«إداريـون» يتطفّلون علـى المنطــقة الفنيـة

بعض إداريي الفرق يقومون بأدوار ليست من مهامهم. أرشيفية

يثير إداريو الفرق الرياضية جدلاً واسعاً في الساحة الرياضية بأدائهم دوراً ليس من مهامهم على دكة الاحتياط بتوجيه اللاعبين فنياً والاعتراض على قرارات قضاة الملاعب وعشق الظهور أمام الكاميرات.

وأكد خبراء أن «ظاهرة قيام الإداريين بإصدار التعليمات الفنية للاعبين وتقمص دور المدرب خلال المباريات ليست موجودة في الملاعب الأوروبية ويتم ملاحظتها بوضوح في الملاعب العربية والخليجية فقط».

وعزوا ذلك إلى هوس بعض الإداريين بالأضواء الإعلامية، إضافة الى الضغوط التي تمارسها إدارات الأندية عليهم خصوصاً بمطالبتهم الضغط على الحكام وعدم الاكتفاء بالبقاء على مقاعد البدلاء طوال زمن المباراة لحين إجراء عمل إداري.

وأبدى مدير فني سابق لأحد الفرق في دوري المحترفين، طلب عدم ذكر اسمه، استياءه من تدخلات الاداريين الى حد دفعه لرفع شكوى إلى رئيس النادي لكثرة تدخل مدير الفريق في عمله والاستيلاء على بعض مهامه الفنية (على حد تعبيره).

وقال المدرب إن «سوء النتائج التي تعرض لها الفريق اثناء توليه مهمة المدير الفني كان سببها التدخلات الكثيرة من قبل مدير الكرة والإداري والتي أدت الى تشتت تركيز اللاعبين وعدم التزامهم بخطة المباراة». وفي الوقت الذي تم فيه تبديل تسعة أجهزة فنية قبل نهاية الدور الأول لدوري المحترفين فإن الإداريين ومديري الكرة لم يتغير منهم أحد واستمروا على رأس عملهم مع المدربين الجدد.

وبات واضحاً لمتابعي الكرة الإماراتية أن بعض الإداريين يحرصون على الظهور الإعلامي من خلال القيام والتحرك في المنطقة الفنية المخصصة للمدير الفني وتوجيه اللاعبين ومطالبتهم بأداء ادوار فنية داخل الملعب، الأمر الذي يظهرهم وكأنهم المسؤولون عن النواحي الفنية والتكتيكية للفريق، رغم أن هذه المهام من صميم عمل المدرب، وفي حال تعذر وجوده في المنطقة الفنية بداعي الإيقاف أو الطرد يتولى مساعده المهمة.

الإداري المتطفل

وقال قائد المنتخب الوطني السابق خالد اسماعيل، أحد نجوم الجيل الذهبي في عام ،1990 إن «ظاهرة الإداري المتطفل على الدور الفني منتشرة في الملاعب الإماراتية ويقوم بها بعض الأشخاص المعدودين على أصابع اليد الواحدة وهم معروفون للرأي العام».

وقال «لاعب الكرة لا يتقبل النصيحة الا اذا كانت مختصرة وواضحة وبعيدة عن المظاهر الإعلامية التي لا يكون الهدف منها سوى الشهرة ولفت الانظار».

وأوضح أن «تضارب مهام الإداري مع المدير الفني لا يخدم الفريق ويسهم في تشتت تركيز اللاعبين وطالب بتحديد الاختصاصات بطريقة احترافية».

وأضاف «اللاعبون ليسوا في حاجة الى قيام الإداري او مدير الفريق بالتحدث نيابة عن المدرب حتى لو كانت لغة المدرب أجنبية لأن كرة القدم لغة عالمية يفهمها الجميع ولا تحتاج الى وسيط».

الضغط على الحكم

من جانبه، أكد المشرف على فريق الكرة بنادي الجزيرة احمد سعيد أن ما يقوم به بعض الإداريين ومديري الفرق يعد ظاهرة منتشرة في الملاعب الإماراتية.

