المفكر الفرنسي اعتبر حرب يوغوسلافيا مثالاً صادماً

إدغارموران: أوروبا تواجه خطراً وجودياً لإخفاقها في حل مشكلاتها

صورة

تخوض أوروبا هذه الأيام انتخابات حاسمة في وقت يتنافس فيه اليمين المتطرف مع الأحزاب التقليدية والمعتدلة. ويرى المفكر الفرنسي إدغارموران أن التهديد حقيقي، وقد تكون القارة القديمة على حافة الانهيار. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة «لوبوان»:

• هل أوروبا في خطر؟

-- أنا متشائم للغاية بشأن هذا، والمخاوف قوية للغاية. آمل ألا يؤدي هذا التصويت إلى تفاقم الخطر، إن لم يكن حدوث صدع.. أوروبا متحجرة.. أوروبا بيروقراطية للغاية.. أوروبا تحت إمبراطورية القوى المالية. إنها تخضع لقوى مهيمنة، فالدول الشرقية تنظر إلى أي مكان آخر غير تلك الموجودة في الغرب. إنها مهددة من قبل الأنظمة الاستبدادية الجديدة، التي استقرت بالفعل على حدودها مع تركيا وروسيا وداخلها مع المجر، وهناك بلدان أخرى، بما في ذلك فرنسا، تحت هذا التهديد. إن اتحادنا الأوروبي يقع تحت ضغط قوى. بالطبع، لاتزال هناك هياكل اقتصادية تجعل من المستحيل على العديد من الدول التي تعتمد على الاقتصاد الأوروبي الانفصال.

•  كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟

-- يكفي أن نعود إلى التاريخ. منذ عام 1955، عندما رفضنا منظومة الدفاع الأوروبية، لم نتمكن من تحقيق الاتحاد السياسي. لقد تطورت الأمور اقتصادياً، لكن القارة ظلت قزماً سياسياً. عندما أردنا إعادة التشغيل سياسياً، كان الأوان قد فات، فالبلدان الأوروبية الشرقية، التي تعطشت في البداية للانضمام إلى أوروبا، مالت إلى الولايات المتحدة. كانت هناك الأزمة اليونانية، وأزمة المهاجرين من الشرق الأوسط، وأوروبا لم تتمكن من مواجهتها. لكن بالنسبة لي، كانت هناك دودة في الفاكهة، إذا جاز لي التعبير، قبل ذلك بكثير، منذ الحرب في يوغسلافيا في عام 1991، كانت يوغسلافيا صورة مصغرة لأوروبا، لقد كانت دولة متعددة الثقافات في طور الإنجاز، وكان من بين سكانها السلاف الصرب الأرثوذكس، والكروات الكاثوليك، والبوشناق، وأقلية مسلمة، وأخرى يهودية، لكن أزمة الشيوعية سمحت للقوميات الكرواتية والصربية بالانتشار، الأمر الذي أثار حرباً مخيفة بين الأشقاء.

•  هل تابعت الحملة الانتخابية الأوروبية؟

-- لست متأكداً من أننا شهدنا حملة، بل هي ألعاب بين أكثر من طرف، وما يزيد قلقي هو أن المأزق الأوروبي الحالي ليس سوى جانب من جوانب الأزمة العالمية. من المؤسف أننا لم نتمكن من إنشاء نموذج، مع الحفاظ على الدول، للتمكن من الاتحاد.

• حاولت 34 قائمة الحصول على أصوات الناخبين الفرنسيين.. هل من المعقول أن هناك كل هذا العدد؟

-- هذا كثير جداً، بالطبع، لكن هذا جانب من تحلل الفكر السياسي العام. لقد فقدنا فكرة المسار السياسي الجديد، الذي سمح لأوروبا بالتغلب على أزمتها، ووضع نموذج إبداعي. تعدد كل هذه القوائم يدل على عدم وجود تفكير مشترك يربط بين المرشحين، إذ توزع المرشحون وفقاً لقناعات حزبية وشخصية، لكن، كما يقول الشاعر والفيلسوف الألماني فريدريش هولدرلين «حيث ينمو الخطر، تنمو أيضاً فرص النجاة». ربما على حافة الهاوية ستكون هناك بداية، من يدري، أو ربما لا يوجد، ولكن هذا هو الأمل الوحيد المتبقي؛ إنهم الأوروبيون المحبطون.


فقدنا فكرة المسار السياسي الجديد الذي سمح لأوروبا بالتغلب على أزمتها ووضْع نموذج إبداعي.

تويتر