نظم الإلكترونيات المُعقدة في السيارة قد تصبح سلاحاً ذا حدين

السيارات مجال جديد للمنافسة بين شركات التكنولوجيا

نظام «أندرويد» المفتوح من «غوغل» يعد خياراً واعداً في مجال السيارات. ارشيفية

تخوض شركتا «أبل» و«غوغل» منافسة شديدة في عددٍ من المجالات تراوح من الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية إلى تطبيقات المحمول ومتصفحات الإنترنت، وتستعد الشركتان الأميركيتان لتوسيع نطاق المنافسة بدخول مجال جديد؛ وهو السيارات.

وتخطط «غوغل» مع شركة «أودي إيه جي» الألمانية لصناعة السيارات للكشف عن عمل مشترك لتطوير أنظمة ترفيه ومعلومات داخل السيارة تستند إلى نظام تشغيل «أندرويد» من «غوغل»، وذلك خلال «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية» المزمع عقده بين السابع والعاشر من يناير الجاري في مدينة لاس فيغاس الأميركية، بحسب ما نسبت صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية لمصادر على صلة بالموضوع.

وتتعاون الشركتان مع أسماء أخرى متخصصة في السيارات والتكنولوجيا، تتضمن «إنفيديا» التي تُصنّع الرقائق الإلكترونية ووحدات معالجة الرسوميات، من أجل التأسيس لنظام «أندرويد» كتقنية مهمة في سيارات المستقبل. ويهدف المشروع إلى السماح للسائقين والركاب باستخدام تطبيقات الموسيقى والملاحة، وغيرها من الخدمات المتوافرة حالياً للهواتف الذكية العاملة بنظام «أندرويد»، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادرها.

ويُعد إعلان «غوغل» المتوقع استجابة من الشركة لمبادرة أطلقتها «أبل» في شهر يونيو الماضي، وحملت اسم «(آي أو إس) في السيارة»؛ لدمج هواتف «آي فون» والأجهزة الأخرى العاملة بنظام تشغيل «آي أو إس» مع لوحة التحكم في السيارات، واستخدام الشاشة الداخلية للتفاعل مع خدمات مثل الخرائط وحالة المرور. وحصلت «أبل» لغاية الآن على موافقة كل من «بي إم دبليو»، وقسم «مرسيدس بنز» التابع لشركة «دايملر إيه جي»، و«جنرال موتورز»، و«هوندا».

وأشارت «أبل» سابقاً إلى توقعها بتبني 12 من شركات السيارات لتقنيتها خلال عام 2014. ورفض متحدث باسم الشركة التعليق على التقرير. وفي المقابل، تأمل «غوغل» وشركاؤها أن يعمل «أندرويد» والتطبيقات المرتبطة به على العتاد المدمج في السيارات، بحسب أشخاص على صلة بالأمر. وكانت «غوغل» قد زودت عدداً من مُصنعي السيارات، منها «أودي» و«تويوتا موتور» و«تسلا موتورز»، بتقنيتها للخرائط منذ عام 2006، إلا أن متحدثاً باسم الشركة قال إنه لا يُعلق على ما وصفه بالشائعات والتكهنات.

من جانبه، رفض رئيس استراتيجية المنتج في «أودي»، فيليب برابك، مناقشة إعلانات الشركة المقبلة خلال «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية»، لكنه أقر بحاجة الطرازات المقبلة من السيارات إلى أنظمة تشغيل الحاسب؛ لدعم نوع من التطبيقات والمهام يرغب العملاء في استخدامها أثناء القيادة.

وبذلك تُعد السيارات مجالاً جديداً ومهماً للبرمجيات والخدمات المعتمدة على الإنترنت وشركاتها، خصوصاً مع بيع 80 مليون من السيارات والشاحنات الخفيفة كل عام. وقال المُحلل في شركة «جارتنر» للأبحاث، تيلو كوسلوسكي: «تتحول السيارة لتصبح جهازاً محمولاً في نهاية المطاف».

وتتواكب هذه التطورات مع حرص منتجي السيارات على إضافة المزيد من رقائق الحاسب إلى طرازاتهم الجديدة؛ فأعلنت «جنرال موتورز» و«أودي» عن خطط لتجهيز السيارات بالجيل الرابع من رقاقات المحمول للاتصال بالإنترنت من دون الحاجة إلى هاتف ذكي، وتعتزم «جنرال موتورز» إضافة هذه التقنية في معظم طرازاتها لعام 2015، بحسب ما ذكر الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، فيل أبرام، خلال مؤتمر هاتفي مع محللين.

كما يُضيف مصنعو السيارات معالجات قوية تعتمد على تقنية وفرتها شركة «إيه آر إم» البريطانية لشركات صناعة الرقاقات في الهواتف الذكية، وتتطلب مثل هذه المعالجات أنظمة تشغيل، ويُعتبر نظام «أندرويد» المفتوح من «غوغل» خياراً واعداً في هذا المجال.

وأشار مدير تطوير الأعمال في شركة «فري سكيل سيميكوندكتور» التي تُوفر الرقاقات المستخدمة في السيارات، راجيف كومار، إلى زيادة طفيفة في استخدام صناع السيارات لنظام «أندرويد»، وهو الاتجاه الذي بدأ في آسيا ويشق طريقه عبر العالم.

وخلال السنوات الأخيرة، صار «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية»، المعروف باسم «سي إي إس»، حدثاً مهماً لإظهار التقدم الجاري في الإلكترونيات المستخدمة في السيارات، بما فيها تقنية السيارات ذاتية القيادة التي تُعد «غوغل» أحد روادها. ومن المتوقع أن تستعرض شركة «فورد موتور» للسيارات وسيلة للقيادة الذاتية خلال المعرض، كما دعت «بي إم دبليو» الألمانية الصحافيين لعرض تقنية ذات صلة.

وإلى جانب الإعلان المشترك بين «غوغل» و«أودي»، يُتوقع أيضاً أن يشهد المعرض تقديم «أودي» تقنيات جديدة تتيح قيادة السيارة ذاتياً في مواقف معينة ولفترات قصيرة، كما ستُحدد جدولاً زمنياً لطرح طرازات جديدة خلال السنوات الأربع أو الخمس المُقبلة، بحسب مصادر مُطلعة على الأمر. وكانت الشركة الألمانية قد كشفت خلال معرض العام الماضي عن تقنية تتيح للسيارة التحرك في مرآب السيارات، والوقوف في مساحة خالية من دون وجود سائق خلف عجلة القيادة.

وبدخول شركات التكنولوجيا إلى مجال السيارات، فإنها تواجه تحديات مختلفة باضطرارها إلى تقديم تقنيات لا تتطلب من السائقين إبعاد أنظارهم عن الطريق، أو أيديهم عن عجلة القيادة. وتمتلك «أبل» تقنية رئيسة في هذا الشأن من خلال المساعد الشخصي «سيري» المعتمد على الأوامر الصوتية.

وفي بعض الأحيان، يمكن لنظم الإلكترونيات المُعقدة في السيارة أن تصبح سلاحاّ ذا حدين؛ فعلى سبيل المثال أرجعت شركة «فورد» جانباً من ارتفاع مبيعاتها في الولايات المتحدة إلى نظام «سينك» المعتمد على الأوامر الصوتية، الذي بدأت تقديمه عام 2007، وتعاونت في تطويره مع شركة «مايكروسوفت»، لكن نسخة أحدث باسم «ماي فورد» أربكت بعض العملاء، وأضرت بمكانة «فورد» في بعض دراسات جودة السيارات.

تويتر