«بيزنس إنسايدر»: هاتف مغمور من «شارب» أول من طبّق مفهوم «موت الحواف»

تلاشي حواف الشاشة وتعليمات التقاط الـ «سيلفي».. أبرز تطوّرين في صناعة الهواتف الذكية

صورة

تشهد صناعة الهواتف الذكية، حالياً، تطورين مهمين ولافتين يعتبران من أبرز التطورات الدالة على التوجهات المستقبلية لهذه النوعية من الأجهزة، حيث يركز التطور الأول على تقليص وتلاشي الحواف العليا والسفلى وعلى الجانبين من شاشة الهاتف، والذي يعرف بمفهوم «موت الحواف»، فيما التطور الآخر يتمثل بالعمل على تحقيق درجة أعلى من التفاعلية والتواصل «العميق» بين الهاتف وصاحبه عبر مسارات شتى، أحدثها محاولة جعل الهاتف «ينطق» بتوجيهات وتعليمات صوتية أو مكتوبة، قبل التقاط صور «سيلفي»، لتأتي الصورة على أفضل ما يكون.

وخلص تحليل نشره موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com تناول فيه هذين المفهومين، أن «موت الحواف» سيكون الاتجاه السائد والمهيمن على معظم الهواتف الذكية الجديدة، بعدما حقق انتشاراً كبيراً خلال الاشهر الماضية بين أشهر وأقوى العلامات التجارية في سوق الهواتف الذكية، وعلى رأسها «أبل آي فون»، و«سامسونغ غالاكسي»، مشيراً إلى أن هذا التوجه بات شبه ثابت في الطرز الأخيرة، وبدأت الشركات الأخرى تتجه إليه بقوة.

«أكوس إس 2»

مفهوم «موت الحواف»

أوضح موقع «بيزنس إنسايدر» أن مفهوم «موت الحواف» في صناعة الهواتف الذكية يعني ألا تكون في واجهة الهاتف الأمامية أي مساحات سوداء غير مستغلة كشاشة عرض، بما يجعل الشاشة تحتل كامل الواجهة، لتصبح الواجهة بكاملها ساحة عرض للفيديو والألعاب والتطبيقات المختلفة، بما يتيح للمستخدم شاشة أكبر، من دون زيادة في وزن الهاتف أو مقاساته أو الطاقة التي يستهلكها.


• «موت الحواف» سيكون الاتجاه السائد والمهيمن على صناعة معظم الهواتف الذكية الجديدة.

• تطبيق يُظهر أفضل وضعيات صور الـ«سيلفي» قبل الالتقاط.. ويحسّن النتيجة بنسبة 26%.

وأوضح التحليل أن هاتفاً ذكياً مغموراً تنتجه شركة «شارب» اليابانية للإلكترونيات منذ سنوات عدة، ويباع في الصين فقط، كان هو الأسبق في تطبيق مفهوم «موت الحواف».

وبيّن أن هذا الهاتف يحمل اسم «أكوس إس 2»، وتبدو واجهته الأمامية بلا حواف تقريباً، أو بحواف تبدو صغيرة للغاية مقارنة بالحواف التي تظهر في هاتف مثل «آي فون 7» من شركة «أبل»، ويباع بسعر يعادل 320 دولاراً، ويمكن وصفه بأنه من الهواتف الأكبر حجماً وأنه ذو سعر معقول.

وأضاف التحليل أن شاشة «أكوس إس 2»، تأتي بقياس 5.5 بوصات يصل مستوى الحدة والوضوح فيها إلى 2040×1080 بيكسل، فيما تتمدد أعلى الجهاز تاركة مساحة صغيرة للغاية أو حافة بسيطة لكاميرا الواجهة.

ووفقاً لتحليل «بيزنس إنسايدر»، فإن اللافت في هاتف «أكوس إس 2» أنه مع «موت الحواف» تقريباً، تبدو الأركان اليمنى واليسرى العليا من الشاشة على شكل زاوية، ومع أن معرفة مكان وضع ماسح بصمة الاصابع تعتبر مشكلة شائعة في شاشات من هذا النوع من الهواتف، فقد اختارت «شارب» وضعها وغيرها من المستشعرات الأخرى المتنوعة في الحافة السفلى على الواجهة بدلاً من أي مكان آخر في الخلفية.

مواصفات

وجاء في التحليل أن هاتف «شارب» يعمل بمعالج «سناب دراغون 630» من «كوالكوم»، يوفر مدى متوسطاً من حيث قوة المعالجة واستهلاك الطاقة، مع ذاكرة الكترونية سعة أربعة غيغابايت، ووحدة تخزين سعة 64 غيغابايت، في حين أن الطراز عالي المواصفات من الهاتف يستخدم معالجاً أعلى قليلاً من حيث القدرة، يعمل بشريحة «سناب دراغون 660»، وذاكرة الكترونية سعة ستة غيغابايت مع وحدة تخزين سعة 128 غيغابايت، بكلفة تقترب من 370 دولاراً، وكلا الطرازين يعملان بنظام تشغيل «أندرويد نوجا».

كما زود الهاتف بكاميرتين مثبتتين في الأعلى على جانبيه من الخلف، بمواصفات يقال إنها ستستخدم في الهاتف المقبل من «آي فون»، وذلك حسب التحليل الذي أفاد بأن دقة الكاميرا الأولى تصل إلى 12 ميغابيكسل، فيما تبلغ دقة الثانية 8 ميغابيكسل، لافتاً إلى أن الطرز عالية المواصفات مزودة بالزجاج الصلب المستخدم في هاتف «إتش تي إس» الجديد «يو 11».

تقليص الحواف

وذكر التحليل أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، اتجه العديد من مصنّعي الهواتف الذكية لتقليص حواف الأجهزة وتصغيرها، مشيراً إلى أن شركة «تشاومي» الصينية قلصت من حواف هاتفها المعروف باسم «مي ميكس»، بينما اتجهت معظم الطرز التي طرحتها شركتا «سامسونغ» و«إل جي»، أخيراً، إلى تطبيق هذا المفهوم، كما أن أول هاتف من شركة «إسينشيال» الناشئة، التي يقودها آندي روبين، أحد مؤسسي نظام تشغيل «أندرويد»، تطبق مفهوم «موت الحواف»، فيما من المتوقع أن تتبع «أبل» الشيء نفسه في «آي فون 8» المنتظر، وتتجه الى تقليص أو إماتة الحواف.

تطبيق جديد

وأوضح «بيزنس إنسايدر» في تحليله، أن التطور الآخر اللافت في صناعة الهواتف الذكية، يركز على تعميق التواصل بينها وبين المستخدمين، ليكون أكثر تفاعلية، مشيراً إلى أن هذا الموضوع تصدر أعمال المؤتمر الدولي لتصميم النظم التفاعلية الذي عقد في جامعة أدنبرة باسكتلندا أواخر الشهر الماضي، وعرض خلاله فريق من علماء جامعة «ووترلو» الكندية برئاسة أستاذ علوم الحاسب بالجامعة، الدكتور دان فوجيل، تطبيقاً جديداً يعمل على الهاتف المحمول من خلال خوارزمية خاصة، تجعل الهاتف قادراً على أن ينطق، إما عبر تعليمات وتوجيهات مكتوبة على الشاشة، أو بصوت مسموع عبر المساعدات الرقمية الصوتية على الهاتف، ليعدل أوضاع المستخدم أثناء التقاط صور الـ«سيلفي»، لتكون أفضل.

تطوير خوارزمية

وأضاف التحليل أنه لتطوير هذه الخوارزمية، اشترى فوجيل، والباحث في الجامعة، كيفان لي، وزملاؤهما مسوحاً رقمية ثلاثية الأبعاد لوجوه معتادة من الناس، وكتبوا كوداً برمجياً استخدموه في التقاط المئات من صور الـ«سيلفي» التخيلية لهذه الوجوه. ومن خلال التحكم بكاميرا هاتف ذكي تخيلية، وضوء مولد بمعرفة الحاسب يسمح للباحثين باستكشاف مبادئ تكوين مختلفة، من بينها اتجاه الإضاءة، ووضعية الوجه وحجمه، وباستخدام خدمة تعهيد جماعي على الإنترنت، عرض الباحثون مئات من صور الـ«سيلفي» التخيلية للتصويت أمام آلاف من الناس، ليختاروا الصور التي يشعرون أنها الأفضل.

أنماط الإجابات

وحسب التحليل، عمل الفريق بعد ذلك على نمذجة أنماط الإجابات الواردة في التصويت، واستخدامها في تطوير خوارزمية يمكن أن ترشد المستخدمين وتوجههم الى أفضل صور «سيلفي» ممكنة، وعند التقاط الصورة تتم المقارنة والمضاهاة بين أفضل أوضاع الـ«سيلفي» التي خرجت من الدراسة والمخزنة في الخوارزمية التي يستخدمها التطبيق، مع وضع وجه المستخدم فعلياً قبيل التقاط الصورة.

وأشار إلى أنه بناءً على هذه المضاهاة يصدر التطبيق توجيهات بتعديل وضع الكاميرا، حتى تصبح الصورة في أفضل وضع يحقق لقطة تتماشى مع أفضل صورة «سيلفي» مخزنة في هذه الخوارزمية، مبيناً أنه في التجارب الأولية وجد فريق الباحثين أن الخوارزمية استطاعت تحقيق تحسين وتجويد في صور الـ«سيلفي» بنسبة 26%.

ونقل التحليل عن فوجيل قوله إن «هذه ليست سوى البداية على طريق تعميق التفاعل بين الهاتف الذكي ومستخدميه».

تويتر