تعمل باللمس وإيماءات الرأس والصوت

أنظمة المنازل الذكية الطبية.. تقنية جديدة لأصحاب الهمم

«كنترول 4» من أبرز الأنظمة الجديدة التي تم اختبارها. من المصدر

بدأت أنظمة وتقنيات المنازل الذكية تدخل منعطفاً جديداً هذه الأيام، مع ظهور ما يعرف بـ«أنظمة المنازل الذكية الطبية»، التي صممت وانتجت بحيث لا يتوقف استخدامها عند مجرد منح قاطني المنازل مزيداً من الرفاهية والمتعة، بل تتعدى ذلك لتكون الجزء الحيوي المهم في النظام الطبي العلاجي الذي يحتاجه أي شخص من أصحاب الهمم.

وجرى تصميم هذه الأنظمة ليتم تشغيلها عبر لوحة موحدة تعمل باللمس وإيماءات الرأس، لتدير كل شيء في المنزل، فضلاً عن الاحتياجات الطبية المتخصصة للشخص المعني، بدءاً من تنظيم ضربات القلب والحجاب الحاجز، وانتهاء بالمساعدة في تحريك الأذرع والأطراف المصابة بالشلل.

وقد أجرى محررو موقع «سي نت نيوز» cnet.com المتخصص في التقنية، تحقيقاً ميدانياً موسعاً قائماً على «المعايشة»، تتبعوا من خلاله حالة مجموعة من هذه الأنظمة التي جرى نشرها في منازل بعض المرضى وأصحاب الهمم من المحاربين القدماء في الجيش الأميركي الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.

نظام «كنترول 4»

من أبرز الأنظمة الجديدة التي تم اختبارها، نظام يحمل اسم «كنترول 4»، وهو اسم الشركة المنتجة ذاتها، إذ نشر مستشفى «ماكجوير» في ولاية فرجينيا 26 نسخة من النظام في منازل مرضى ومصابين من المحاربين القدامى.

ووفقاً لما قاله كبير مديري تسويق المنتجات في «كنترول 4»، براد هانتز، فإن هذا النظام يتكون من لوحات تحكم تعمل باللمس وإيماءات الرأس والأوامر الصوتية، من خلال أحد برامج المساعد الصوتي الرقمي، مثل «مساعد غوغل» أو «أبل سيري»، أو «أمازون إليكسا» في جهاز «إيكو». ويمكن أن تعمل اللوحة على شاشة كمبيوتر لوحي يتم تثبيته على طرف الكرسي المتحرك، أو شاشة هاتف ذكي، ليسيطر التطبيق الأساسي للوحة على مختلف الأجهزة المتصلة بشبكة المنزل الذكية، وذلك لأن «كنترول 4» يوحدها جميعاً تحت تطبيق واحد، ويجعلها أكثر قابلية للإدارة، وينطبق ذلك على مكبرات الصوت، والكاميرات الأمنية، وأقفال الأبواب والمراوح، والإضاءة، وأجهزة التلفزيون، والمطبخ الذكية، وأجهزة الموسيقى، والجرس الكهربائي الذكي على باب المنزل، والروبوتات المنزلية، مثل المكانس الذكية.

خيارات التعامل

وبالطبع، فإن الخيارات المتاحة لأصحاب الهمم تختلف كثيراً عن المتاحة للشخص السليم المعافى في التعامل مع كل هذه الأشياء، إذ تراعي اللوحة أن يكون الدور الأكبر للتشغيل بـ«إيماءات الرأس» إذا كانت أطراف المصاب بها قصور، أو بـ«اللمس» إذا كان قادراً على تحريك بعض أطرافه وأصابعه، أو بـ«الصوت» إذا كان يفضل ذلك، كما تراعي أن تكون الوحدة ملحقة دوماً بطرف الكرسي المتحرك، أو بجواره على السرير أثناء النوم.

ولتنفيذ ذلك، يحتوي النظام على برامج خاصة لا توجد في أنظمة المنازل الذكية العادية، منها برنامج يدعي «افتح يا سمسم»، الذي طوره ضابط بحري متقاعد يعاني شللاً رباعياً، وحقق ناجحاً في تلبية احتياجات المصابين بهذه النوعية من الأمراض، وهو يكلف المريض 20 دولاراً شهرياً، ويستخدم الكاميرا الموجودة في الهواتف الذكية لمسح وجه الشخص، والتعرف إليه، وفي الوقت نفسه تشغيل بقية الأنظمة الأخرى، وهو نظام متوافق مع نظامي تشغيل «أندرويد» و«ويندوز»، ويتم تشغيله بإيماءات الرأس. ويجعل الشخص يتنقل بين التطبيقات، ويستجيب للبريد الإلكتروني، ويشغل الألعاب، ويطفئ الأنوار، ويفتح الأبواب.

معايشة ميدانية

كان العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي، فيل سوينفورد، من بين الذين حصلوا على نسخة من نظام «كنترول 4» وشغله في منزله، إذ استخدم لوحة «كنترول 4» المثبتة على الجانب الأمامي الأيمن من كرسيه المتحرك في إرسال رسالة إلى زوجته «بام» عبر الأوامر الصوتية، ثم طلب وجبة بيتزا من مطعم قريب، واستقبل موظف «الدليفري»، إذ تلقى سوينفورد تنبيهاً بوصول زائر على الباب، وهنا شغل برنامج «افتح يا سمسم»، الذي فتح كاميرا الباب الرئيس للمنزل، وشاهد الموظف، ثم خاطبه صوتياً، وفتح القفل الذكي للباب، فدخل الموظف ووضع الوجبة بالمطبخ فيما سوينفورد يراقب حركته حتى المغادرة.

وقد حدثت مشكلة قال عنها سوينفورد أنها نقطة ضعف مزعجة في «كنترول 4»، لأن النظام لا يستطيع العمل بكفاءة، حينما يتزامن إصدار الأوامر بإيماءات الرأس أو الصوت، مع عرض صورة لحظية من كاميرا في المنزل، إذ يستغرق الأمر بعض الوقت، ويمتد إلى دقائق، وفي حالة الزوار قد تكون هذه الدقائق كافية لينصرف الزائر من أمام الباب قبل أن يتلقى استجابة من الداخل.

نظام متكامل

تقول شركة «كنترول 4» إن نظامها يسوق باعتباره تقنية مساعدة ونظاماً أساسياً متكاملاً للمنزل الذكي المخصص لخدمة أصحاب الهمم.

وإذا ما وصلت إلى مستويات سعرية مقبولة، فإنه يمكنها خدمة أعداد أكبر من الناس، إذ إن هناك 3.6 ملايين أميركي، وأكثر من 250 ألفاً من قدامى المحاربين يستخدمون الكراسي المتحركة.

ووفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2018، فإن أكثر من مليار شخص في العالم يحتاجون إلى نوع واحد على الأقل من التكنولوجيا المساعدة، وواحد فقط من كل 10 من هؤلاء لديه القدرة على الوصول إلى هذه التقنيات.

تويتر