«أنف العجل» تُشعل منافسات «الدرونز» بمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية

معركة «المربوط والمتنقل» تزيد المـنافسة بين شركات تطبيقات وأدوات «الواقع الافتراضي»

صورة

بحكم مستوى التطور الذي تشهده صناعة أدوات تشغيل تقنية «الواقع الافتراضي»، سيصبح معرض «سي إي إس» أو معرض الالكترونيات الاستهلاكية الذي تنطلق فعالياته بمدينة لاس فيغاس الأميركية خلال الفترة من 5 إلى 8 يناير المقبل، ساحة لأكبر معركة بين النوعين المتنافسين على تطبيقات وأدوات تقنية «الواقع الافتراضي»، وهما «النوع المتنقل» الذي لا يحتوي على أسلاك، ويجعل الهواتف المحمولة الذكية جزءاً من نظام الرؤية والمعالجة والعرض، و«النوع المربوط بأسلاك» الذي يعتمد بالأساس على الحاسبات المكتبية والمحمولة، وربما التلفزيونات.

ومن المتوقع أن يتبارى كلاهما في استعراض ما يملكانه من إمكانات، تقدم دلالة على أي منهما سيسود مستقبلاً، ويدفع الآخر للزاوية. وإلى جانب ما يجري في ساحة «الواقع الافتراضي»، هناك ساحة الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها من بعد «الدرونز»، التي ستكون هي الأخرى ساخنة، بعدما وصلت المنافسات فيها الى تصنيع «الدرونز المدنية العملاقة»، المزودة بعنبر شحن يتسع لشخص بالغ، بوزنه وحجمه الكامل.

ولا يوجد جديد في أسماء اللاعبين أو «المتنافسين» في ساحة تقنية «الواقع الافتراضي»، فالساحة يتوقع أن تضم «أوكيلوس ريفت»، و«إتش تي سي فيف»، و«بلاي ستيشن في آر» و«سامسونغ جير»، و«غوغل داي دريم».

ويعد معرض «سي إي إس» هو المكان الأفضل لعرض أدوات «الواقع الافتراضي»، لأن هذه الأدوات تحصل على ميزة جذب الانتباه إليها عالمياً خلال المعرض، من دون أن تقوم شركاتها بعقد أحداث أو مناسبات ضخمة مستقلة لإطلاقها.

وتتمحور المنافسة في مجال «الواقع الافتراضي»، ليس بين الشركات وبعضها بعضاً فقط، ولكن قبل ذلك بين فريقين، الأول يدعم «السماعات المتنقلة»، وفي مقدمته «سامسونغ» و«غوغل»، والثاني يدعم «السماعات المتصلة بجهاز عبر أسلاك»، وفي مقدمته «أوكيليوس» و«إتش تي سي».

فريق التنقل

في ما يخص الفريق الأول، يتوقع أن تعرض «سامسونغ» طرازاً جديداً من «جير في آر»، وهي أداة «واقع افتراضي» تعمل بنظام، يصفه الكثيرون بأنه أكثر نظم «الواقع الافتراضي» اقناعاً، والتي يسهل التعامل معها في فئة السماعات المتنقلة غير المتصلة بأسلاك.

ومن المتوقع أن يعمل الطراز الجديد مع هواتف «سامسونغ غالاكسي» الذكية، التي يصل عددها الآن إلى ستة طرز، ومن لديه واحد من هذه الطرز تكون «جير في آر» صفقة مميزة بالنسبة له من حيث السعر والاستخدام.

وتتضمن التوقعات لهذا الفريق، أن تقدم «غوغل» طرازاً محسناً من منتجها «داي دريم»، الذي يعد من الأشياء المنتظرة، بشدة في «سي إي إس»، وهي تنافس «سامسونغ جير في آر»، لكنها تتفوق في كونها لا ترتبط بهاتف محمول ذكي لكي تعمل، فضلاً عن كلفتها البسيطة مقارنة بمنافسيها، والتي تصل الى 79 دولاراً.

فريق الربط بالأسلاك

وفي ما يتعلق بفريق الدفاع عن «الأدوات المربوطة بأسلاك»، تنافس «سوني» بمنتجها «بلاي ستيشن في آر»، ويتوقع أن تطرح طرازاً جديداً يجعلها أسهل أداة «واقع افتراضي» من حيث الاستخدام بين جميع نظرائها في فئة الأدوات الموصولة بأسلاك وأجهزة، بحسب التقارير الواردة حتى الآن، فضلاً عن توافر الكثير من المحتوى المتوافق معها من ألعاب فيديو «بلاي ستيشن»، التي جرى تجهيزها خصيصاً لذلك.

