أكدت أنها مستقرة ولا رسوم على استخدامها.. وتديرها مؤسسة غير ربحية

«فيس بوك»: «ليبرا» تحوّل الأموال بسرعة تبادل الصور وكلمات الدردشة

صورة

في منتصف العام الماضي، كانت قيمة عملة الإنترنت الرقمية المشفرة «بيتكوين» الواحد تعادل 20 ألف دولار، وفي نوفمبر من العام ذاته انقلبت الأمور، وهوت قيمة هذه العملة إلي ما دون 3500 دولار. وفيما كان ذلك يحدث، كانت شركة «فيس بوك» تتطلع إلى سوق تلك العملات المنهارة، باحثة لنفسها عن مستقبل وبداية جديدة واعدة، في سوق التحويلات المالية والنقدية، عبر تقديم هذه النوعية من الخدمات لمستخدمي شبكتها الاجتماعية، الذين ناهزوا مليارَي مستخدم حول العالم.

وأخيراً، أعلنت «فيس بوك» رسمياً عن عملتها الرقمية المشفرة «ليبرا»، التي تسعى من خلالها إلى أن تتم التحويلات النقدية، وانتقال الأموال حول العالم بسرعة تبادل الصور وكلمات الدردشة، و«صفر رسوم».

وجاء الإعلان الرسمي عن العملة الجديدة ليؤكد أن «فيس بوك» رأت في «فقاعة العملات المشفرة»، نهاية عام 2018، نهاية الأزمة، وليس نهاية هذه الأصول الرقمية المشفرة، وأن صناعة التقنية ستتجه إلى وضع القوانين واللوائح التنظيمية لسوق العملات الرقمية، ومن ثم فإن الطريق بات مفتوحاً نحو مرحلة تطرح فيها الأسئلة الصعبة الناضجة حول الاستثمار في العملات الرقمية، ولذلك قررت تطوير عملة مستقرة خاصة بها.

«ليبرا»

وكانت «فيس بوك» طرحت «الوثيقة البيضاء» لـ«ليبرا»، في اليوم الثاني للإعلان الرسمي عن هذه العملة، ونشرتها على الموقع الرسمي للعملة libra.org/‏‏‏‏‏en-US/‏‏‏‏‏white-paperووفقاً لما جاء في الوثيقة فإن «ليبرا» عبارة عن عملة رقمية لا مركزية مشفرة، تستهدف أن تكون متاحة على نطاق واسع ومستقرة وآمنة، على عكس «بيتكوين» والعملات الرقمية الأخرى، التي يمكن أن تكون متقلبة ومتضاربة بشكل كبير، ويمكن لأي مطور أو خدمة أو شركة في العالم أن تستخدمها وتتعامل بها، من خلال محفظة رقمية أو مشغل معين، وتعمل وفق ضوابط وتنظيمات معمول بها بالنظام البنكي المالي العالمي.

وأفادت الوثيقة بأن «ليبرا» ستتيح شراء المنتجات من المحال التجارية العادية، من خلال استخدام تطبيق محفظة مخصص لهذه العملة، من قبل الجهات العاملة بها، موضحة أنه في حالة «فيس بوك» سيتم إطلاق تطبيق يحمل اسم «كاليبرا واليت»، أو «محفظة كاليبرا»، الذي سيكون مدمجاً في تطبيقَي «ماسنجر» و«واتس أب»، ليتيح شراء المنتجات وإرسال واستقبال الأموال بسهولة وبساطة، حيث إن كل ما في الأمر أن المستخدم سيحصل على حسابه على «ليبرا»، ومن ثم ينفق منه مثلما ينفق من حسابه البنكي العادي، لكن دون تحمّل مصروفات دفع كبيرة، أو دون مصروفات على الإطلاق، كما أنه سيتمكن من ممارسة هذه الأمور دون أن يظهر اسمه أو يعرف أي أحد من هو.

جدل

وجاءت عملة «ليبرا» حاملة معها طموحات واسعة مغرية لمستخدميها الذين يناهزون حالياً مليارَي شخص، ومثيرة جدلاً واسعاً منذ لحظة ميلادها، حول ما تمنحه هذه الخطوة لموقع «فيس بوك» من هيمنة إضافية لما يملكه ويمارسه حالياً بالفعل، وهو ما جعلها محور الحديث والاهتمام خلال الأيام الماضية التي تلت الإعلان عنها رسمياً، حتى إن وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، تحدث عن هذه العملة في تصريحات رسمية قائلاً إن «عملة (ليبرا) المشفرة يجب ألا تصبح عملة ذات سيادة، وهذا لا يمكن أن يحدث، ويجب ألا يحدث». ودعا مسؤولي البنوك في «مجموعة السبع» إلى إصدار تقرير عن خطة «فيس بوك» الشهر المقبل.

كما أعرب عضو ألماني في البرلمان الأوروبي عن مخاوف مماثلة، وقال في تصريحات لوكالة «بلومبيرغ» إن «العملة الجديدة يمكن تجعل من (فيس بوك) بنك الظل، أي تقوم بالأعمال المصرفية المالية دون أن تكون خاضعة للرقابة التنظيمية».

وشدد المسؤول الألماني، الذي فضل عدم ذكر اسمه، على أن «الشركات يجب ألا يُسمح لها بالعمل في (نيرفانا) تنظيمية»، حيث قصد بذلك التحرر الكامل من كل القيود التنظيمية.

ردّ

لكن «فيس بوك» حرصت في «الوثيقة البيضاء» لـ«ليبرا» على الرد على جميع التساؤلات التي حملتها موجة الجدل والقلق المضادة، مؤكدة أنها «ليست وحدها» في هذه العملة، وأن «ليبرا» نواة مجتمع مالي مفتوح لمختلف اللاعبين الكبار حول العالم، وستديره مؤسسة مستقلة غير هادفة للربح، وخاضعة للتنظيم والرقابة من الجهات المعنية، وسيكون مقرها جنيف في سويسرا، وليس شركة «فيس بوك».

أشارت «فيس بوك» إلى أن تلك المؤسسة تعتمد على تقنية «سلاسل الكتل»، لضمان أعلى مستويات الشفافية والقدرة على المراجعة والتدقيق والتعامل والاستخدام، من قبل أي جهة في العالم.

لغة برمجة جديدة

وضعت المؤسسة المستقلة، التي ستدير عملة «ليبرا» الجديدة، عدداً من القواعد الجديدة، تتمثل في لغة برمجة لتطوير وتأمين منصة «بلوك تشين» الخاصة بتطوير العملة وإدارة المعاملات المالية، وهي لغة «موف»، فضلاً عن دعم العملة الجديدة بغطاء مادي في صورة مالية يتم جمعها من خلال تقديم عملات إلى الأعضاء المؤسسين.

وذكرت المؤسسة أن الغطاء المالي سيصل إلى مليار دولار، وسيتم استثماره في صورة ودائع بنكية وسندات الخزانة لدى الخزانات الحكومية والبنوك المركزية، بحيث يتم استخدام عائد الاستثمار في تطوير منصة تنظيم عمل «ليبرا»، إلى جانب تقديم جزء بسيط من العوائد إلى المستثمرين الأوائل في العملة الجديدة.

تويتر