تتشاركان خصائص وأدوات دعم الإنتاجية للأفراد والمؤسسات وتختلفان في المنهج والبنية التحتية

المنافسة بين «جي ميل» و«أوفيس 365» تصل إلى ذروتها في 2019

أسعار «جي ميل» تعتبر أقل من «أوفيس 365» من الناحية الإجمالية. من المصدر

مع إعلان كل من «غوغل» و«مايكروسوفت» عن خططهما الخاصة بخدمتي «غوغل جي ميل»، و«مايكروسوفت أوفيس 365» لعام 2019، وصلت المنافسة الشرسة بينهما إلى ذروتها، حيث تمسكت «غوغل» ببساطتها السعرية عبر ثلاثة أسعار بسيطة واضحة فقط، مستندة لقوتها المهيمنة بصورة شبه مطلقة في عالم الويب، عبر محرك البحث العملاق، ومتصفحاتها الشهيرة.

فيما ركزت «مايكروسوفت» في تقديم إصدارات متنوعة وغير محدودة في السعر والخدمات، مستندة إلى تاريخها الطويل في عالم الأعمال المكتبية، وبرمجيات سطح المكتب، التي طورتها ونقلتها ببراعة إلى عالم الحوسبة السحابية والويب، مستندة في ذلك على أنظمتها القوية في إدارة البنية الداخلية المؤسسية للشركات والمنظمات. ودخلت الشركتان جولة جديدة من «الحرب المزمنة» الأكثر شراسة وطولاً في تاريخ التقنية، من دون أن تلوح لها في الأفق بوادر للنهاية.

وتناول العديد من المحللين والمراقبين الخطط الجديدة لكل من «جي ميل»، و«أوفيس 365» لعام 2019، لكونهما خدمتين تؤثران في أعمال مئات الملايين من البشر حول العالم، أفراداً ومؤسسات ومنظمات وحكومات على حد سواء.

كسب المزايا

وطبقاً للتحليل، الذي كتبه المحلل بشبكة «زد دي نت» zdnet.com، إد بوت، أخيراً، فإن 2019 سيظل بالنسبة للمستخدمين عاماً لكسب المزيد من المزايا، سواء كانوا يستخدمون «جي ميل» أو «أوفيس 365»، لأن كلا الطرفين حريصان على أن يقدمان شيئاً جديداً، لكن المستخدمين أنفسهم، خصوصاً من المؤسسات والشركات والهيئات، لن يسهل عليهم الانتقال من معسكر إلى آخر، لأن الروابط مع معسكره تتعمق مع الوقت، وتجعل تحويل البيانات من «جي ميل» إلى «أوفيس» أمراً ليس سهلاً.

ويحتوي كل من «جي ميل» و«أوفيس 365» على قوائم ميزات طويلة جداً، حتى أنه يمكن القول واقعياً إن الاختلاف بينهما، من زاوية المستخدم، لا تكمن في ما إذا كانت هناك ميزة معينة لدى هذا الطرف وغير موجودة لدى الطرف الآخر، وإنما تكمن فقط في كيفية تنفيذ هذه المزايا والاستفادة منها. ووفقاً لما قاله إد بوت، فإن الصراع الحالي بين الخدمتين يتمركز حول البريد الإلكتروني للنشاط التجاري وعالم الأعمال للأفراد والشركات والمؤسسات، بما يتضمنه من خدمات ملحقة، كخدمات التقويم المشتركة المرتبطة بالنطاقات المخصصة، وخدمات التخزين عبر الإنترنت، والمساحات المشتركة للتعاون، وتخصيص مساحة تخزين شخصية كبيرة لكل حساب، وتطبيقات الإنتاجية لإنشاء المستندات وجداول البيانات والعروض التقديمية، وأدوات التواصل والتفاعل والمشاركة بالشركة. كما تشمل المراسلة والاجتماعات عبر الإنترنت ومؤتمرات الفيديو، وواجهات الإدارة المزودة بميزات متقدمة، كالامتثال والأرشفة لعملاء المؤسسات، إضافة إلى ميزات الأمان، بما في ذلك المصادقة الثنائية أو متعددة العوامل، وتعتمد كل من هذه الخدمات على بنية تحتية قوية وموثوقة في عالم الحوسبة السحابية، المستندة لمراكز بيانات في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا السياق، يمضي الصراع بين الطرفين، ما بين تكافؤ سطحي في الميزات المعروفة والمتداولة بين المستخدمين، وتناقض واختلاف كبير من حيث البنية السحابية وتصميم التطبيقات والخدمات نفسها.