حزمة متكاملة

من جانبها، قالت شركة «إتش تي سي»، أشد المدافعين عن الأدوات المربوطة بأسلاك، إنها ستقدم منتجها «فيف» بعد تزويده بحزمة متكاملة تتضمن سماعة الرأس واثنتين من وحدات التحكم في الحركة، ومحطتين قاعديتين لتقديم رؤية بـ«الواقع الافتراضي» في كامل الغرفة.

ووعدت الشركة بأنها ستعرض منتجاً مدهشاً من الناحية التقنية، باعتباره نظام «الواقع الافتراضي» الوحيد الذي يتتبع حركات جسم المستخدم في مساحة تصل الى 10 أقدام مكعبة، وليس مقعده فقط.

بينما ستنافس «أوكيليوس» بمنتجها الشهير «ريفت»، الذي يعد تحدياً قوياً لمنتجات «إتش تي سي» و«بلاي ستيشن». وأداة «ريفت» أغلى قليلاً في السعر، لكنها أكثر تقدماً من منتجات «إتش تي سي» و«بلاي ستيشن».

«سماعات ويندوز»

ومن المتوقع أيضاً عرض سماعات «الواقع الافتراضي» المخصصة للعمل مع نظام «ويندوز 10» من «إتش بي» و«ديل» و«لينوفو» و«أسوس» و«إيسر»، سيتم الكشف عنها ووضعها بجوار الحاسبات المحمولة والشاشات والحاسبات المكتبية. ويستند هذا التوقع إلى ما أعلنته «مايكروسوفت» في أكتوبر الماضي، من أن هناك أدوات «واقع افتراضي»، في الطريق، من هذه الشركات جميعاً بأسعار تبدأ من 299 دولاراً أميركياً.

وبعيداً عن معركة «المربوط والمتنقل»، هناك سمة عامة يمكن استخلاصها مما هو متوافر حتى الآن من معلومات حول تقنية «الواقع الافتراضي»، وهي أن الأدوات تسبق المحتوى. وبعبارة أخرى أن لدينا الآن الكثير من المنتجات القادرة على تشغيل «الواقع الافتراضي»، لكن المحتوى الذي يمكن أن يستخدم مع هذه الأدوات لايزال فقيراً متخلفاً قليل الحجم والتنوع، ما يجعل مستقبل هذه التقنية، ليس معلقاً بمصنعي الأدوات، بقدر تعلقه باستديوهات الأفلام وخدمات البث المباشر التي تحتاج إلى أن تعد وتوضع في محتوى يناسب أدوات «الواقع الافتراضي»، وأن تتجاوز الألعاب لتشمل مجالات جديدة، مثل كتب الرسوم المصورة والروايات الافتراضية. وإذا لم يتم ذلك، فستكون سنة صعبة لشركات التقنية، لأن المستخدمين لايزالون يحتاجون إلى سبب قوي لشراء سماعات رأس جيدة، كما تبدو من مظهرها.

«أنف العجل»

ومن المتوقع أيضاً أن يحدث خلال المعرض اهتمام واسع بالطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد «الدرونز»، والتي حققت بالفعل انطباعاً كبيراً في الدورة السابقة للمعرض، خصوصاً في شكل الأجنحة الثابتة، والملاح الآلي. وهناك بالفعل أخبار جيدة في هذا الصدد، بفضل شركة «كوالكوم»، المصنعة للشرائح الإلكترونية والمعالجات المخصصة لتشغيل هذه الطائرات والتحكم فيها عن بعد. وستعرض الشركة لوحة تضم مجموعة متكاملة من الشرائح الالكترونية، في مقدمتها معالج «أنف العجل» أو «سناب دراغون» طراز 835، الذي يهيئ المجال نحو طفرة كبيرة في تصميم وبناء وتشغيل هذه الطائرات. ومن الأشياء المميزة في هذا السياق، هو توقع ظهور «الدرونز المدنية العملاقة»، المزودة بفراغ واسع يمكنه استيعاب شخص بالغ، بوزنه وحجمه الكامل.

 

تويتر