تتيح اللعب من أي مكان وفي جميع الأوقات عبر مختلف الأجهزة بأقل كلفة

«غوغل» تكشف عن منصة جديدة للألعاب السحابية

«غوغل»: منصة «ستاديا» تسمح للاعبين بتشغيل أعقد الألعاب وأكثرها وضوحاً في 3 خطوات. أرشيفية

كشفت شركة «غوغل» الأميركية، عن منصتها الجديدة للألعاب السحابية «ستاديا»، مدشنة بذلك عصراً جديداً لصناعة الألعاب بمختلف مكوناتها من الإبداع والتصميم والتطوير، وأجهزة التشغيل والعرض، وأساليب اللعب وخلافه، ولتضع تلك الصناعة على مفترق طرق جديدة، لأن المنصة الجديدة جاءت حاملة شعار «العب أي لعبة عبر أي جهاز تملكه في أي وقت تريده، من أي مكان توجد به، بكلفة زهيدة وسرعة فائقة، وتشغيل سهل لا يزيد على ما هو مطلوب عن تشغيل لقطات فيديو عبر (يوتيوب)»، أما ما هو مألوف من أشياء معقدة تتطلب قوة حوسبة كبيرة وذاكرة ضخمة وغير ذلك، فبات يحدث في مكان ما بواحد من مراكز بيانات «غوغل» فائقة القوة المنتشرة حول العالم.

أعلن ذلك الرئيس التنفيذي لـ«غوغل»، سوندر بيشاي، مساء أول من أمس، في إطار مشاركة الشركة في فعاليات مؤتمر مطوري الألعاب بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية.

قفزة كبرى

وفقاً لتقارير المحللين المتابعين للمؤتمر فإن «ستاديا» تمثل قفزة كبرى مفاجئة لـ«غوغل» داخل صناعة الألعاب، لكونها تقدم نهجاً جديداً ومختلفاً في تقديم الألعاب وتشغيلها، يقوم على البساطة والسهولة المطلقة التي تتبناها «غوغل» في معظم خدماتها وأدواتها، حيث إنه في هذه المنصة تركز «غوغل» على تجاوز العقبات التقليدية التي تعترض طريق الراغبين في ممارسة الألعاب، سواء عقبة المواصفات والأسعار المرتفعة للحاسبات التي تشغل الألعاب، إذا كان سيتم تشغيلها على الحاسبات المحمولة أو المكتبية، أو المواصفات الخاصة الأكثر ارتفاعاً في السعر إذا كانت الأجهزة مخصصة للألعاب فقط، مثل «إكس بوكس» وغيرها، فضلاً عن السعر المرتفع للعديد من الألعاب نفسها، وكذلك العديد من المتطلبات الخاصة المطلوبة في حالة الألعاب الشبكية التي تتم عبر الإنترنت.

وأوضح بيشاي، خلال المؤتمر، أن «غوغل» حاولت إزاحة جميع تلك العقبات جانباً عن طريق الراغبين في الألعاب، وقدمت منصة بسيطة سهلة التشغيل، لا تتطلب سوى الذهاب إلى «يوتيوب» واختيار أيقونة أو شعار اللعبة المطلوبة، ليتم تشغيلها بسهولة تشغيل لقطات فيديو «يوتيوب»، عبر متصفح «كروم» الذي يمكن تشغيله من هاتف ذكي أو حاسب لوحي، أو حاسب محمول أو مكتبي، أو تلفزيون أو غيرها من الأجهزة، ويتم ذلك بسرعة عالية ووضوح يصل إلى إمكانية التشغيل بتقنية عرض فيديو «4 كيه» فائقة الوضوح.

3 خطوات

من جهته، قال أحد كبار المسؤولين عن فريق تطوير منصة «ستاديا»، فيل هاريسون، إن المنصة الجديدة ستتيح للاعبين تشغيل أعقد الألعاب وأكثرها وضوحاً وإبهاراً في ثلاث خطوات فقط، هي الوصول إلى موقع يوتيوب، ثم البحث عن اللعبة المفضلة، ومن ثم الضغط على مفتاح «تشغيل الآن»، لتصل إليه اللعبة بصورة متدفقة بدقة تصل إلى «4 كيه» وبمُعدل تغير إطارات يصل إلى 120 إطاراً في الثانية، وبشكل مستقر عند سرعات الإنترنت البطيئة نوعاً ما، التي تبدأ من 2.5 إلى 3 ميغا، ليصبح بإمكان المستخدم الاختيار من بين مكتبة هائلة من الألعاب المتنوعة من خلال متصفح «كروم» من دون عناء، ومن دون الحاجة إلى إضاعة الوقت في تحميل وتثبيت الألعاب أو البحث عن المفاتيح غير الشرعية أو غيرها من الطُرق التي يسلكها اللاعبون عادة كي يتمكنوا من لعب لعبة واحدة.

الإبداع والتصعيد والربط

وخلال مؤتمر مطوري الألعاب، استخدم مسؤولو «غوغل» ثلاث مفردات في تقديم المنصة الجديدة هي: الإبداع، والتصعيد، والربط واعتبروها الطريق المتاح أمام المطورين وشركات الألعاب واللاعبين، للعمل من خلال منصة «ستاديا» الجديدة، لكونها تتيح لهم الحصول على أفضل تجربة تطوير أو لعب أو صناعة محتوى ممكنة، لأنها ستمكن المطورين من إنشاء ما يستطيعون دون التقيد بعتاد الأجهزة التي توجه لها الألعاب، لأن «غوغل» ستوفر لهم أفضل ما يمكن من عتاد بوساطة مراكز البيانات لديها لتتوافق مع أي مواصفات ممكنة أينما كانت.

وبيّن المسؤولون أن «ستاديا» تستند إلى أكثر من 75 نقطة حوسبة سحابية تمتلكها «غوغل» حول العالم، ما يجعل الحاسبات الخادمة التي تعمل من خلالها الألعاب أقرب ما يمكن للاعبين في أي مكان لتوفير أفضل تجربة ممكنة، مشيرين إلى أن هذه الشبكة من الحاسبات الخادمة التي تخدم «ستاديا» ستجعل اللعب يتم بدرجة وضوح قادر على الوصول إلى 120 إطاراً في الثانية.

ذراع تحكم جديدة

أطلقت شركة «غوغل» ذراع تحكم جديدة خاصة بمنصة الألعاب الجديدة «ستاديا»، لا تختلف في تصميمها كثيراً عن وحدات التحكم المعتادة المطروحة من قبل الشركات المنافسة، حيث تحتوي على مفاتيح التشغيل المألوفة، مضافاً إليها مفتاحان جديدان، أحدهما يتيح التقاط صورة للشاشة أثناء اللعب ومشاركتها أو بثها مباشرة عبر المنصة، والثاني يتيح مشاركة اللعبة عبر مقاطع الفيديو بدقة «4 كيه»، حتى لو لم يكن اللعب جارياً من قبل المستخدم على هذا المستوى من الجودة.

تويتر