كيف يتم تتبع الرحلات الجوية لحظياً؟

تعد آلية تتبع الرحلات الجوية، إحدى أبرز التقنيات التي أتاحت للكثيرين في يومنا هذا مراقبة خط سير رحلاتهم بدءاً من إقلاع الطائرة وحتى مرحلة الهبوط بما في ذلك المواعيد المجدولة مسبقاً والتعرف في بعض الأحيان على الحالات الطارئة أو التأخر المحتملة.

ويتم جمع البيانات لتتبع الطائرات من مصادر عدة تتمثل في بيانات ADS-B (نظام بث المراقبة المستقل التلقائي) حيث ترسل الطائرة بشكل منتظم موقعها ومعلومات أخرى إلى جهاز التحكم الأرضي، ونظام MLAT لحساب الفروقات الزمنية وتقدير موقع الطائرة، فضلاً عن بيانات الرادار جنباً إلى جنب مع معلومات الجدول الزمني وحالة الرحلة من شركات الطيران والمطارات.

ووفقاً لشركة "فلايت رادار"، إحدى أبرز الشركات المتخصصة في تتبع الشركات، فإن التكنولوجيا الأساسية التي تستخدمها لتلقي معلومات الرحلة تسمى بث المراقبة التلقائي، إذ تحصل الطائرة على موقعها من مصدر ملاحة GPS (قمر صناعي)، فيما ينقل جهاز الإرسال والاستقبال ADS-B الموجود على متن الطائرة إشارة تحتوي على الموقع ليتم التقاط الإشارة بواسطة جهاز استقبال متصل بشبكة الشركة، ومن ثم عرضها في الموقع أو التطبيقات.

وبحسب الشركة، فإن ADS-B هي تقنية جديدة نسبياً قيد التطوير، وتشير تقديراتها إلى أن ما يقرب من 70% من جميع طائرات الركاب التجارية (80% في أوروبا، 60% في الولايات المتحدة) مزودة بجهاز إرسال واستقبال ADS.

ولفتت إلى أنه بالنسبة للطيران العام، ربما يكون هذا الرقم أقل من 20%، موضحة أن النسبة المئوية للطائرات المجهزة بمستقبلات ADS-B تتزايد بشكل مطرد، وستصبح إلزامية لمعظم الطائرات حول العالم بحلول عام 2020، وحينها ستحل ADS-B محل الرادار الأساسي كطريقة المراقبة الأولية المستخدمة من قبل ATC.

ويتيح نظام ADS-B، على متن الطائرة، تحديد موقعَها من خلال بث معلومات كل ثانية، بالإضافة إلى معلومات الارتفاع والسّرعة والتّوجُّه، فضلاً عن الرّمز التعريفي للطائرة، ونظراً للتردد العالي المستخدم (1090 ميغاهرتز)، تقتصر التغطية من كل جهاز استقبال على حوالي 250-450 كم (150-250 ميلاً) في جميع الاتجاهات حسب الموقع، فكلما ابتعدت الطائرة عن جهاز الاستقبال، يجب أن تطير إلى ارتفاع أعلى ليغطيها جهاز الاستقبال.

وفي بعض المناطق ذات التغطية من عدة مستقبلات، يتم أيضاً احتساب مواقع الطائرات غير المجهزة بـADS-B بمساعدة (MLAT) أي حساب الفروقات الزمنية أو (فارق التوقيت للوصول)، من خلال قياس الوقت المستغرق لاستقبال الإشارة من الطائرات وحساب موقعها، وهناك حاجة إلى أربعة أجهزة استقبال أو أكثر، تستقبل إشارات من نفس الطائرة، لجعل هذه التقنية تعمل، وفقاً لـ"فلايت رادار".

وأضافت "فلايت رادار"، أن تتبع الرحلات عبر الأقمار الصناعية يعد أحدث خطوة في إطار سعيها للحصول على تغطية ADS-B عالمية النطاق، بحيث تجمع الأقمار الصناعية المجهزة بمستقبلات ADS-B البيانات من الطائرات خارج منطقة تغطية الشبكة الأرضية وترسل تلك البيانات إلى شبكة الشركة.

وبشكل عام، يزيد نظام ADS-B القائم على القمر الصناعي من تغطية الرحلات الجوية فوق المحيط حيث لا يكون الاستقبال الأرضي ممكناً.

تويتر