مع تركيز الشركات على خفض كلفة مواجهة الطوارئ بدلاً من الاستثمارات

«غارتنر»: 8% تراجعاً متوقعاً في الإنفاق على التقنية خلال 2020

التراجع المتوقع في الإنفاق سيشمل جميع أعمال التقنية باستثناء خدمات الحوسبة السحابية ومؤتمرات الفيديو. من المصدر

بات بند خفض كلفة مواجهة الطوارئ يحتل المرتبة الأولى، حالياً، في قائمة بنود الإنفاق على تقنية المعلومات لدى ميزانيات الشركات والمؤسسات حول العالم، بدلاً من بند الإنفاق على الاستثمارات والتوسعات الجديدة، وذلك في استجابة لبوادر الركود الاقتصادي الناجم عن وباء «كورونا»، ما أدى إلى خفض التقديرات الخاصة بإجمالي الإنفاق العالمي المتوقع على تقنية المعلومات، خلال العام الجاري، ليصبح نحو 3.4 تريليونات دولار، بانخفاض قدره 8% عن معدل الإنفاق العام الماضي.

جاء ذلك في أحدث تقرير صادر عن مؤسسة «غارتنر» الدولية لبحوث واستشارات سوق تقنية المعلومات، حول الإنفاق العالمي المتوقع على تقنية المعلومات خلال عام 2020. وقال نائب رئيس الأبحاث في «غارتنر»، جون ديفيد لوفلوك، في ملخص للتقرير نشره على غرفة الأخبار بالموقع الرسمي للمؤسسة، إن «غارتنر» خفضت توقعاتها السابقة الصادرة في يناير الماضي، حول إجمالي الإنفاق المتوقع على تقنية المعلومات، ليصبح نحو 3.4 تريليونات دولار بانخفاض قدره 8% عن معدلات الإنفاق في عام 2019، بعد توقعاتها أن يصل الإنفاق العالمي على تكنولوجيا المعلومات إلى 3.9 تريليونات دولار في عام 2020، بزيادة قدرها 3.4 % على عام 2019.

كلفة آثار الطوارئ

وأرجع لوفلوك هذا التغيير في التوقعات إلى أن مديري تقنية المعلومات في المؤسسات والشركات المختلفة حول العالم، انتقلوا فعلياً للتركيز على تخفيف كلفة آثار الطوارئ، وكل ما يضمن استمرار العمليات وإدارة الأعمال، حيث إن هذا ستكون له الأولوية على ما عداه، بما في ذلك الاستثمارات الجديدة في الأجهزة والبرمجيات والمشروعات، مشيراً أنه سيستمر هذا النمط من الإنفاق حتى نهاية العام الجاري على الأقل.

الفيديو والخدمات السحابية

وأوضح تقرير «غارتنر» أن التراجع المتوقع في الإنفاق سيشمل جميع أعمال التقنية، باستثناء مجالين فقط، هما: خدمات الحوسبة السحابية، التي يتوقع أن ينمو الإنفاق عليها بنسبة 19%، ومجال الاتصالات الهاتفية والرسائل والمؤتمرات القائمة على السحابة أيضاً، حيث سيرتفع الإنفاق على الاتصالات والرسائل الهاتفية بنسبة 8.95%، ومؤتمرات الفيديو بنسبة 24.3%، إذ سيكون ذلك مدفوعاً بالتركيز على نمط العمل عن بُعْد.

أما نظم مراكز البيانات، فسيبلغ الإنفاق عليها 122 ملياراً و191 مليون دولار في عام 2020، ليحقق تراجعاً بنسبة 9.7% عن عام 2019، فيما يبلغ الإنفاق على المشروعات والبرامج الجديدة 255 ملياراً و426 مليون دولار، ليحقق تراجعاً بنسبة 6.9% عن عام 2019، في حين يبلغ الإنفاق على الأجهزة 879 ملياراً و589 مليون دولار ليحقق تراجعاً بنسبة 15.5% عن 2019، بينما خدمات تقنية المعلومات سيبلغ الإنفاق عليها 461 ملياراً و952 مليون دولار، لتسجل تراجعاً بنسبة 7.7% عن عام 2019.

تعافٍ بطيء

وبحسب التقرير، فإن التراجعات لن يتبعها أي نوع من التعافي السريع، لأن القوى الكامنة وراء هذا التراجع ستؤدي إلى صدمات، واضطرابات في جانبي العرض والطلب على حد سواء، حيث بدأت القيود الصحية والاجتماعية والتجارية الخاصة بالوباء في التقلص. وفي هذا السياق، قال لوفلوك إن «التعافي من تراجع الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات سيكون بطيئاً، حيث ستحتاج أكثر الصناعات تضرراً، مثل الترفيه والنقل الجوي والصناعات الثقيلة، إلى أكثر من ثلاث سنوات للعودة إلى مستويات الإنفاق التي كانت سائدة في عام 2019، حيث تتطلب هذه العودة تغييراً في طريقة التفكير لمعظم المؤسسات».

تقديرات أخرى

وكانت «غارتنر» أصدرت تقديرات أخرى سابقة خلال الشهر الجاري، حول توقعات الإنفاق، منها استطلاع للرأي شارك فيه 161 مديراً تنفيذياً مالياً، وتوقع خلاله 24% منهم أن يرتفع الإنفاق على نظم أتمتة العمليات الروبوتية المعروفة باسم «آر بي أيه»، فيما قال 30% إنهم يتوقعون المزيد من الإنفاق على أنظمة وتقنيات تخطيط موارد المؤسسات القائمة على الحوسبة السحابية، بينما توقع 19% أن يرتفع الإنفاق على أنظمة التحليلات المتقدمة، وقالوا إن توقعات ارتفاع الإنفاق في هذه الأنظمة تعود إلى أن الشركات تعمل الآن في بيئات نائية مع عدد أقل من الموظفين، لتشغيل العمليات الرئيسة وتحت ضغط الكلفة الهائل، الأمر الذي أدى إلى انتقال الشركات بسرعة أكبر إلى السحابة، وتطبيق المزيد من «الروبوتات» على عملياتها، وكشف الحاجة إلى تقنيات تحليلية متقدمة، للتخطيط بفاعلية في هذه البيئة.

نتائج

أظهرت أعمال الربع الأول من العام الجاري، لدى بعض شركات التقنية الكبرى، نتائج تدعم تحليلات مؤسسة «غارتنر» في ما يخص الإنفاق، أبرزها تراجع عائدات شركة «سيسكو»، أكبر موفر لمعدات بناء وتشغيل وصيانة شبكات المعلومات في العالم، بمعدل 8%، خلال الربع الأول من عام 2020.

وقالت الشركة، في بيان الإعلان عن نتائج أعمالها، إنها تتوقع انخفاضاً إضافياً، يراوح بين 8.5 و11.5%، في عائدات الربع الثاني من العام الجاري.

تويتر