أنقرة تعتبر القرار الأميركي متناقضاً

واشنطن تُنهي المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا

البيت الأبيض: القرار يسري اعتباراً من 17 مايو الجاري. غيتي

أنهت الولايات المتحدة اتفاق المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا الذي سمح لبعض الصادرات التركية بدخول الأراضي الأميركية دون جمارك، لكنها خفضت إلى النصف الرسوم على واردات الصلب التركية إلى 25%.

وقال البيت الأبيض إن من المناسب إنهاء أحقية تركيا في المشاركة في «برنامج نظام التفضيلات المعممة»، وذلك استناداً إلى مستوى تقدمها الاقتصادي، لافتاً إلى أن القرار يسري اعتباراً من 17 مايو الجاري.

وتعتبر تركيا واحدة من 120 دولة تشارك في نظام التفضيلات المعمم، وهو أقدم وأضخم برنامج أميركي للمعاملة التجارية التفضيلية، ويستهدف تشجيع التنمية الاقتصادية في البلدان المستفيدة عن طريق إلغاء الرسوم على آلاف المنتجات.

خلاف دبلوماسي

وكان الممثل التجاري الأميركي قال في أوائل مارس الماضي إنه لم يعد من حق تركيا المشاركة في برنامج «نظام التفضيلات المعمم»، لأنها «متقدمة اقتصادياً بما يكفي».

وبدأ في أغسطس 2018، مراجعة وضع الدولة الشريكة لبلاده في حلف شمال الأطلسي في البرنامج، عندما انخرط البلدان في خلاف دبلوماسي. لكن أنقرة كانت تأمل ألا تمضي واشنطن قدماً في القرار، قائلة إنه سيقف عائقاً في سبيل تحقيق الهدف الذي حدده الرئيسان دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان بالوصول إلى التجارة الثنائية إلى 75 مليار دولار.

وذكر الموقع الإلكتروني لمكتب الممثل التجاري الأميركي أن واردات الولايات المتحدة من تركيا في إطار برنامج نظام التفضيلات المعمم بلغت 1.66 مليار دولار في عام 2017 بما يشكل 17.7% من إجمالي وارداتها من تركيا.

وأضاف أن فئات الواردات التي تتصدر البرنامج هي السيارات ومكوناتها، والحلي، والمعادن النفيسة، والمواد الحجرية.

ضغوط اقتصادية

وخلال خلاف العام الماضي، فرض ترامب رسوماً أعلى على واردات الصلب والألمنيوم التركية، ليمارس ضغوطاً اقتصادية على أنقرة، لإجبارها على إطلاق سراح القس الأميركي آندرو برانسون الذي احتجزته تركيا في ما له صلة باتهامات بالإرهاب. وأُطلق سراح برانسون في أكتوبر 2018.

ودفع تحرك ترامب، الليرة التركية إلى الهبوط. ومنذ ذلك الحين لاتزال العلاقات بين البلدين متوترة بسبب خلافات تراوح بين اعتزام أنقرة شراء منظومة دفاع صاروخية روسية، ومصالحهما المتباينة في سورية.

واردات الصلب

وفي بيان لاحق في وقت متأخر من ليل الخميس الماضي، قال البيت الأبيض إنه خفض الرسوم على واردات الصلب التركية إلى 25% من 50%. وأضاف: «الإبقاء على رسم 25% الحالي على معظم الدول ضروري ومناسب في هذا التوقيت للتصدي لتهديد الإضرار بالمصالح الوطنية».

قرار متناقض

إلى ذلك، قالت وزيرة التجارة التركية، روهصار بكجان، إن قرار الولايات المتحدة إنهاء اتفاق المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا يتناقض مع هدف بلوغ التجارة بين البلدين 75 مليار دولار، مضيفة أن أنقرة ترحب بتحرك واشنطن لخفض الرسوم على واردات الصلب من تركيا إلى النصف.

وأضافت بكجان على «تويتر» أن تركيا تتوقع أن تزيل الولايات المتحدة جميع العراقيل التي تواجه التجارة بين البلدين، مؤكدة أن أنقرة ستواصل العمل على زيادة التجارة الثنائية.

انخفاض الليرة التركية

انخفضت الليرة التركية قليلاً، أمس، في الوقت الذي يدرس فيه المستثمرون قراراً أميركياً بإنهاء اتفاق المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا الذي سمح لبعض الصادرات بدخول الولايات المتحدة دون جمارك، بينما خفضت واشنطن الرسوم على واردات الصلب من تركيا بواقع النصف.

وقال متعامل في إدارة الخزينة بأحد البنوك إن المخاوف بشأن آفاق تركيا تُضاف إلى الضغوط على الليرة الناجمة عن الارتفاع الكامن للدولار، بينما سيكون للقرارات الأميركية أثر متفاوت.

وأضاف: «القرارات الأميركية جرى وضعها في الاعتبار على نحو سلبي، لكن القرارات ليس لها أثر اقتصادي واضح». وتابع «الأسواق ستراقب التصريحات السياسية بشأن العلاقات بين البلدين، بالنظر إلى ما انطوت عليه من مخاطر في الآونة الأخيرة».

وبلغت الليرة التركية 6.0595 مقابل الدولار، متراجعة من مستوى الإغلاق البالغ 6.0475 أول من أمس الخميس. إسطنبول ــ رويترز


أميركا خفضت

رسوم واردات الصلب

التركية إلى 25%.

تويتر