«مايكروسوفت» طوّرت نظارتها اعتماداً على تقنية «الهولوغرام» والواقع المختلط

«هولولينس 2».. الجيل المقبل من «حاسبات الأعمال»

النظارة الجديدة أخف بكثير من «هولولينس 1». من المصدر

أعلنت شركة «مايكروسوفت» الأميركية عن تطوير إمكانيات وتطبيقات نظارتها «هولولينس 2»، لتصبح واحداً من الجيل المقبل الجديد من «حاسبات الأعمال»، أو الـ«بيزنس كمبيوتر»، مشيرة إلى أن ذلك يعتمد بالأساس على تقنية «الهولوغرام» والواقع المختلط اللذين تعمل بهما النظارة.

جاء ذلك في عرض قدمته الشركة أمام مجموعة من الصحافيين ومحرري التقنية في مقرها الرئيس بمدينة ريدموند، أول من أمس، ضمن فعالية نظمتها «مايكروسوفت» خصيصاً لتقديم أول تجربة ميدانية حية لإمكانات وتطبيقات نظارة «هولولينس 2» منذ إطلاقها رسمياً في فبراير الماضي.

وبحسب ما ورد في تقرير لمحرري موقع «تيك ريبابليك» المتخصص في التقنية، الذين شاركوا في التجربة، يمكن القول إن «هولولينس 2» منتج يجاوز كونها نظارة لمتابعة أشياء مجسمة ثلاثية الأبعاد، يختلط فيها الواقع الفعلي بالافتراضي، إلى كونها «القلب النابض» الجديد للجيل المقبل من «حاسبات الأعمال»، أو الحاسبات المستخدمة في بيئات العمل بالمصانع، ودور الرعاية الصحية، ومواقع العمل والإنشاءات والمناجم والطرق وغيرها.

مراقبة الإنشاءات

وأوضح التقرير على سبيل المثال، أن مهندس الإنشاءات يمكنه ارتداء النظارة أو بالأدق «حاسب الأعمال الجديد»، ليقوم بمهمته في مراقبة سير العمل، من خلال التجول بنظره بين أجزاء المبنى أو المنشأة الجاري العمل فيها، حيث إنه في كل ركن أو جزء ينظر إليه، يمكنه إسقاط الرسومات واللوحات التصميمية للمبنى المخزنة والمسجلة في ذاكرة الحاسب، والمعدة بصورة ملونة ثلاثية الأبعاد زاهية الألوان واضحة التفاصيل، على ما يتم إنشاؤه فعلياً في تلك اللحظة في ذلك الجزء، فيتم خلط صورة الواقع الفعلي الجارية على أرض الواقع، مع صورة الواقع التخيلي المستمد من الرسوم واللوحات، ليتم مضاهاة الاثنتين معاً، ويبرز أمامه الحيود أو الانحراف أو الخطأ في أي شيء واقعي جارٍ تنفيذه، عن أي شيء افتراضي جرى خلطه ومضاهاته معه، وينتج أمام عينيه تقرير بالأخطاء أو الحيود والانحراف عن الرسوم، ثم يقوم باتخاذ قراره بالإصلاح أو إيقاف العمل.

إجراء جراحة

وأضاف التقرير أنه بالمثل قد يكون مستخدم الحاسب الجديد المبني حول النظارة، جراحاً في غرفة عمليات، يجري جراحة لكبد مريض متضخم، وقام مسبقاً بالحصول على صورة افتراضية ثلاثية الأبعاد للكبد، تشخص على نحو دقيق منطقة التضخم المطلوب إزالتها جراحياً، استناداً إلى الأشعة والفحوص المسبقة، وبعد فتح بطن المريض، وبدء الجراحة، يسقط الطبيب صورة الكبد الافتراضية على الكبد الحقيقي المتضخم، ليخلط الجهاز الاثنين معاً، ويضع أمامه صورة حية، يمكنه من خلالها متابعة الجراحة بدقة حتى إزالة الجزء المتضخم وفقاً لما أظهرته الفحوص المسبقة. وتابع تقرير «تيك ريبابليك» أنه على هذا النحو قدمت «مايكروسوفت» في عروضها العديد من التطبيقات المماثلة، لمختصين وعمال ومديرين، سيرتدون مستقبلاً الجيل التالي من «حاسبات الأعمال» المستندة بالأساس لـ«هولولينس 2» والأجيال التالية، لإنجاز مهامهم في بيئات العمل بمجالات شتى.

معايشة حية

ووفقاً للتقرير، أتاحت «مايكروسوفت» للمحررين المشاركين ارتداء «هولولينس 2»، ومعايشة إمكاناتها الجديدة بصورة واقعية، حيث كتب محرر «تيك ريبابليك»، سايمون بيسون، عن تجربته قائلاً: «جلست في قاعة المؤتمرات في مقر الشركة، وارتديت النظارةـ حيث إنها أخف بكثير من (هولولينس 1) التي أطلقت في عام 2016، ويرجع ذلك إلى إعادة تصميم رئيسة، جعلت منها جهازاً أكثر توازناً وأسهل كثيراً في الارتداء، فالبطارية والحاسب الملحق بالنظارة، الذي يعمل بمعالجات (إيه آر إم) أصبحا في الخلف، بينما أجهزة الاستشعار والكاميرات في المقدمة».

وأضاف أن «النتيجة كانت أن الجهاز الجديد لم يعد ثقيلاً في المقدمة، مع وجود مسند للجبهة يجعله أكثر راحة»، مشيراً إلى أن «صور النظارة تأتي مشرقة بدرجة كافية لرؤيتها في ضوء الشمس الذي يدخل من نافذة في مكتب مضاء عادة، ما يعني أنها قادرة على العمل بكفاءة في بيئات العمل المفتوحة».

تحسينات مهمة

قال مؤسس وكبير محللي شركة «تيك اناليسيس» للبحوث والاستشارات في تقنية المعلومات، بوب دونيل، إن «هناك تحسينات مهمة في (هولولينس2)، منها أن تتبع اليد والأشياء من حول النظارة صار يتم بشكل أفضل، ما يسمح بالتفاعلات مع الصور المجسمة التي تولدها الشاشة لتكون أسهل بكثير، ويجعل لمس الصور ثلاثية الأبعاد وتحريكها ومعالجتها أمراً أكثر سهولة، ومن ثم بات التفاعل بين الكائنات الواقعية والعناصر المولدة رقمياً تجربة شاملة أكثر إقناعاً».

وأضاف أن «هذه التحسينات تحقق منظوراً أكثر شمولاً يربط بين تقنية الواقع المعزز والمختلط والحوسبة السحابية والحوسبة المتطورة والحوسبة الموزعة وحوسبة الحافة بطريقة ممتعة للغاية، بعد أن كانت الصناعة والتطبيقات المختلفة تتحدث عن كل هذه الظواهر المختلفة بطريقة منفصلة».

تويتر