بعد ارتفاع أسعارها قبل عطلة الفصل الدراسي الثاني بنسب تصل إلى 100%

متعاملون يطالبون بالرقابة على تذاكر السفر

صورة

شكا مواطنون ومقيمون يستعدون لإجازة الفصل الدراسي الثاني، التي تبدأ يوم الجمعة المقبل، ارتفاعات كبيرة في أسعار التذاكر إلى وجهات عربية وأوروبية وآسيوية، بنسب تصل إلى 100%، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات للحجوزات المتأخرة التي تتم خلال الأسبوع الجاري.وفي وقت قال فيه مسؤولو وكالات سياحة وسفر، لـ«الإمارات اليوم»، إن شركات الطيران هي التي تحدد أسعار التذاكر دون أي سقف، أفادت الهيئة العامة للطيران المدني بأن تنظيم السوق والرقابة على أسعار تذاكر السفر، لن يكون أمراً مجدياً، إذ إن الإمارات دولة ذات سوق مفتوحة، لافتة إلى أن العرض والطلب هو المعيار الأساسي في موضوع تذاكر السفر.

شكاوى متعاملين

وتفصيلاً، قال المواطن حمد المنصوري، إن سعر تذكرة السفر إلى وجهة سياحية كان يعتزم قضاء إجازة الفصل الدراسي الثاني فيها وعائلته، ارتفع من 1100 إلى 2100 درهم، بنسبة ارتفاع بلغت 91%.

ورأى المنصوري أن الارتفاع يؤثر بشكل كبير في العائلات، لاسيما العائلات كبيرة العدد، التي ترغب في قضاء إجازة عائلية تضم كل أفراد الأسرة، مشيراً إلى أنه اكتشف عند الحجز أن الكثير من المقاعد لاتزال خالية، ما يستوجب عدم ارتفاع الأسعار بهذا الشكل.

وأوضح أن رفع الأسعار أصبح ظاهرة عامة بالنسبة للطيران الفاخر والمتوسط والاقتصادي، قبل فترة طويلة من مواسم الإجازات، داعياً إلى وضع رقابة على شركات الطيران، وعدم ترك أسعار التذاكر دون حد أقصى.

ارتفاع الأسعار في العطلات طبيعي

قال مسؤولان في شركتي طيران في الدولة، إن سياسة العرض والطلب هي التي تحدد أسعار تذاكر السفر، وإن ارتفاع الأسعار في العطلات طبيعي، نظراً لتنامي الطلب، وقلة المقاعد المتوافرة. وأوضح المسؤولان، اللذان فضلا عدم نشر اسميهما، أن هناك درجات عدة بالنسبة لأسعار التذاكر، وأنه يتم الصعود للدرجة الأعلى بعد انتهاء المقاعد على الدرجة الأقل سعراً.

بدورها، قالت المواطنة إحسان الشامسي، إنها فوجئت بارتفاع سعر التذاكر إلى وجهة أوروبية من 2800 إلى 4300 درهم، بنسبة ارتفاع بلغت 53.5% دفعة واحدة خلال أيام.

وأضافت أن موظف شركة الطيران أبلغها بسرعة الحجز، نظراً لتوقعات حدوث ارتفاع أكبر للحجوزات الأخيرة قبل بدء إجازة الفصل الدراسي مباشرة.

ولفتت إلى أن معظم العروض التي تطرحها شركات الطيران لا تتضمن مواسم العطلات، فضلاً عن أنها تتضمن اشتراطات معينة تجعلها بلا فائدة.

أما المقيمة آمال بهنسي، فذكرت أن سعر تذكرة السفر إلى مصر ارتفع من 2000 إلى 4000 درهم، بزيادة نسبتها 100% خلال أقل من أسبوع.

ورأت بهنسي أنه لا يوجد مبرر لهذا الارتفاع الكبير، خصوصاً أن موظف الشركة أبلغها بأن هناك أماكن كثيرة لاتزال خالية، مطالبة بالرقابة على شركات الطيران، وعدم ترك الحرية الكاملة لها لتحديد الأسعار.

عرض وطلب

إلى ذلك، أكد المدير العام لشركة «بن صالح» للسياحة والسفر، حسين عطاالله، وجود ارتفاعات في أسعار تذاكر السفر تراوح بين 50 و100%، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات للحجوزات الأخيرة قبل بدء إجازة الفصل الدراسي الثاني مباشرة.

وقال إن شركات الطيران هي التي تحدد أسعار التذاكر بلا أي سقف، وأن الأمر يخضع للعرض والطلب في المقام الأول، لافتاً إلى أن الأسعار المرتفعة في مواسم السفر الرئيسة مثل الصيف، وإجازات الفصلين الدراسيين الأول والثاني، والأعياد، تستهدف تعويض الانخفاض في غير تلك المواسم.

وأضاف أن أبرز الوجهات التي يوجد عليها إقبال هي أذربيجان، وجورجيا بجانب لندن، وميونيخ، وبانكوك، وأوزبكستان بالنسبة للمواطنين، فضلاً عن مصر، والأردن، ولبنان، بالنسبة للمقيمين.

وذكر أن هناك عائلات كثيرة تفضل قضاء الإجازة داخل الدولة.

تعويض الطلب

من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة «بافاريا» للعطلات، صلاح الكعبي، إن هناك ارتفاعاً في أسعار التذاكر يصل إلى 100%، نتيجة لارتفاع الطلب على السفر مقارنة بالأيام السابقة للإجازة.

وأضاف أن الأمر يحدث في الإجازات كل عام، إذ تسعى شركات الطيران إلى تحقيق أرباح مرتفعة، وتعويض انخفاض الطلب في الأيام العادية.

ونصح الكعبي، المسافرين، خصوصاً العائلات الكبيرة، بالحجز المبكر، والبُعد عن أوائل أيام الإجازة، لاسيما إذا توافقت مع يومي الخميس أو الجمعة، إذ ترتفع أسعار التذاكر بشكل كبير.

وأضاف أن أذربيجان، وجورجيا، وتركيا، ومصر، تستحوذ على معظم حجوزات العائلات المواطنة خلال إجازة الفصل الدراسي الثاني، التي تبدأ الجمعة المقبل، بينما تتركز حجوزات المقيمين في مصر، ولبنان، والأردن، فضلاً عن وجهات أخرى في شرق ووسط أوروبا.

ولفت إلى وجود تراجع في السفر إلى وجهات أوروبية مثل لندن، وميونيخ، خلال الإجازة المقبلة، نظراً للظروف المناخية الباردة، والمسافة الطويلة، مشيراً إلى أن السفر إلى هاتين الوجهتين يسجل ارتفاعاً في الصيف، نظراً لتحسن المناخ، وطول فترة الإجازة.

أما المسؤول في قسم المبيعات في شركة «هابي لاين» للسياحة، طاهر الشيخ، فقال إن حجوزات العائلات المواطنة للفصل الدراسي الثاني تتركز في أذربيجان وجورجيا، إضافة إلى العاصمة البريطانية لندن بشكل أقل، ودول عربية مثل مصر.

وأضاف أن ارتفاع الطلب على السفر خلال العطلة مقارنة بالأيام السابقة لها، أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر بنسب تجاوز 50% على الوجهات التي تلقى إقبالاً كبيراً.

سوق مفتوحة

في السياق نفسه، قال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف السويدي، إن شركات الطيران ترفع أسعارها في مواسم السفر، لتعويض الانخفاض في الأسعار في غير تلك المواسم، وهذا حال الشركات في كل مكان في العالم، وليس في دولة الإمارات فقط.

ولفت السويدي إلى أن تنظيم السوق، ووضع رقابة على أسعار التذاكر، لن يكون مجدياً، إذ إن الإمارات دولة مفتوحة السوق، وتكون الرقابة على السلع والمنتجات الاستهلاكية الأساسية لحياة الإنسان، لكن ما يتعلق بالسفر، فيبقى العرض والطلب هو المعيار الأساسي لتحديد السعر.

وأكد السويدي أن السوق في دولة الإمارات تتميز بالتنوع، إذ توجد شركات للطيران الفاخر، والمتوسط، فضلاً عن شركات الطيران الاقتصادي، وللمستهلك اختيار ما يناسبه وفقاً لمتطلباته.

تويتر