زوّار: تعلمنا الكثير من رحلتنا في المعرض الجميل

حقائب العودة من «إكسبو دبي».. محمّلة بالتفاؤل

صورة

بدروس إنسانية قيمة.. ونظرات إيجابية للحياة ومستقبلها، يعود زوّار «إكسبو 2020 دبي» إلى بلدانهم، حاملين في حقائبهم ذكريات جميلة عن «المدينة الفاضلة»، التي تضم في تناغم بشري فريد 192 دولة على هذه المساحة المصغّرة من الأرض.

وأكد زوّار لـ«الإمارات اليوم» أن رحلتهم إلى المعرض أثرت تجربتهم بكثير من التفاؤل عن الغد المشرق، علاوة على تفاصيل بالجملة تستحق أن تروى للأهل والأصدقاء، مشيرين إلى أن الحدث العالمي وسّع مداركهم المعرفية، وجعلهم ينفتحون على تجارب المستقبل التي أتاحتها اكتشافات المعرض ورسائله السامية، ولعل من أبرزها نموذج التعايش بين الجميع.

نموذج

وقالت السائحة الألمانية دينيس غروسكا، التي سافرت من برلين إلى دبي خصيصاً لزيارة «إكسبو 2020»: «سعيدة جداً بهذه الرحلة التي خططت لها منذ عام 2020، ولكنها تأجلت بسبب ظروف الجائحة»، مضيفة: «ليست هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها دبي، إذ قدمت إليها كثيراً من قبل لقضاء العطلة، ولكن هذه الزيارة مخصصّة بالكامل لمعرض (إكسبو)، لأنني أعتبره مناسبة استثنائية لا يمكن اكتشافها إلا مرة واحدة في العمر، وهذا ما دفعني إلى استثمار أسبوع إقامتي هنا، للتجوال بين أجنحة عدة، على رأسها: الإمارات والسعودية وفرنسا ولوكسمبورغ وسويسرا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا، وغيرها الكثير».

وحول ما ستحمله في حقيبة سفرها من ذكريات هذه التجربة الاستثنائية، أوضحت دينيس: «أدهشني (إكسبو 2020 دبي) بكل ما ضمته أجنحته من اكتشافات تاريخية وحضارية، وحلول وابتكارات إنسانية فريدة، قد لا تتوافر فرصة اكتشافها إلا في إطار هذا الحدث، وأهم التجارب التي ستبقى محفورة في ذاكرتي هو التنوّع المرتكز على مبادئ إنسانية عظيمة، منها التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل لمختلف الجنسيات التي تكرّسها ولاتزال دولة الإمارات، وتتكرّس بوضوح أكبر في تجربة استضافة (إكسبو) لـ192 دولة حول العالم».

لا مكان للمستحيل

من جهتها، أكّدت السائحة الهندية سينا أوبومبارامبيل، القادمة من سواحل مالابار: «جئت إلى دبي بمفردي للاستمتاع بعطلتي، في مغامرة السفر والاكتشاف الجديدة التي لطالما عشقتها منذ الصغر، وتخليت، خلال الفترة الأخيرة، عنها للاهتمام بعائلتي وأبنائي. لذا قررت أخذ استراحة قصيرة من المسؤوليات وتحقيق هذا الحلم القديم، عبر القدوم إلى دبي وزيارة أكبر تجمع عالمي وهو (إكسبو 2020 دبي)».

وأضافت: «زرت إلى اليوم أكثر من 100 جناح، واستمتعت بحضور أكثر من 25 فعالية ترفيهية في أماكن عدة من المعرض الدولي، تنوّعت بين العروض الموسيقية والمسرحية والراقصة، واستمتعت برؤية العالم من حولي و(نسيت الجميع) هنا في (إكسبو 2020)».

وحول ما تعلمته من تجربة اكتشافاتها، قالت سينا: «سعيدة جداً بهذه الرحلة الرائعة التي غيّرت رؤيتي للحياة وبعض مواقفي من عدد من التحديات العالمية، مثل قضية هدر الموارد الطبيعية، والتلوّث، وسُبل الحفاظ على الحياة البشرية على كوكب الأرض، التي يبرز المعرض الجهود الإنسانية الجادة المكرّسة للاستدامة، من خلال مبادرات شخصية وأخرى رسمية تبنّتها دول حول العالم، وهذا أمر رائع». كما تعلمت سينا من تجربة «إكسبو دبي»، درساً استثنائياً، وهو أنه «لا مكان للمستحيل، وأن العمر مجرد رقم، وتحقيق الأحلام غير متوقف عند مرحلة معينة، إذ حضرت عروض موسيقيين وفنانين ومبدعين في العقد السادس والسابع من العمر في (إكسبو دبي)، في أكبر دليل على أن الوقت متاح دوماً للإنجاز، الأمر الذي دفعني إلى استعادة هوايتي القديمة بالتصوير الفوتوغرافي، التي بدأت منذ قدومي للمعرض بإحيائها، عبر مشاركة أعمالي الأجمل، التي تركتها إلى اليوم في أرشيفي الخاص، على صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي».

سفر دون تذاكر

من ناحيتها، لم تخف الطالبة الأوكرانية كوشنير روكسالانا، التي تزور دبي لشهر كامل، حماستها بتجربة المعرض، الذي اعتبرته فرصة غير مسبوقة لاكتشاف العالم من حولها. وقالت: «بعد انتهاء تجربة التطوّع في جناح صربيا، أستمتع منذ ما يقارب الشهر، بمغامرة سياحية متفرّدة داخل المعرض، الذي تجوّلت بين أجنحة دوله المختلفة، واكتشفت عدداً من ثقافات شعوبها المتنوّعة والأهم، والكثير من الوجهات الجديدة المجهولة إلى اليوم لي».

وأضافت: «اهتمامي الكبير بالسفر، يبدو أنني بدأته بنجاح في (إكسبو دبي)، عبر الانتقال بين 192 دولة دون تذاكر سفر ولا حجوزات فنادق ولا حتى تكاليف، خصوصاً أنني طالبة، ولا قدرة لي على دفع كلفة السفر الدائم بين مختلف الأماكن». وتابعت روكسالانا: «السفر بين جنبات المعرض أمر رائع للغاية، لأنه حقق بعض أحلامي، ومكنني من تحديث قائمة وجهاتي السياحية المستقبلية، وإعادة تنظيم خياراتي المقبلة، على أساس ما اكتشفته من معلومات عن الدول التي كانت أجنحتها بمثابة النماذج المصغّرة عنها وعن سحر طبيعتها».

تبادل ثقافي

أما عائلة السائح الإيراني محمد رضا، التي قررت استثمار الوقت المتبقي من «إكسبو 2020» لزيارة الحدث خلال عطلتهم القصيرة في دبي، فقالت: «إلى جانب الأجواء الممتعة والشيقة التي يتيحها لزوّاره، يكرّس المعرض، سواء من خلال استضافته لأكبر تجمع عالمي، أو تجارب السياح القادمن من كل أنحاء العالم، تجربة ثقافية مهمة ينفتح فيها البشر على بعضهم بعضاً، ليتبادلوا تجارب المتعة والاكتشافات واللغة والعادات وحتى تجارب الطعام المشترك، الذي يمكن أن يجمعهم على عشق وجبة واحدة يكتشفونها في أحد المطاعم المتناثرة هنا وهناك». واعتبرت الأسرة الإيرانية أن هذه هي «الرسالة الأسمى التي يكرّسها (إكسبو دبي)، الذي ينتصر في الوقت ذاته على الابتكارات الفريدة، ويراهن على شعار تواصل العقول وتبادل التجارب الإنسانية لصنع مستقبل أفضل للجميع».

درس إماراتي للجميع

أكّدت السائحة الألمانية دينيس غروسكا، انبهارها بما رأته في «إكسبو 2020 دبي» من تجمع بشري متفرّد، واصفة إياه بـ«التناغم الجميل الذي يدعو إلى التفاؤل، خصوصاً في ظل تنامي الأزمات وانتشارها في مناطق عدة حول العالم، إذ تقدم الإمارات عبر (إكسبو دبي) درساً قيماً اليوم للجميع، باعتبارها نموذجاً للتعايش بين البشر مهما اختلفت ألوانهم».

تويتر