وفسر وجود هذه الظاهرة بالضغوط التي يتعرض لها الإداريون ومديرو الكرة، وقال «بعض إدارات الأندية تقول إن الإداري ينام طوال المباراة ولا يقوم بشيء على دكة البدلاء، لذا تطلب منه التحرك وعدم الاكتفاء بإجراء التبديلات والبقاء على مقعده طوال المباراة حتى يكون له دور ملحوظ لجمهور النادي الأمر الذي يفرض على الإداري التحرك في المنطقة الفنية لأداء مهام اخرى غير مهامه الحقيقية».

وأشار الى ان «بعض المدربين يطلبون من الإداريين الوقوف بجانبهم من أجل الضغط على الحكام وتوجيه اللوم لهم في حالة ما اذا كانت قراراتهم لا تصب في مصلحة الفريق».

واكد احمد سعيد ان «بعض الإداريين ومديري الفرق يتحركون كثيرا في المنطقة الفنية من اجل الاستعراض وحب الظهور الإعلامي لأنهم يشعرون بأن جهدهم الكبير والمتواصل طوال الأسبوع لا يظهر للرأي العام إذا جلسوا على مقاعدهم ولم يتحركوا طوال المباراة».

وقال إن «أغلبية الإداريين لا يتدخلون في الامور الفنية لانهم يدركون جيدا ان هذه المهام من صميم عمل المدير الفني، ويكتفون فقط بالوقوف في المنطقة الفنية من أجل تشجيع اللاعبين وتحميسهم».

وأشار الى ان بعض اللاعبين يطلبون من الإداريين القيام ببعض المهام الفنية أثناء سير المباراة لانهم يتفاءلون بذلك، وقال ان «الإداري يكون في الغالب قريباً من المدرب ويجلس بجواره ويعرف تفكيره، وماذا يريد من اللاعبين فيقوم على الفوز بتوصيل آراء المدرب الى اللاعبين لأنه قريب منهم ويتحدث بنفس لغتهم ولديه القدرة على توصيل المعلومة بطريقة سريعة ومقنعة.

وكشف المشرف على فريق الكرة بنادي الجزيرة عن أن عدداً من أصدقائه والجمهور طالبوه بارتداء حذاء رياضي مثلما يفعل مدير فريق الكرة بنادي الوحدة عبدالله صالح، وآخرون طلبوا منه شراء «مسبحة» حتى يكون له «استايل» خاص (على حد تعبيره).

وقال «لست مهتماً بتنفيذ مطالب الجمهور ومجاراتهم وما يهمني فقط مصلحة فريقي، وأطالب الإداريين ومديري الفرق بوضع مصلحة أنديتهم نصب اعينهم وتسخير كل ما يقومون به من تحركات لمصلحة الفريق وليس للظهور الاعلامي».

ظاهرة غريبة

ومن جانبه قال مدير المنتخب الوطني السابق عبدالله حسن إن «ظاهرة تحرك الإداريين ومديري الكرة والسعي للقيام بدور فني موجودة فقط في الملاعب الخليجية والعربية وليس لها وجود في الملاعب الأوروبية وهي غريبة على العمل الفني والاداري».

وأضاف أن «المدير الفني هو المتحكم الوحيد في كل الأمور الفنية وعليه فرض شخصيته على الجميع والتحكم في كل اختصاصاته وعدم السماح لاحد الإداريين او مساعديه بالقيام بنفس الدور الذي يؤديه».

وتابع «هناك فارق بين عمل الإداري ومدير الكرة فالأول ليس لديه أي مهام سوى العمل الإداري فقط بينما مدير الكرة يجب ان تكون لديه خبرة كروية وهو في الغالب يكون عضواً في مجلس الإدارة لكنه لا يجلس بجوار المدير الفني والإداري على مقاعد البدلاء ويوجد في المقصورة الرئيسة بعيداً عن الجهاز الفني».

وضرب مثالاً بمدير المنتخب الألماني أوليفير بيرهوف الذي يتمتع بخبرة كبيرة ورؤية فنية متميزة ورغم ذلك لا يتدخل في الامور الفنية التي تخص المدير الفني للمنتخب الالماني ويؤدي المهام المنوط بها فقط دون التعدي على مهام الاخرين.

وقال إنه «حضر مع الجهاز الفني للمنتخب ما يقارب العامين مديراً للأبيض ولم يقم باي مهام فنية وذلك احتراماً لدور المدير الفني برونو ميتسو الذي كان يقود المنتخب في ذلك الوقت».

تويتر