منهج «مايكروسوفت»

ويعتمد منهج «مايكروسوفت» في هذه المنافسة على التفوق والامتياز الذي تتمتع به تطبيقات «أوفيس»، وما يرتبط بها من تطبيقات سطح المكتب، التي نجحت «مايكروسوفت» في جعلها متوافرة، ويتم تحديثها تلقائياً عبر خدمات خلفية قوية، من بينها منصة «اكستشينج أون لاين»، وخدمة «وان درايف للأعمال»، وخدمة «شير بوينت أون لاين»، وغيرها من الخدمات.

منهج «غوغل»

في المقابل، فإن منهج «غوغل» في هذه المنافسة، يعتمد على قوتها المهيمنة عبر الويب، والتحكم في برامج التصفح، وتطابق الأدوات المستندة إلى الويب مع الأدوات التي يتعامل بها الموظفون والعاملون بالفعل في حياتهم اليومية، بما في ذلك بريد «جي ميل»، وخدمة تخزين «غوغل درايف»، ومحرر مستندات «غوغل» التي تضم تطبيقات مناظرة لكل ما تملكه «مايكروسوفت».

والحد الأدنى في عروض «جي ميل» للمؤسسات هو البريد الإلكتروني ومؤتمرات الفيديو والصوت والمراسلة الآمنة والدردشة والتقويمات المشتركة و«مستندات غوغل» و30 غيغا من التخزين السحابي ومستويات التأمين.

والحد الأدنى لخدمات «أوفيس 365» هو البريد الإلكتروني بسعة تراوح بين 50 و100 غيغا، وإصدارات «أوفيس» المستندة للويب، وتيرابايت من التخزين السحابي ومؤتمرات الفيديو عالية الدقة ومواقع فريق «شير بوينت».

المنافسة السعرية

وفي مجال التسعير، تبدو «غوغل» وفية لجذورها البسيطة الواضحة التي أرستها منذ البداية، فهي تخوض هذه المنافسة المزمنة بثلاثة مستويات سعرية فقط، هي ستة دولارات للمستخدم الفرد شهرياً في حالة الحصول على المستوى الأساسي من خدمات «جي ميل»، و12 دولاراً للمستخدم شهرياً في حالة الحصول على مستوى «الأعمال» من خدمات «جي ميل»، و25 دولاراً للمستخدم شهرياً في حال الحصول على مستوى «المؤسسات» من خدمات «جي ميل».

أما «مايكروسوفت» فتخوض معركتها بطريقة تسعير مناقضة، تتم من خلالها مجموعة لا محدودة من «التبادل»، بحسب نوع الخدمة التي يحصل عليها المستخدم، فهناك ثلاثة مستويات سعرية مخصصة للشركات الصغيرة هي أساسيات الأعمال، والأعمال التجارية، والخدمات الاستثنائية، وهناك أربع مستويات سعرية للمؤسسات الكبيرة، يتم تخطيطها حسب التراخيص وحجم العمل والخوادم الداخلية وغيرها، وفضلاً عن ذلك هناك خطط منفصلة للمؤسسات التعليمية والوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية، وللأفراد، تراوح أسعارها الشهرية بين أربعة دولارات و35 دولاراً، ويمكن المزج بينها وبين الخطط المخصصة للشركات المتوسطة والمؤسسات لإنشاء مستوى سعري متخصص.

ووفقاً للخطط المعلنة لعام 2019 من الفريقين، فإن من الصعب حسم المنافسة السعرية بينهما، لكن معظم التحليلات تميل إلى أن أسعار «جي ميل» تعتبر أقل من أسعار «أوفيس 365» من الناحية الإجمالية، لأن «مايكروسوفت» تضيف تكاليف تطبيقاتها المكتبية إلى الأسعار المقدمة، في حين أن «غوغل» ليس لديها هذه الكلفة.


- المنافسة بين

الشركتين تتركز حول

البريد الإلكتروني

للأنشطة التجارية

والتخزين عبر الإنترنت

وأدوات الاتصال

والمشاركة

بالمؤسسات.

تويتر