عائداتها مليون دولار يومياً من شراء لاعبين فرصاً وأدوات إضافية

«كاندي كراش ساجا» لعبة مجانية تحقق نجاحاً مالياً

صورة

نال تطبيق لعبة «كاندي كراش ساجا» المركز الأول في تطبيقات «آي فون» و«آي باد» لعام 2013، إلى جانب مركز متقدم بين تطبيقات «أندرويد»، كما أنها أكثر الألعاب شعبية في موقع «فيس بوك»، ويلعبها أكثر من 100 مليون مستخدم شهرياً، كما يصل عدد الإعجابات بصفحتها إلى نحو 57 مليون مستخدم، إلى جانب عشرات المجموعات بلغات مختلفة تتحدث عن اللعبة وطرق الفوز، ويضم بعضها مئات الأشخاص ممن يعترفون بإدمانهم لها، وبشكل عام لُعبت إلى الآن ما يزيد على 150 مليار مرة، وجرى تحميلها 500 مليون مرة.

وتُشير هذه الأرقام والمراكز إلى نجاح كبير للعبة حديثة نسبياً؛ صدر تطبيقها لموقع «فيس بوك» في أبريل من عام 2012، تلاه تطبيقان لنظاميّ «آي أو إس» و«أندرويد» في نوفمبر وديسمبر من العام نفسه. ومع هذا النجاح، لا تُمثل «كاندي كراش ساجا» نهجاً جديداً تماماً بين الألعاب، وهي واحدة من نمط معروف من ألعاب الفيديو يتطلب من اللاعب توفيق قطع متشابهة عدة إلى جوار بعضها بعضاً، وعادةً ما تكون ثلاث قطع، لذلك يُشار إليها بالاسم «ماتش ثري».

ومن بين أشهر الألعاب التي اعتمدت على بنية مشابهة «تتريس»، و«بيجيولد»، وحالياً تحاول ألعاب عدة استنساخ نجاح «كاندي كراش ساجا» بإضافة تعديلات بسيطة. وتعتمد اللعبة على توفيق ثلاث قطع متشابهة من الحلوى ذات الألوان الزاهية إلى جوار بعضها بعضاً لتختفي، مع الانتباه إلى عدد الحركات المسموح به في كل مستوى، وبهذه الطريقة يُواصل اللاعب تقدمه في مستويات يصل عددها إلى 544 مستوى، وتواصل شركة «كينج» المُطورة للعبة إضافة مستويات جديدة.

وعلى الرغم من أن «كاندي كراش ساجا» متاحة للتحميل مجاناً، إلا أنها تحقق، بحسب تقديرات شركة «آب داتا» لتحليل التطبيقات، مليون دولار أميركي يومياً، من خلال شراء اللاعبين أدوات إضافية، تساعدهم في الوصول لمستويات متقدمة، أو تتيح لهم مواصلة اللعب بعد نفاذ الفرص أو دورات الحياة من دون الانتظار لبعض الوقت.

وبالمقارنة بعائدات تطبيقات الألعاب الأخرى يتبين نجاح «كاندي كراش ساجا»، بحسب تقديرات شركة «ثينك جامينج» التي توفر تحليلات الألعاب، تجني لعبة «أنجري بيردز» الشهيرة أو «الطيور الغاضبة» مبلغ 6381 دولار يومياً. ودفعت هذه العائدات الضخمة البعض للتكهن بأن شركة «كينج»، التي تتخذ من لندن مقراً لها، تُحضر لطرح أسهمها للاكتتاب العام في الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبها، ترد «كينج» على بعض الانتقادات الموجهة لعمليات البيع المُصغرة في اللعبة، بأن ما يزيد على 60% من اللاعبين الذين يبلغون المستويات النهائية يحققون ذلك من دون دفع أي نفقات مالية.

وبحسب المدير الإبداعي لشركة «كينج» والشريك المؤسس، سباستيان كنوتسون، فلم يتوقع فريق العمل الأول نجاح اللعبة حين طورها للمرة الأولى على موقع الشركة على الإنترنت، كما أن اللعبة لم تبلغ نسخة مثالية من المحاولة الأولى؛ ففي البداية كانت خطته إصدار لعبة تستلهم نمط «آرت ديكو» الفرنسي، بما في ذلك صوت فرنسي يُحمس اللاعبين بعد كل حركة جيدة، إلا أن هذه الفكرة لم تنجح؛ إذ وُجد أن الناس سيضحكون من النبرة الغريبة، لذلك جرى استبدالها بصوت عميق وسلس لرجل يُشجع اللاعبين.

ويعود نجاح «كاندي كراش ساجا» جزئياً إلى تغير أسلوب ألعاب الفيديو، فقد كانت حتى وقت قريب حكراً على فئة ديموغرافية بعينها، عادةً من الرجال الشباب الذين يستخدمون منصات الألعاب مثل «إكس بوكس» و«بلاي ستيشن» في منازلهم، وهو ما تغير مع ظهور الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، لدرجة أن اللاعب المعتاد للعبة «كاندي كراش ساجا» امرأة يراوح عمرها بين 25 و45.

ويعترف بعض من لاعبي «كاندي كراش ساجا» بإدمانهم لها، وبحسب استطلاع أجرته شركة «آسك يور تارجت ماركت» شمل 1000 شخص من لاعبيها، أشار 30% إلى إدمانهم اللعبة، وأقر 67% بتأثيرها في حياتهم، وذهب 32% إلى تجاهلهم للعائلة والأصدقاء بسببها.

ويصل الأمر ببعض اللاعبين إلى تغيير الساعة الداخلية لهواتفهم الذكية للحصول على فرص إضافية، والسلع المهمة والنادرة التي تُوزع أحياناً. وتقول أرقام شركة «كينج» إن 28% يلعبون في العمل أو أثناء ساعات العمل، كما أن 6% من مستخدمي اللعبة في المملكة المتحدة يلعبونها أثناء رحلة الذهاب أو العودة من أعمالهم.

ويعتقد البعض أن أسباب نجاح «كاندي كراش ساجا» تعود إلى إعدادها في الأصل كلعبة جذابة يُقبل الناس على لعبها لحد الإدمان، وبعكس الألعاب العادية التي يمكن للاعبين مواصلة اللعب كما يشاؤون، تعطي «كاندي كراش ساجا» خمس فرص، وبعد نهايتها بسبب الإخفاق في تخطي مستوى ما، يتعين على اللاعب الانتظار لفترة من الوقت تصل إلى 30 دقيقة أو شراء «حياة» إضافية.

ويساعد ذلك على تشويق اللاعبين بالانتظار لفترة، كما يمنحهم فاصلاً طبيعياً للانتباه إلى مُضي الوقت أو حاجتهم إلى الطعام أو إتمام عملهم، كما أنه من المعتاد أن تزيد الرغبة في منتج محدود ومتوافر لفترة معينة. واعتبرت الطالبة البريطانية، إيمي بولتون، 21 عاماً، ذلك من ضمن مميزات اللعبة بالمقارنة بالألعاب المنافسة التي تتيح مرات غير محدودة للعب، أو لا تزيد صعوبة مستوياتها مع التقدم في اللعب. وبالإضافة إلى ذلك، يرى بعض اللاعبين أنها عامل مُخفف للتوتر والضغط العصبي، كما أنها تساعد اللاعبين على تحسين شعورهم تجاه أنفسهم من خلال المكافآت وكلمات مثل «حلو» و«لذيذ» وصوت مشجع بعد الحركات الناجحة، ويرى الخبير في إدمان الألعاب، الدكتور كيمبرلي يونج، أن المكافآت الإيجابية هي السبب الرئيس الذي يدفع الناس لإدمان الأشياء. وأيضاً جرى بناء «كاندي كراش ساجا» كلعبة متجددة تضاف إليها مراحل جديدة كل فترة، وخلال الشهر الجاري كُشف عن تحديث حمل اسم «دريم وورلد»، كما ضمت الشركة، أخيراً، فريقاً جديداً من المطورين. كما أن اعتماد اللعبة على الحلوى الملونة ساعدها على النجاح، فوجود الحلوى والشوكولاتة يُثير في كثيرين ذكريات الطفولة، ويداعب خيالهم بعالم كامل من الحلوى والسكر. يُضاف إلى ذلك بساطة اللعبة التي لا تتطلب استراتيجيات أو حركات معقدة، بل بعض التركيز والحظ، كما يمكن لعبها إلى جانب مهام أخرى كتناول الطعام أو الانتظار على رصيف محطة القطار. إلى جانب الناحية الاجتماعية بالمشاركة مع الأصدقاء أو التنافس معهم أو الاستعانة بمساعدتهم، وفي الوقت نفسه من دون إرسال كثير من التنبيهات والطلبات المزعجة.

وتجذب اللعبة المستخدمين كونها مجانية، وعادةً ما ينجذب الأشخاص إلى الأشياء المجانية وهو ما تستفيد منه بعض شركات البرمجيات بتقديم منتج مجاني على أمل أن يدفع نجاحه المستخدمين إلى شراء ترقية، وساعد هذا اللعبة على تحقيق عائدات كبيرة، فمع عدم الحاجة إلى الشراء، يمكن الدفع بطرق سهلة.

تويتر