أيهما الأكثر أماناً للسفر الطائرات الكبيرة أم الصغيرة؟

يحاول المختصون في قطاع النقل الجوي إيجاد إجابة دقيقة لسؤال شائك يتبادر على ذهن الكثير من المسافرين، أيهما الأكثر أماناً للسفر الطائرات الكبيرة والمتوسطة أم تلك الصغيرة من حيث الحجم؟ وللإجابة على هذا السؤال يذهب المختصون إلى طرح عوامل تتعلق بالظروف التشغيلية وهي أن الطائرات الأصغر حجماً يتم تشغليها في بيئات أكثر خطورة، في الجبال، وعلى مدارج قصيرة مع عمليات إشراف أقل، وكثيراً ما تستخدم الطائرات الأصغر في رحلات جوية قصيرة المدى، مما يعني زيادة نسبية في عمليات الإقلاع والهبوط، وهي أخطر جزء من الطيران، من حيث معدلات الحوادث المسجلة سنوياً.

 في المقابل فإن عوامل القوة بالنسبة للطائرات المتوسطة والكبيرة تعود إلى حقيقة تشغيلها في مطارات حديثة مجهزة جيدًا مع تحكم ممتاز في حركة المرور الجوي، وأنظمة الرادار، والخدمات الأرضية وغيرها من المرافق من منشآت صيانة بمعايير دولية، وبرامج محدثة لتدريب الطيارين والطاقم، إلى جانب تجهيز الطائرات الكبيرة بأنظمة أكثر نظرًا لحجمها، فيما تميل الناقلات الجوية الكبيرة إلى تشغيل طائرات حديثة نسبياً مزودة بأفضل خصائص السلامة. وإخضاعها للصيانة الدورية.

وفي المقابل تجد الدراسات الصادرة عن هيئات السلامة الدولية بأن موثوقية المحركات النفاثة الحديثة جيدة لدرجة أن التحليق فوق المحيطات أو المواقع البعيدة ليس محفوفة بالمخاطر، في حين أن وجود المزيد من المحركات يعتمد على معايير السلطات التنظيمية الصارمة لسلامة وقدرة الطائرة ذاتها على تحمل ظروف الطيران دون اعتبارات السلامة، إلا أن المختصون يتفقون بأن الميزة الفائقة التي تجعل من الطائرات التجارية الأكبر أكثر أمانًا من نظيرتها الأصغر حجماً هي التكنولوجيا والمال، لكن ذلك لا يعني إغفال حقيقة أن أغلبية حوادث الطيران تعود إلى أسباب بشرية للطيارين ومهندسي الصيانة، وموظفي  المراقبة الجوية، فالسلامة في وجهة نظر وكالات السلامة عامل بشري، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وهي تبدأ في مرحلة تصميم الطائرة إلى الاختبار والفحص والتشغيل.

ووفقاً للمنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو"، فإن الأداء البشري بوصفها جزءا من العوامل المسببة لغالبية الحوادث، ومن شأن تحسين فهم العوامل البشرية بصرف النظر عن نوع الطائرة، ومعرفتها في نطاق العمل الذي يؤديه العاملون في إلكترونيات سلامة الحركة الجوية أن يقلل من معدل الحوادث، لكن المنظمة في دراسة لها في عام 2006 وجدت أن مستويات السلامة الجوية مختلفة تماما لمختلف طرز الطائرات المشغلة على خطوط الركاب المنتظمة، ففي عمليات الطائرات النفاثة مثلا، التي تستأثر بأكثر من 98% من اجمالي حجم الحركة المنتظمة سنوياً شهدت 3 حوادث في سنة 2004 توفي فيها 102 راكب، أما في عمليات الطائرات التوربينية المروحية ذات المحركات المكبسية فقد استأثرت بأقل من 2% من حجم الحركة المنتظمة لكنها سجلت 5 حوادث تسبب بمقتل 101 راكب. ولذلك فان معدل الوفيات لعمليات الطائرات النفاثة كان أقل بكثير، إلا أنه عام 2015 حققت طائرات الدفع التوربيني تحسناً كبيراً حيث وصل إلى معدل 1.29 حادث لكل مليون رحلة في عام 2015 مقارنة مع 3.95 في معدل السنوات الخمس 2010-2014.

 

تويتر