أكدوا على أهمية الدعم الرسمي للإنتاج المحلي

فنانون إماراتيون يطالبون بعودة مهرجانات السينما: وضعُنا لا نُحسد عليه

صورة

دعا فنانون إماراتيون إلى إعادة مهرجانات السينما التي توقفت في السنوات الأخيرة، مؤكدين أنها كان لها دور كبير في تنشيط المشهد الفني والسينمائي، ودعم المواهب الشابة.

وأكد الفنانون خلال جلسة حوارية افتراضية، نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، مساء أول من أمس، لمناقشة فيلم «218 خلف جدار الصمت»، أن وجود دعم رسمي وحكومي لصناعة السينما في الدولة، بات أمراً ضرورياً لتطوير هذه الصناعة، لتواكب التطور الذي تتميز به الإمارات في كل المجالات.

وأعربت المخرجة الإماراتية، نهلة الفهد، عن أملها في عودة المهرجانات السينمائية لأنها كانت تمثل حافزاً مهماً للسينمائيين للإنتاج وتقديم أعمال بشكل مستمر، إلى جانب المشاركة في الفعاليات التي تشهدها هذه المهرجانات ومتابعة أفلام من مختلف الدول، موضحة خلال الجلسة، التي أدارتها الإعلامية أسمهان النقبي، أن صناعة الأفلام في الإمارات حالياً تعتمد على تجارب ومبادرات فردية من أشخاص يجمعهم الشغف بالسينما، وهو الذي يمنعهم من التكاسل أو الاستسلام للتحديات التي يواجهونها.

قوة ناعمة

وشددت نهلة الفهد على ضرورة دعم السينما باعتبارها نوعاً من أنواع القوة الناعمة للدولة، وتقدم صورة للمجتمع أمام العالم، بالإضافة إلى كونها عنصراً مهماً في الاقتصاد القومي، لافتة إلى أن هذا الدعم يجب أن يشمل تأسيس صناديق لدعم صناع الأفلام، ومساعدتهم على عرض أفلام في دور العرض السينمائية بتوفير اهتمام ودعاية كافيين.

وأشارت إلى أن فيلم «218 خلف جدار الصمت»، لم يلقَ الدعاية الكافية عند عرضه، وهناك كثيرون استغربوا أنه عرض في دور السينما، لأنهم لم يشاهدوا دعاية مثل التي تصاحب عرض الأفلام الغربية.

وذكرت أن مبادرة التجربة الفنية الإماراتية، التي أطلقتها مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، شهدت مشاركة تفوق التوقعات، إذ بلغ عدد المشاركين أكثر من 3000 شخص، وتمت الاستعانة بأكثر من 100 شخص في صناعة فيلم «218 خلف دار الصمت»، سواء أمام الكاميرا أو خلف الكواليس، معربة عن أملها أن تقدم المبادرة مزيداً من الخطوات في الفترة المقبلة.

مبادرات فردية

من جانبه، أشار الفنان والمنتج، الدكتور حبيب غلوم، إلى أن الإمارات كانت تشهد إقامة أربعة مهرجانات سينمائية مهمة سنوياً، هي: مهرجان أبوظبي السينمائي، ومسابقة أفلام من الإمارات، ومهرجان دبي السينمائي، ومهرجان الخليج، وكانت تلعب دوراً كبيراً في إنعاش لحياة السينمائية، وتشجيع صناع الأفلام.

وأضاف: «مع الأسف بعد إلغاء هذه المهرجانات أصبحنا في وضع لا نحسد عليه، وعلينا أن نعمل على إعادتها حتى لا نستمر في الاعتماد على مبادرات فردية».

وقال غلوم: «وزارة الثقافة والشباب هي المظلة الاتحادية لكل فعل ثقافي وفني على مستوى الدولة، واليوم نجد أن هناك شيئاً غائباً، ونتمنى من الوزارة أن تهتم وتقف معنا لنتجاوز عراقيل كثيرة تواجهنا، خصوصاً أن فن الصورة هو فن المستقبل».

ورأى أن غياب الدعم أدى إلى تراجع المواهب الإماراتية، وتحوّل طاقات إبداعية إلى الخارج لتقديم إنتاجها، وكذلك تحوّل كتاب سينمائيين إلى الأعمال الدرامية وانصرافهم عن السينما، لأن الدراما تحقق عائداً مادياً أكبر، خصوصاً عند عرضها في شهر رمضان، مؤكداً: «النيات الطيبة لا تصنع إبداعاً».

تحديات

شهدت الجلسة مشاركة عدد من أبطال فيلم «218 خلف جدار الصمت»، وهم الفنانون: أمل محمد وهيفاء آل علي وعبدالله بن حيدر، الذين تحدثوا عن مشاركتهم في العمل، وعن واقع العمل الفني والتحديات التي تواجه الفنان الإماراتي.

وتطرقت أمل محمد إلى موضوع الفيلم، وهو العنف الأسري، موضحة أنه ظاهرة عالمية لا تقتصر على مجتمع بعينه، لافتة إلى أن التصوير تم، العام الماضي، في ظروف صعبة في ظل جائحة «كورونا»، والإجراءات الاحترازية التي فرضت للوقاية من انتشار الفيروس، إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الطقس في شهر يونيو، وتطرقت إلى التحديات التي تواجهها كفنانة، ومن أبرزها عدم ثقة المنتجين بالفنان الإماراتي ليسندوا له دور البطولة في الأعمال الدرامية تحديداً.

من جانبها، ذكرت الفنانة هيفاء آل علي أنها اتجهت في الفترة الأخيرة إلى مجال الكتابة، مع التركيز على قضايا المرأة والأسرة، معتبرة أن أبرز التحديات التي تواجهها في هذا المجال هو الشروط والالتزامات والخطوط الحمراء التي يضطر الكاتب إلى وضعها في الاعتبار عن الكتابة، فيخرج النص جباناً يكتفي بالإشارة إلى القضايا من بعيد.

بينما أعرب الفنان، عبدالله بن حيدر، عن إيمانه بأن الفن إمتاع وترفيه في المقام الأول، وعلى صانع العمل الفني أن يصل إلى عقلية المشاهد من خلال تقديم قصة أو حكاية تتميز بحبكة قوية وتشويق، وتوليفة من العناصر الفنية المتميزة، ويمكن تضمين هذه الحكاية ما يرغب فيه من أفكار بطريقة مبطنة وغير مباشرة، ويترك للمتلقي الحق في تأويلها حسب حالته الاجتماعية والنفسية وحاجته الإنسانية، لكن تقديم رسائل في نص مهلهل وإنتاج ضعيف وتصوير سيئ، لن يصل للمشاهد ولن يحقق هدفه، مشدداً على أن صناعة السينما مكلفة وتحتاج إلى التميز من خلال نص قوي وأساليب حداثية، خصوصاً أن الدراما بدأت تقترب من الصبغة السينمائية من حيث الإيقاع والتشويق والإخراج.

كسر المسكوت عنه

افتتحت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد، مؤسِّسة ورئيسة «مؤسسة بحر الثقافة»، الجلسة الحوارية بالترحيب بفريق العمل، معربة عن إعجابها بفيلم «218 خلف جدار الصمت» الذي يدعو المشاهد إلى االتماس ما خلف الغايات والأحداث، ويكسر المسكوت عنه، ويتناول جانباً من المشكلات التي توجد في كل المجتمعات. كما أشادت بجهود كل العاملين فيه، التي انعكست على مستواه المتميز.

• الجلسة افتراضية، ونظمتها «بحر الثقافة» لمناقشة فيلم «218 خلف جدار الصمت».

تويتر