رغم تراجع الطلب عليها من معظم القطاعات

«غرفة دبي»: جاذبية الفضة للمستثمرين الأفراد تتصاعد خلال 2020

«غرفة دبي»: المستثمرون سارعوا بالبحث عن ملاذ آمن كما هي الحال في أوقات عدم اليقين. أرشيفية

توقع تقرير حديث لغرفة تجارة وصناعة دبي تراجع الطلب العام العالمي على الفضة خلال العام الجاري بنسبة 3%، مقارنة بالعام الماضي، على أن يبلغ بنهاية هذا العام 963.4 مليون أوقية، لافتاً إلى أنه مع الضعف الذي شاب معظم فئات الطلب من القطاعات المختلفة، فإنه من المرجح أن يعوض ذلك جزئياً الارتفاع الحاد في طلب المستثمرين الأفراد على الفضة، بحسب المسح العالمي للفضة 2020، الذي أجراه معهد الفضة.

وأفاد التقرير، الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأنه منذ بداية تفشي وباء «كوفيد-19»، شهدت أسواق السلع تقلبات كبيرة ذكّرت المستثمرين بالأزمة المالية والتباطؤ العالمي الذي حدث في عام 2008، مشيراً إلى أنه مع بدء معظم السلع رحلة التعافي منذ بلوغها أدنى حد لانخفاض أسعارها في مارس وأبريل الماضيين عقب الصدمة الأولى لانتشار الوباء، اتسم أداء مجموعة المعادن الثمينة بالتميز.

ملاذ آمن

ذكر تقرير «غرفة دبي» أن جاذبية الفضة للمستثمرين ظلت في حالة تصاعد خلال الأشهر الأخيرة، حيث سارع المستثمرون بالبحث عن ملاذ آمن كما هي الحال في أوقات يسود فيها عدم اليقين مثلما يحدث الآن، خصوصاً في خضم تحقيق سندات الخزانة الأميركية عائدات سلبية، موضحاً أن أسعار الفضة عالمياً ارتفعت بقوة منذ بداية انتشار فيروس «كورونا»، مسجلة نمواً خلال سنة بنسبة 48%، لتستقر عند 26 دولاراً للأوقية بحلول الأسبوع الثالث من أغسطس 2020، ما يجعلها فعلياً أفضل السلع أداءً خلال العام الجاري حتى الآن.

وأشار التقرير إلى أن أسعار الفضة كانت سجلت نمواً تصاعدياً مماثلاً عقب الأزمة المالية العالمية في 2008، مدفوعة بالسياسات المالية والنقدية العالمية التيسيرية، حيث إنه نتيجة لذلك لامست الأسعار لفترة وجيزة 50 دولاراً للأوقية في عام 2011، قبل أن ينعكس اتجاه الأسعار إلى متوسط بلغ تقريباً 16 دولاراً للأوقية قبل نهاية العام الماضي.

الطلب الصناعي

وبيّن التقرير أن الطلب من قبل القطاع الصناعي العالمي شكل نسبة 49% من إجمالي الطلب على الفضة منذ بداية عام 2020، لافتاً إلى أنه في ظل القيود المستمرة بسبب «كورونا» على أداء الصناعة هذا العام يتوقع محللون انخفاضاً قدره 7% في طلب القطاع العام الجاري، ليستقر عند 475.4 مليون أوقية.

وتوقع تقرير «غرفة دبي» أن ينمو صافي الاستثمار المادي، الذي يمثل 22% من إجمالي الطلب على الفضة خلال العام الجاري، بنسبة 16%، ليصل إلى 215.8 مليون أوقية.

وقال التقرير إنه من المرجح أن تكون الولايات المتحدة وألمانيا الأسواق الرئيسة للفضة، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة خلال فترات ازدياد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي الكلي، مشيراً إلى أنه إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يشهد طلب الاستثمار المادي في الهند نمواً متواضعاً، في حين أن الانخفاض المتوقع في الصين قد يقلل بعض المكاسب التي تحققت في تلك الأسواق.

صناعة المجوهرات

أوضح التقرير أن استخدام المجوهرات يمثل 19% من إجمالي الطلب على الفضة، فيما من المتوقع أن ينخفض هذا الاستخدام بنسبة 7% في العام الجاري، ليصل إلى 187.5 مليون أوقية، لافتاً إلى أنه على الرغم من الانخفاض، لايزال هذا الحجم يعتبر ضمن المستويات التاريخية للعقد الماضي.

ووفقاً للتقرير، فإنه من المتوقع أن تسجل أكبر أسواق الفضة في العالم وهي الهند والصين معظم الانخفاض، حيث تضرر نشاط التجزئة فيهما بسبب فترة الإغلاق خلال تفشي «كوفيد-19»، في حين من المتوقع أيضاً أن يكون هذا التأثير الناجم عن الوباء محسوساً في الأسواق الغربية، ومن المرجح أيضاً حدوث تأثير ثانوي، مع إمكانية تأثير الاستبدال المحتمل إيجاباً على الطلب بعد ظهور الفضة كبديل ميسور الكلفة للمجوهرات الذهبية الأكثر كلفة.

كما توقع تقرير «غرفة دبي» أن يستمر انخفاض الطلب على المصنوعات الفضية، التي تشكل 6% من إجمالي الطلب، خلال العام الجاري بنسبة 9%، ليبلغ 54.3 مليون أوقية، مبيناً أن معظم الانخفاض ناتج عن جنوب آسيا، مع انخفاض أقل في أوروبا كذلك.

حذر

أشار تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي إلى أن تجار السلع والمستثمرين يعتقدون أنه على عكس الذهب الأكثر استقراراً، تميل الفضة إلى أن تكون لها حركات حادة في كلا الاتجاهين، وبالتالي فإنهم يتداولونها أو يستثمرون فيها بحذر أكبر.


- توقعات بانخفاض الطلب العام العالمي على الفضة في 2020 بنسبة 3%.

تويتر