صمّمه مخترع «أندرويد».. وأحاطت به توقعات كبيرة متفائلة

مبيعات ضعيفة لهاتف «إسينشيال» الذكي

صورة

منذ بداية الحديث عنه، مطلع العام الجاري، حظي الهاتف الذكي «بي إتش 1»، لشركة «إسينشيال» الناشئة باهتمام ملحوظ، وأحاطت به توقعات كبيرة متفائلة، وصلت في بعض الأحيان إلى القول إنه ربما يكون خليفة أو منافساً لبعض طرز «آي فون»، و«غالاكسي».

وكان الدافع الأساسي لهذه التوقعات أن من قام بتصميم وإنتاج الهاتف هو آندي روبين، مخترع نظام «أندرويد»، الذي يهيمن على 70% من سوق نظم تشغيل الهواتف والأجهزة المحمولة حالياً.

لكن ما حدث فعلياً أن النجاح المنقطع النظير، الذي حققه إبداع روبين مع نظام تشغيل «أندرويد»، لم يضمن لهاتف «إسينشيال» دخولاً آمناً لسوق الهواتف المحمولة. وبعد شهرين من إطلاق الهاتف، شهد حالة تخبط واضحة، وعانى من علامات «موت مبكر» سريعاً، لكونه لم يبع سوى 5000 وحدة فقط.

مبيعات الهواتف

ونشرت شركة «باي ستريت»، المتخصصة في تتبع ورصد شحنات ومبيعات الهواتف الذكية والأجهزة اليدوية بالأسواق العالمية، تقريراً هذا الأسبوع، قالت فيه إن إجمالي ما تم بيعه من هاتف «بي إتش 1» بلغ 5000 وحدة فقط، موضحة أن هذا الرقم يمثل تقديراً لما اشتراه العملاء من باعة التجزئة، وليس ما اشتراه باعة التجزئة من الشركة المنتجة.

ويوم 21 أكتوبر الماضي أعلنت «إسينشيال» أنها ستخفض سعر هاتفها بقيمة 200 دولار، ليصبح 499 دولاراً بدلاً من 699 دولاراً. وتجنبت الشركة الحديث عن المبيعات المنخفضة، لكنها أكدت أن خفض السعر طريقة لتسهيل الحصول على الهاتف، بدلاً من الإنفاق على حملة تلفزيونية دعائية ضخمة لجذب الانتباه إليه، وهذه إحدى الطرق لتحقيق ذلك.

ومثل هذا الخفض الحاد في السعر، بعد ما يقرب من شهرين فقط من إطلاق المنتج، يعد علامة غير جيدة، كما تؤكد التقارير المبكرة التي أشارت إلى أن المبيعات ضعيفة جداً، وأن الوقت الحالي وقت خفض الأسعار كمحاولة لتوليد المبيعات ورفعها.

تأخير الطرح

ونشر موقع «بيزنس انسايدر» businessinsider.com، مقتطفات من التقرير، ورد بها أن هذه علامة على أن المبيعات ضعيفة للغاية، ويعود ذلك لأسباب عدة، منها أنه تم إطلاق هاتف شركة «إسينشيال» في وقت غير مناسب، فقد وعد روبين في الأساس بأن الهاتف سيكون متاحاً للبيع بنهاية يونيو الماضي، لكنه تجاوز هذا الوقت وتم طرحه فعلياً في منتصف أغسطس الماضي، وبحلول هذا الوقت كانت «سامسونغ» قد بدأت طرح «غالاكسي نوت 8»، وكان هناك أقل من شهر على طرح «آي فون 8»، و«آي فون إكس»، وبالتالي قبل أن يظهر هاتف «إسينشيال» على المسرح، كانت «سامسونغ» و«أبل» قد سرقتا الأضواء.

ولاشك أن توقيت الظهور وتأخر الطرح كانا جزءاً فقط من المشكلة، فهاتف «إسينشيال» لديه شبكة توزيع بالتجزئة ضعيفة للغاية، وتكاد لا تذكر، وفي الولايات المتحدة مثلاً يمكن شراؤه من الإنترنت عبر موقع شركة «إسينشيال»، والخيار الآخر المتاح هو متاجر شركة «سبرنت» للشبكات المحمولة. ومن دون شركات قوية للبيع بالتجزئة، خصوصاً مع مشغلي شبكات المحمول المختلفة، فإن أي هاتف لا يكون لديه أمل في العيش ومواصلة النمو، ربما باستثناء وحيد هو «آي فون».

تحديات منذ البداية

وواجه هاتف شركة «إسينشيال» تحديات هائلة منذ البداية، فسوق الهواتف الذكية عالية المواصفات، تهيمن عليها «أبل» و«سامسونغ» منذ سنوات، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة التي لا تحصى لتغيير هذا الوضع، لم ينجح أحد في ذلك، حتى «غوغل»، التي طرحت هواتف «بيكسل» وحققت عروضاً تقنية جيدة وتم استقبالها بطريقة جيدة، لم تبع خلال العام الماضي سوى مليون وحدة طبقاً للتقديرات المعلنة. في حين أن «أبل» باعت مليون وحدة في أيام قليلة. ولذلك فإن «إسينشيال» سيتعين عليها تقديم شيء يختلف جذرياً للبقاء والتصنيع على مجال واسع.

وبحسب ما ذكره تقرير «باي ستريت»، فإن هذا الهاتف المرتفع السعر والمصنوع من السيراميك والتيتانيوم، لا يتغلب على مثل هذه المصاعب ولا يجذب الانتباه، لذلك فإن كل الخيارات والاحتمالات ضد «إسينشيال» منذ البداية، كما أن بيع آلاف قليلة من الهواتف ليس فقط مجرد قطرة في «الدلو»، لكنها شيء أقل من أن يشكل قطرة، كما وصف التقرير.

مبيعات ضعيفة

كانت «إسينشيال» قد استطاعت الحصول على 330 مليون دولار كتمويل عند بداية عملها، لذلك فلديها مسار ضخم وطويل للوصول إلى ذروة المبيعات الأولى المطلوبة لتحقيق عائد معقول على الاستثمار، ولديها أيضاً خطط كبيرة في ما وراء الهواتف المحمولة، تشمل نظام تشغيل المنازل الذكية الذي يطلق عليه «امبينت أو إس»، وهو نظام يشبه نظام «ايكو» من «أمازون» للإدارة والتحكم في كل شيء بالمنزل.

وعلى الرغم من ضعف المبيعات فإن القيمة السوقية لشركة «إسينشيال» تبلغ 1.2 مليار دولار، طبقاً لتقرير شبكة «بلومبيرغ»، ولاتزال مصنفة واحدة من أكبر 15 شركة ناشئة قوية في عالم الاتصالات اللاسلكية في عام 2017.

تويتر