما تنظر إلى نفسك في المرآة؟ هل هناك أشياء تحسن صنعها لأنك تتذكرها ولا تتعلمها؟».

سؤال لدى كاتب هذا الموضوع: هل هذه أسئلة مشروعة من شخصية متجسدة في حياة جديدة (لو كان للعبارة السابقة معنى)، أم أسئلة لرجل يتعاطى أدوية تثبّت عقله لأنه يظن أنه مريض نفسيا؟ ولماذا لا تفسد الحبوب تلك الذكريات أو الرؤى؟

هذا فيلم يجعلك تندم أنك قررت مشاهدته، ويجعلك تندم لأنك حاولت فهمه، لأنه كمجنون يهذي.

يظهر إيفان على رادار باثورست واللانهائيين، رغم أن إيجيوفور ممثل معروف وموهوب، ويؤدي دور الشرير الذي يريد الموت فقط، إلا أننا لا نشعر بشيء تجاه أدائه الذي يطرح أسئلة أكثر مما يعطينا شخصية واضحة السمات.

مَن باثورست؟ ولماذا هو ثري ثراء فاحشاً؟ وأين بقية العدميين؟ ولماذا يتزعمهم؟ وكيف حدث ذلك؟

الشيء نفسه بالنسبة للانهائيين: قائدهم مثل بروفسور إكس، وهي المقعدة غاريك (ليز كار) التي تقود الفريق ولا نعلم شيئا عن قصتها، نخبة جنودها هم كوفيك (الآيسلندي يوهانس هوكور يوهانسن)، والمقاتلة المتمرسة نورا (صوفي كوكسون).

يأمل الفريق أن يكون إيفان الشكل المتجسد من تريدويل، والثاني هو العميل الذي خبأ البيضة الفضية في زمن سابق، بالنسبة لنورا تحديداً فهي تريد رؤية عشيقها السابق، المسجونة روحه من قبل باثورست، وتظن نورا أن الحصول على البيضة سيحرر روحه السجينة.

لا توجد أي ديناميكية في العلاقة بين الثلاثي (إيفان ونورا وباثورست)، كما أن الديناميكية المفترضة بين الباحثين، بقيادة توبي جونز وطبيب الأعصاب الذي يجسده جيسن مانتزوكاس، لا تعمل إطلاقاً.

من الواضح أن فوكوا لا يحسن التعامل مع الخيال العلمي بقدر براعته الشديدة في تنفيذ مشاهد الأكشن، التي بنى كل خبرته فيها منذ دخوله هوليوود عام 1998.

يحوي الفيلم مشاهد أكشن جيدة وأخرى غير مفهومة لسرعة المونتاج، مشهد قتال يوهانسن وإيجيوفور غير متقن، ومن الواضح أن ممثلين بديلين كانا يؤديان المشهد.

قارئنا الكريم، تورطت شركة «باراماونت» في هذا الفيلم الرديء فطرحته في خدمة «باراماونت بلاس» على الإنترنت، لأنها تعلم أنه سيخفق في السينما، فلا تورط نفسك بمشاهدته حتى مجاناً!

• هذا فيلم يجعلك تندم أنك قررت مشاهدته، ويجعلك تندم لأنك حاولت فهمه، لأنه كمجنون يهذي.

• على الورق الفكرة ممتازة: محاربون من قرون ماضية يغيّرون أجسادهم لإنقاذ البشرية.

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر