يسخر من نفسه و«مارفل» وأفلام أخرى

«ديدبول 2».. الرهان على الهزلية ينجح رغم التكرار والتهريج

صورة

فيلم Deadpool 2 «ديدبول 2»، يأتي بعد ثلاثة أسابيع فقط من طرح فيلم «أفنجرز: إنفينيتي وور»، وهو الفيلم الثالث عن أبطال خارقين (سوبر هيروز)، مقتبس من قصص مصورة (كومكس) يطرح هذا العام، والرابع في ستة أشهر من مارفل.

وصلنا إلى التشبّع

هناك خطة لصنع جزء ثالث، بالإضافة إلى فيلم متفرع من سلسلة ديدبول بعنوان: «إكس فورس»، رغم ذلك نقول: لقد وصلنا إلى نقطة التشبع من الأبطال الخارقين. هل يستحق «ديدبول» المشاهدة؟.. فقط لعشاق الهزلية الشديدة وقراء القصص المصورة، وكل من أعجبه الجزء الأول، ويفهم نكات الفيلم على الأفلام الأخرى، أما المشاهد العادي والمتشبع فالأفضل له البحث عن فيلم آخر.


«ديدبول» تبنى قالباً مختلفا كلياً وليس أصلياً، كما يظن البعض، لكنه جديد كلياً على أفلام القصص المصورة.


70 %

من نكات العمل، الذي يحوي الكثير من النكات على أفلام أخرى، كان سخيفاً.

بعد عامين من طرح ديدبول الأول؛ كان هناك انطباع عام بأن الفيلم الأصلي تجاوز الحدود التقليدية لأي فيلم مقتبس من قصص مصورة، بسبب تجاوزه للكليشيه المتعلق بقصة أصل الشخصية الذي وقعت فيه معظم أفلام القصص المصورة، وركز بدلاً من ذلك على شيء لم يتوقعه أحد.

«ديدبول» تبنى قالباً مختلفا كلياً وليس أصلياً، كما يظن البعض، لكنه جديد كلياً على أفلام القصص المصورة، قالب هزلي جداً تسخر فيه الشخصيات من نفسها ومن أفلام أخرى، ولا يمكن أخذه بجدية إطلاقاً، فالإضافة على قالب الهزلية هي العنف المبالغ فيه، الذي لا يتردد حتى في تصوير قطع رؤوس! القالب يُشبّه أيضاً بمجلة «ماد» الأميركية الساخرة الشهيرة.

تلك كانت حركة جريئة، راهنت عليها استديوهات «20 سنشري فوكس» المالكة لحقوق استخدام هذه الشخصية المملوكة أصلاً لعالم مارفل السينمائي، وكسبت الرهان عندما حقق «ديدبول» نجاحاً بسبب القالب، وأصبح ثاني أعلى فيلم مصنف للكبار من ناحية الإيرادات بعد فيلم «آلام المسيح»، بينما كانت قصته أضعف جانب فيه بعكس أفلام «عالم مارفل السينمائي».

بعد عامين من قتله الرجل الذي منحه قوته الخارقة، تحول ويد ويلسون أو ديدبول (رايان رينولدز) إلى مرتزق يقتل مجرمين متنكراً بسترته الحمراء. في ليلة الذكرى السنوية مع رفيقته فانيسا (البرازيلية مورينا باكارين) يلحق به زعيم عصابة مخدرات أخفق ديدبول في قتله سابقاً، ويقتل فانيسا مباشرة بعد اللحظة التي قررا فيها تكوين أسرة. بعد ستة أسابيع يقرر ديدبول المكتئب الانتحار بتفجير شقته؛ إلا أنه لا يتمكن من ذلك بسبب قواه الخارقة التي تعيده للحياة.

ديدبول يموت في الانفجار ثم يعود حياً، يموت برصاصة في صدره ثم يعود حياً، يتمزق جسمه إلى قطعتين، فيعيد لصقه بشريط. لا نعيب على الفيلم ما يحدث فهذا أسلوبه الهزلي جداً إلى أبعد الحدود، يعني لا يمكن أخذ أي شيء يحصل فيه بجدية نهائياً. وهذا يعني مشكلة واحدة، أننا لا نستطيع الاهتمام بأي شخصية، ومستحيل حدوث أي نوع من الارتباط العاطفي، لأنه بمجرد أن يحدث يسارع ديدبول في إلقاء نكتة على نفسه، أو يسخر من الفيلم أو الشركة المنتجة أو من فيلم آخر.

يحوي الفيلم الكثير من الإشارات المتعلقة بالثقافة الشعبية الأميركية، والكثير من النكات على أفلام أخرى ليست بالضرورة أفلام قصص مصورة. ولو كان المشاهد غير متمرّس، فلن يفهم المقصود من النكات التي ليست كلها مضحكة، وبإمكاننا القول: إن 70% منها كان سخيفاً.

لا إضافة

أخرج الفيلم مؤدي أدوار المجازفة السابق، الذي تحول إلى الإخراج ديفيد ليتش (شارك في إخراج الجزء الأول من الرائع جون ويك 2014، والسيئ أتوميك بلوند 2017)، بعد رحيل تيم ميلر مخرج ديدبول الأول من مشروع الجزء الثاني بسبب خلافات إبداعية.

ولا يبدو أن ليتش تمكن من إضافة أيٍّ من إبداعات جون ويك هنا، فلا مشاهد قتال فردية، ولا أي عنصر مبهر من ذلك الفيلم نجده هنا، باستثناء نكتة قتل الكلب الشهيرة التي سخر منها ديدبول. ربما لا يلام فذلك كان فيلماً مستقلاً - إلى حد كبير - لم يتدخل منتجوه قط في القصة، وهذا مشروع استوديو ضخم تحت حكم المؤثرات الخاصة، والواضح فقط أن أكبر مؤثر في الفيلم هو رينولدز الذي لم يخفِ أبداً اهتمامه بتقمص الشخصية، وفي هذا الجزء تحديداً نرى اسمه في خانتي الكتابة والإنتاج.

هذا ثالث فيلم للنجم جوش برولين هذا الصيف، فقد شاهدناه في شخصية الشرير ثانوس في فيلم أفنجرز، وهو هنا في دور الشرير كيبل الذي يسافر عبر الزمن لقتل صبي يتمتع بقدرات خارقة (الإشارة واضحة إلى سلسلة أفلام Terminator الشهيرة)، وسيظهر في الجزء الثاني من فيلم «سيكاريو» الشهر المقبل. هناك مشهد فيه نكتة غير واضحة وإشارة خاطئة لفيلم Terminator لا نعلم لو كانت متعمدة لكنها خاطئة، ديدبول يقول لكيبل: «كف يدك عن ذلك الفتى يا جون كونور». في فيلم تيرمينيتور، جون كونور هو الفتى الذي يتعرض لمحاولة قتل، وليس الرجل الآلة المسافر عبر الزمن الذي يمثله كيبل في هذا الفيلم، ويخاطبه ديدبول باسم جون كونور.

مقارنة

كتّاب الفيلم تمكنوا من ربط كيبل بشخصية ثانوس لاعتبارات خاصة قد تتعدى حدود النكتة، لو نظرنا إلى الأمر من ناحية المفاوضات الجارية حالياً بين استديوهات 20 سنشري فوكس و«ديزني»، إذ إن الأخيرة مهتمة بشراء الأولى، وتالياً انتقال حقوق استخدام شخصيات «إكس من» ومنهم ديدبول إلى عالم مارفل السينمائي المملوك لـ«ديزني».

ربما تصعب مقارنة «ديدبول» بأيٍّ من نظرائه من أفلام الأبطال الخارقين، فهو من جهة أعنف منها لدرجة تفوق الوصف، ومن ناحية أخرى يوظف قالباً لا حدود لهزليته، وبما أن جل نكاته وسخريته من أفلام أخرى، فلعلنا نستطيع مقارنته بسلسلات أفلام عدة اتخذت نهجاً في السخرية من أفلام أخرى، مثل أفلام Airplane الشهيرة، وكذلك أفلام The Naked Gun في ثمانينات القرن الماضي. بالإضافة إلى أفلام Scary Movie الشهيرة في العقد الماضي التي سخرت من أفلام Scream.

«ديدبول» يبدأ بمشهد ينفث فيه رينولدز دخان سيجارة باتجاه الكاميرا، ربما يقصد بذلك إغاظة أبناء عمومته من الشخصيات الأخرى عند «ديزني» التي لا تسمح بمشاهد تدخين في أفلامها، وربما لن يقتصر الأمر على منع سيجارة ديدبول عند شراء «ديزني» لـ«20 سنشري فوكس»، ربما تعترض «ديزني» على مستوى العنف في أفلام هذه الشخصية، لأن أفلام «ديزني» دائماً موجهة إلى العائلات، لا يمكن الجزم بالطبع، لكن قد تكون لـ«ديزني» رؤية أخرى.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر