نظام مبتكر طوره علماء في «غوغل».. يتيح تفاصيل دقيقة للمشهد

«عين عملاقة» تلتقط الصور والفيديو من 46 كاميرا عالية الدقة

«العين العملاقة» مصممة على هيئة «بيضة» تضم 46 كاميراً عالية الدقة. ■ من المصدر

كشفت «شركة غوغل الأميركية» النقاب، عن نظام جديد مبتكر للتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو، عبارة عن «عين عملاقة» تم تصميمها على هيئة «بيضة» تضم 46 كاميراً عالية الدقة، تعمل معاً بصورة متزامنة، وتأخذ لقطات للمشهد المطلوب تصويره، ثم يتم مزج ما تلتقطه معاً لإنتاج صورة فوتوغرافية واحدة فقط، أو لقطة فيديو واحدة، ما يعد بالدمج بين أسلوب التصوير الميداني المحيطي، وتقنية «الواقع المعزز» في وقت واحد، ويفتح المجال أمام تطبيقات جديدة في الترفيه والسينما والألعاب، وربما العديد من التطبيقات التجارية والصناعية الجديدة.

فريق علماء

وبنى النظام فريق يضم 10 من علماء الذكاء الاصطناعي والرؤية بالكمبيوتر لدى «غوغل»، الذي نشر ورقة بحثية مختصرة عن نظام «العين العملاقة» على القسم الخاص بتقنيات الإدراك المعزز والفيديو العميق، بمستودع «جيت هب» لتطوير البرمجيات augmentedperception.github.io/deepviewvideo، تمهيداً لعرضها ومناقشتها تفصيلياً في المؤتمر الدولي لرسوميات الكمبيوتر (سيغراف إيه سي إم 2020)، الذي يعقد دورياً منذ عام 1974، والمقرر عقده العام الجاري عبر الإنترنت، خلال الفترة من 24 إلى 28 أغسطس المقبل.

العين العملاقة

وفقاً لما أعلنه باحثو «غوغل»، في ورقتهم البحثية، فإن العين العملاقة عبارة عن 46 كاميرا تعمل بصورة متزامنة في الوقت نفسه، وموزعة على قبة نصف كروية قطرها 92 سنتيمتراً، وتنتج مقاطع فيديو من نوعية «دي أو إف 6» التي تعرض الأشياء بصورة محيطية من مختلف الزوايا، ومن أعلى وأسفل في وقت واحد، مع عرض أساسي يبلغ 80 سنتيمتراً، و10 بيكسل لكل درجة دقة زاوية، ومجال رؤية واسع أكبر من 220 درجة، كما تنتج العين العملاقة ملفات الفيديو بمعدل إطارات يصل إلى 20 إطاراً في الثانية.

الرؤية العميقة

وتم تثبيت الكاميرات على القبة أو البيضة، على مسافات 18 سنتيمتراً في المتوسط بين كل كاميرا وأخرى، وتخضع جميعها لخوارزمية ذكاء اصطناعي، تم تطويرها بتقنية «الرؤية العميقة» التي تم التوصل إليها خلال الفترة الأخيرة.

وتعتمد العين العملاقة على نظام إضاءة مبتكر، جعل الإضاءة السائدة في المكان محايدة، وبلا تأثير في الصورة تقريباً، فهو يعتمد على عدد ضخم من المصابيح العاملة بالصمام الثنائي الباعث للضوء (الليد)، والموزعة بعناية على سطح البيضة أو القبة، مع الكاميرات، لتكوين مجال من الضوء البانورامي الذي يوفر إضاءة مثالية لالتقاط الصور من الـ46 كاميرا بوضوح في وقت متزامن.

نتائج مذهلة

عرض علماء «غوغل»، مع ورقتهم البحثية، بعض الصور ولقطات الفيديو السريعة لبعض المنتجات الاختبارية للعين العملاقة، بعد تجهيزها للعرض على الويب عبر متصفح «كروم» فقط. وفي هذا العرض، ظهرت صور ولقطات فيديو جديدة بشكل لافت، فالصورة الثابتة يمكن تحريرها وتدويرها بمجرد تمرير الـ«ماوس»، لتتيح نظرة خاطفة حول زاوية ما بعيدة من الصورة، أو رؤية الجانب الآخر من كائن أو هدف معين، ما يعطي مشهداً واقعياً غير مسبوق. كما تبدو الصورة كأنها لقطة فيديو، بسبب عرضها بشكل ثلاثي الأبعاد.

وتظهر بالصور، أيضاً، أجزاء مخفية من المشهد، ليتم عرضها من منظور واحد أو أكثر، بعيداً عن أجزاء أخرى، لتتأرجح الصورة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مع التكبير والتصغير، كأن الصورة مشهد جرى إنتاجه بتقنية «الواقع المعزز»، في حين أنها لقطة كاميرا واقعية، تظهر بها جميع التفاصيل الصغيرة مثل تشوه الملابس، وحركة الشعر.

وقال العلماء إنه يمكن للباحثين والمتخصصين المهتمين، اختبار إصدار ثابت من النظام على موقع المشروع على الويب، أو إلقاء نظرة على عدد من مقاطع الفيديو الميدانية التجريبية، ويتطلب الأمر فقط الدخول من متصفح «كروم»، وتمكين بعض الخواص والميزات المطلوبة لعرض الصور والفيديوهات، وذلك من خلال اتباع التعليمات الموجودة في الموقع.

معالجة البيانات

تعالج الخوارزمية المسؤولة عن إدارة العين العملاقة، البيانات المنتجة من الكاميرات ونظام الإضاءة، لتقليل العديد الكبير من الطبقات الملتقطة إلى عدد صغير وثابت من طبقات العمق اللوني من نمط «آر جي بي إيه»، دون فقدان كبير في الجودة البصرية، ما يجعل من الممكن وضعها في الألعاب والأفلامن وغيرها من المواقف التي يمكن أن تتغير فيها الإضاءة، كما يمكن وضعها في أي بيئة افتراضية دون أن تتم ملاحظة أي فروق في الإضاءة، ليتم إنتاج صور وفيديوهات قابلة للاستخدام والتقديم على منصات الواقعين «الافتراضي» و«المعزز»، ومن ثم الاستخدام في العديد من التطبيقات، سواء في الهواتف المحمولة، أو تطبيقات الويب.

تويتر