مطالبات بساعات أكثر لتدارك التأخير

مدارس في بريطانيا تثير الجدل بإنهائها الدوام مبكراً

صورة

قال مُعلمون في بريطانيا إن مدارسهم تنهي الدراسة في وقت أبكر ممّا كانت عليه قبل الوباء، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن التأثير المدمر على الأطفال، الذين فقدوا التعلم والوقت مع الأصدقاء، والأنشطة اللاصفية، خلال فترة الإغلاق. وقال وزير التعليم، جافين ويليامسون: «نحن بحاجة إلى القيام بما هو أفضل للتلاميذ وأولياء الأمور»، موضحاً «على سبيل المثال، يتم تقليص ساعة الغداء بالمدرسة بشكل متزايد إلى نصف ساعة، ولا أعتقد أن هذا صحيح». وتمتلك المدارس صلاحية تحديد طول اليوم الدراسي، إلا أن هناك قدراً معيناً من التفاوت في جميع أنحاء القطاع. وتساءل مسؤولون عما إذا كان من المبرر أن ترسل بعض المدارس الأطفال إلى منازلهم في الساعة 2.45 مساءً، بينما يبقى تلاميذ آخرون لفترة أطول.

مراجعة الوقت

وطُلب من وزارة التعليم مراجعة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الفصل. وستأخذ في الاعتبار تحذيرات الخبراء من أن الأطفال، الذين فاتتهم أشهر من التعلم، أثناء الوباء، يحتاجون إلى 35 ساعة على الأقل، في الأسبوع، إذا أرادوا اللحاق بالركب. وهناك مخاوف من أن المدارس الحكومية ستتخلف أكثر عن المدارس الخاصة، والتي غالباً ما تدير فصولاً وأنشطة صباح يوم السبت، حتى الساعة 5 مساءً أو 6 مساءً.

وأشار استطلاع أجراه موقع «تيتشرز أب»، والذي شمل 6700 مُدرس في إنجلترا، إلى أن ما يصل إلى 2700 مدرسة ابتدائية وثانوية من أصل 27 ألف مدرسة ابتدائية وثانوية في البلاد، قد أنهت اليوم الدراسي مبكراً. وأفاد 56% بأن مدارسهم لاتزال تشهد توقيتاً متقطعاً في ما يخص نهاية الدوام، مع ارتفاع الرقم إلى 69% في المدارس الابتدائية. وطالب مسؤولون حكوميون بأن تعمل المدارس وفقاً لساعات العمل العادية، لمساعدة الأطفال الذين فقدوا عاماً من التعلم على تدارك ما فاتهم.

من جهتها، قالت منسقة مدارس ميدلاندز، كيت تايلور، إن 35 مدرسة، على الأقل، في برمنغهام لا تعمل بجدول زمني كامل، موضحةً «غالباً ما يقولون إن ذلك يهدف إلى توفير وقت للتخطيط والإعداد والتقييم لمعلميهم».

تكاليف إضافية لرعاية الأطفال

وقالت كلودين بيردي، وهي أم لأربعة أطفال، إن مدرسة أطفالها تُغلق أبوابها في الساعة 2.20 مساءً، بدلاً من الساعة الثالثة، وهو تغيير يعني أنها اضطرت لدفع نصف ساعة إضافية لرعاية الأطفال. وتابعت، «يكون الأمر صعباً على الآباء عندما يكون لديهم أطفال في مدارس مختلفة»، متابعة «إنه كابوس لوجستي». وقالت المتحدثة باسم مجموعة الآباء «نحن من أجلهم»، مولي كينجسلي: «إنه يوم قصير على أي حال، وأن تنتهي المدرسة في الساعة 3 مساءً، فهذا أمرٌ صعبٌ حقاً بالنسبة للآباء العاملين».

وقال الرئيس التنفيذي لـ«أوازيس»، وهو واحد من أكبر الصناديق الائتمانية الأكاديمية، ستيف تشالك، إن مدارسه كانت تعمل لمدة أطول، وليس أقصر «نحن لسنا من المؤيدين لخفض عدد الساعات. ونصف ساعة إضافية من الرياضيات أو القواعد النحوية أمر جيد للأطفال، ونعتقد أن ما يحتاجه الأطفال هو التفاعل الاجتماعي»، موضحاً «برامجنا تركز على الرياضة والمرح والعلوم، وقد ينتهي اليوم في إحدى مدارسنا في الساعة 3.15 مساءً، لكن دروس الدعم تستمر حتى الساعة 5 مساءً، وهذا أيضاً بمثابة رعاية لأطفال الآباء العاملين».

أوقات متقطعة

تُراجع الحكومة البريطانية مسألة تمديد اليوم الدراسي لمساعدة الأطفال. وفي المتوسط، ضاع ستة أشهر من التعلم خلال فترتي الإغلاق. وسيتم النظر في نتائج الدراسة من قبل الوزارة المعنية، لمراجعة الإنفاق في الخريف. ومن المتوقع أن يغادر نحو 200 ألف طفل، في سن 11 عاماً، المدرسة الابتدائية، هذا الصيف، وهم غير قادرين على القراءة أو الكتابة بشكل صحيح، بزيادة 30 ألفاً على العام السابق.

وقالت وزارة التعليم إن المدارس، في جميع أنحاء البلاد، تستمر في اتخاذ تدابير وقائية، بما في ذلك أوقات البدء المتقطعة، وإبقاء التلاميذ في مجموعات أصغر وإجراء اختبارات الفيروس، أسبوعياً، لمنع العدوى. وتسعى المؤسسات التعليمية جاهدة لإبقاء الأطفال في المدارس.

• تمتلك المدارس صلاحية تحديد طول اليوم الدراسي، إلّا أن هناك قدراً معيّناً من التفاوت في القطاع.

• %56 من الطلاب تشهد مدارسهم توقيتاً متقطعاً في ما يخص نهاية الدوام، مع ارتفاع الرقم إلى 69% في المدارس الابتدائية.

تويتر