الممثل المدني الأعلى لـ «ناتو» في أفغانستان يشدد على تفاهم يمكنه الاستمرار

أميركا و«طالبان» تقتربان من التوصل إلى اتفاقية سلام

صورة

تحدّث الممثل المدني الأعلى لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، نيكولاس كاي، عن اتفاقية سلام وشيكة بين أميركا وحركة «طالبان»، ويعتقد أن قوات الأمن الأفغانية والمدنيين بحاجة إلى رؤية واضحة لخفض مستوى العنف في البلاد كجزء من هذه الاتفاقية، وأن الاتفاقية يجب أن لا تنتقص من حقوق المرأة التي اكتسبتها خلال مسيرة الديمقراطية، وفي ما يلي مقتطفات من هذا الحوار.

- ماذا يعني خفض العنف في نظركم؟

-- هناك الكثير من الحديث يدور في هذا الإطار، وأعتقد انه يعني شيئاً يمكن أن يراه ويشعر به الشعب الأفغاني، ويعني أيضاً حدوث انخفاض كبير في عدد الأشخاص الذين يتعرضون للهجوم ويفقدون حياتهم، ويعني أنه ينبغي الحفاظ على ديمومة هذه الحالة. لا أحد يريد أن يكون خفض العنف قصير الأجل، لأنها خطوة تقود في نهاية المطاف إلى وقف دائم لإطلاق النار.

- هل يعني خفض العنف أن تتوقف حركة «طالبان» عن استهداف القوات الأميركية والقوات الأفغانية أم المدنيين الأفغان؟

-- الأفغان بحاجة إلى رؤية مردود هذا الخفض في العنف، غالبية أعمال العنف والهجمات تستهدف في الوقت الحالي القوات الحكومية والمدنيين الأفغان. ومن المهم أن يرى الأفغان أن تخفيض العنف له مردود كبير.

- كما تعلمون، فقد تعرض المدنيون الأفغان في هذا الصراع لأضرار بالغة خلال سنوات الحرب. كيف ترون هذه الخسائر المدنية؟

-- نشعر بقلق بالغ من عدد القتلى المدنيين. لقد شهد العام الماضي أعلى المعدلات على الإطلاق في الخسائر المدنية، وبشكل غير مقبول. أي ضحية مدنية تشكل مأساة كبيرة بالتأكيد، ويقدم حلف الناتو في مهمته التدريبية، المشورة والمساعدة الممكنة للقوات الأفغانية، حول كيفية تجنب الخسائر البشرية وتقليلها، وذلك لأن «ناتو» ليس هنا في مهمة قتالية، نحن لا نقاتل، نحن ندرب القوات الأفغانية، وجزء من التدريب يتمثل في تجنب الإصابات في صفوف المدنيين.

- تتحدث تقارير عن الاقتراب من توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة و«طالبان» في فبراير، ما مدى إمكانية ذلك؟

-- نعم، نعتقد أن ذلك ممكن، لأن هذه الاتفاقية، كما تعلمون، هي نتاج لعملية طويلة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان». لقد قدم «ناتو» الدعم الكامل لهذه الجهود، وأبقت الولايات المتحدة «ناتو» على إطلاع تام بمجريات التفاوض، ونأمل أن يكون هناك اتفاق موقع، وهذا مهم لأنه سيفتح الباب أمام المفاوضات المباشرة بين الأفغان، عندما تجلس «طالبان» وحكومة أفغانستان وغيرهما من الأفغان على طاولة المفاوضات لحل هذا النزاع سلمياً، وهذا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه، واتفاق (طالبان - أميركا) هو وسيلة لتمهيد السبيل أمام ذلك.

- يشعر العديد من الأفغان بالقلق بشأن حقوقهم التي اكتسبوها بشق الأنفس خلال الأعوام الـ18 الماضية، لاسيما النساء اللاتي يخشين ضياع حقوقهن في أي صفقة محتملة مع «طالبان». كيف يمكن طمأنة هؤلاء؟

-- عندما يجلس الأفغان مع «طالبان» على طاولة المفاوضات، فأنا متأكد أن هذه القضايا ستكون محور المفاوضات. ومن وجهة نظر «ناتو»، نريد من الأفغان أن يتفقوا على شيء قابل للحياة والديمومة، على اتفاق سلام يمكنه أن يستمر. ونصيحتنا للأفغان هي بناء هذا الاتفاق على إنجازات السنوات الـ18 الماضية المتمثلة في الديمقراطية، والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، وحرية التعبير، وجميع هذه العناصر ستؤدي إلى سلام دائم.

• شهد العام الماضي أعلى المعدلات على الإطلاق في الخسائر المدنية، وبشكل غير مقبول.

تويتر