«الطيران المدني»: لا نتدخل بفرض وزن معين على الشركات

«الاتحاد» و«مصر للطيران» تخفضــان وزن أمتعة المسافر

خفض الوزن يهدف إلى تعظيم ربحية الشركات وتقليل استهلاك الوقود. أ.ف.ب

بدأت شركتا «الاتحاد للطيران» و«مصر للطيران» تطبيق قرار خفض الأوزان المسموح للمسافرين باصطحابها بنسب تزيد على 40٪، بهدف تعظيم الربحية وخفض تكلفة استهلاك الوقود، وسط توقعات بأن يحذو عدد من شركات الطيران الأخرى حذو هاتين الشركتين خلال الفترة المقبلة.

واعتبر المدير العام لهيئة الطيران المدني في الدولة، سيف السويدي، أن هذا القرار من صميم علاقة شركات الطيران بالراكب، وأنه يخضع للتعاقد القانوني المبرم بينهما، لافتاً إلى أن القوانين الدولية الخاصة بالطيران لا تتدخل بفرض وزن معين على شركات الطيران أو الراكب.

«الاتحاد»

وتفصيلاً، بدأت شركة الاتحاد للطيران خفض الأوزان المسموح للركاب بحملها على متن طائراتها من 40 كيلوغراماً إلى 23 كيلوغراماً فقط. وقال متحدث باسم الشركة لـ«الإمارات اليوم» إن «(الاتحاد) قررت الالتزام بصرامة بالوزن المكتوب على تذكرة السفر، وهو 20 كيلوغراماً مع اضافة ثلاثة كيلوغرامات أخرى». وأضاف أن «ما كان يحدث سابقاً يعد تهاوناً في الالتزام بهذا الوزن، مثلما كانت تفعل (الاتحاد للطيران) سابقاً وبعض شركات الطيران الأخرى».

وأوضح المتحدث في هذا الصدد أن «هذا القرار يستهدف المساهمة في تحقيق الربحية للشركة وخفض الكلف التشغيلية للطائرات»، موضحاً أنه «كلما زادت حمولة الطائرة زادت كمية الوقود الذي تستخدمه، ما يرفع من كلفة التشغيل بشكل كبير، في الوقت الذى تواجه صناعة الطيران العديد من التحديات حالياً، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الوقود».

«مصر للطيران»

من جانبه، قال المدير الجديد لمكتب شركة مصر للطيران في أبوظبي والعين، إيهاب جودة، إن «الشركة بدأت الالتزام بالوزن المسموح المصاحب للراكب والموضح على التذكرة، وهو (20 كيلوغراماً + سبعة كيلوغرامات لحقيبة اليد)، تزيد بـ10 كيلوغرامات لركاب درجة رجال الأعمال، و10 كيلوغرامات أخرى لركاب الدرجة الأولى». يشار إلى أن «مصر للطيران» كانت تسمح بوزن 40 كيلوغرام للمسافر على الدرجة السياحية.

وأوضح جودة أن «هذه الخطوة جاءت تزامناً مع خفض الشركة أسعار التذاكر بنسبة تصل إلى 30٪ أقل عن الأسعار المطروحة سابقاً».

وأشار إلى أن «هذه الخطوة تستهدف تحقيق مصلحة الراكب، إذ إن منح الركاب وزناً مصاحباً أكثر من الوزن المدون على تذكرة السفر، يجعل الشركة مضطرة إلى تحديد الحجوزات على الطائرات بعدد مقاعد أقل من السعة الحقيقية للطائرة، تفادياً لتخلف حقائب الركاب، وهذا يجعلنا نضحي بنحو ثلث مقاعد الرحلة تجنباً لهذا الأمر، وهو ما يؤدي بالتالي إلى طرح المقاعد للبيع بأسعار عالية، أما الآن فسيتم طرح مقاعد الرحلة بالكامل للبيع، ما يمكننا من طرح تذاكر سفر على درجات ذات أسعار أقل نتيجة لزيادة نسبة المقاعد المعروضة عنها في السابق».

المسافر الدائم

وأوضح جودة أنه تم تفعيل وتنشيط برنامج المسافر الدائم لعملاء «مصر للطيران» بدرجاته الثلاث (البطاقة الزرقاء، الفضية والذهبية)، وأصبح بإمكان الراكب عند إصداره تذكرته بمكتب البيع الاشتراك بالبرنامج والحصول على البطاقة الزرقاء، إذ يتم منحة تلقائياً خمسة كيلوغرامات زيادة عن الوزن المسموح به بدءاً من أول رحلة له، وهذا لم يكن متاحاً من قبل، كما يحصل حاملو البطاقتين الفضية والذهبية على 20 كيلوغراماً لكل منهم زيادة عن الوزن المسموح به، علاوة على مميزات أخرى لأعضاء البرنامج، مثل التعلية لدرجات السفر الأعلى، واستخدام قاعة وكاونتر وزن الدرجة الأولى بالمطارات المختلفة، والحصول على تذاكر مجانية في حالة بلوغ رصيد محدد من الأميال، وغيرها من المزايا الأخرى.

وتوقع جودة ألا يؤثر القرار في تنافسية الشركة، وأوضح أن «الشركة تحقق معدلات إشغال وصلت نسبتها إلى 100٪ في بعض الأيام الأخيرة، على الرغم من تطبيق القرار، وهو ما يؤكد عدم وجود تأثير يذكر له. وقال إن «مصر للطيران أجرت دراسة متكاملة خلصت نتائجها إلى أن 25٪ من الركاب مهتمون بمسألة الأوزان في تحديد شركة الطيران التي سيسافرون عليها، وأن نسبة تراوح بين 10 إلى 15٪ فقط من الركاب يكون لديهم حمولة زائدة».

ولفت إلى أنه «تمت زيادة عدد الرحلات الأسبوعية لـ(مصر للطيران) بين أبوظبي والقاهرة إلى 10 رحلات أسبوعياً، على أن يتم رفعها إلى 14 رحلة اعتباراً من يونيو المقبل».

شركات أخرى

وكانت شركة «فلاي دبي» خفضت أخيراً الأوزان المسموح للمسافر بنقلها، من 10 كيلوغرامات للحقيبة اليدوية إلى سبعة كيلوغرامات مع إمكانية اصطحاب حقيبة كمبيوتر، كما خفضت الوزن المتاح للمسافر الواحد من 64 كيلوغراماً حداً أقصى لحقيبتين زنة كل واحدة منهما 32 كيلوغراماً، إلى 40 كيلوغراماً حداً أقصى موزعة على حقيبتين أو ثلاث.

من جانبه، قال المتحدث باسم «العربية للطيران»، حسام ريدان، إنه «لا توجد خطط لدى الشركة في الوقت الراهن لتغيير الأوزان المسموح للركاب بحملها»، موضحاً أن الأوزان تراوح بين 20 إلى 30 كيلوغراماً حسب وجهة الرحلة، إضافة إلى حقيبة يد يصل وزنها إلى سبعة كيلوغرامات. وقال متحدث باسم الخطوط الجوية القطرية، فضل عدم ذكر اسمه، إن «(القطرية) مستمرة في السماح للركاب بحمل أوزان تصل إلى 50 كيلوغراماً، ولا توجد خطط لتغيير ذلك في الوقت الراهن». يشار إلى أن معظم شركات الطيران تحاسب الراكب على أساس دفع ما يراوح بين 60 و90 درهماً للكيلوغرام الواحد من الوزن الزائد.

حصة سوقية

إلى ذلك توقع المدير العام لشركة «بن صالح للسياحة والسفر»، حسين عطا الله، أن يؤثر قرار خفض الوزن المتاح للمسافر في الحصة السوقية لشركة الطيران التي تقدم عليه، موضحاً أن «المقيمين من المصريين بصفة خاصة، وهم نسبة كبيرة، يحددون قرارهم باختيار شركة الطيران التي يسافرون عليها على أساس عوامل عدة، من أهمها الوزن المجاني المسموح به».

وقال إنه «من المنتظر أن تحذو شركات طيران أخرى حذو (الاتحاد) و(مصر للطيران)، لكن بعد فترة تسمح لهم بقياس مدى تأثير هذه الخطوة وزيادة تقبل الرأي العام لها، بعد أن تصبح أمراً واقعاً بعد مرور فترة زمنية».

تويتر