أكّد أنه لا يحق للمختلفين الهرب والشكوى إلى الإعلام

ويليام بيرنز: مشكلتا كوريا الشمالية وبرنامج إيران تختلفان عن حالة العراق

بيرنز وآخرون حاولوا إبطاء غزو العراق. أرشيفية

ناقش مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق، ويليام بيرنز، تحديات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ورأى أن الانضباط في المؤسسات ضروري جداً، ولا يحق للمختلفين مع الإدارة الأميركية الهرب والشكوى إلى وسائل الإعلام، كما أشار إلى أن مشكلتا كوريا الشمالية وبرنامج إيران تختلفان عن حالة العراق، وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة «فورين بوليسي».

مرّت الذكرى الـ 16 لحرب العراق، لقد وصفت كيف حاولت أنت ومسؤولون أميركيون آخرون، وفشلتم في إبطاء الغزو الأميركي للعراق. الآن، بعد 16 عاماً، هل تشعر أن مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية قد تعلمت دروساً بشكل كافٍ؟

- لا أعتقد ذلك، هذا انتقاد لنا جميعاً، لدينا ميل في واشنطن إلى ذكريات قصيرة في بعض الأحيان، تم انتقاد الرئيس السابق باراك أوباما لأنه، كما قال بعض الناس، بسبب عدم التعلم من الدروس المستفادة من العراق 2003، واليوم تسمع أصداء لبعض الافتراضات الخاطئة ذاتها التي عززت الاندفاع نحو الحرب في عام 2003 ضد صدام حسين، فيما يشبه ما يقوله مسؤولون في الإدارة عن إيران، حالياً.

مشكلتا كوريا الشمالية وبرنامج إيران تختلفان عن حالة العراق، ولذا فإن الافتراضات المثارة حول كيف يمكن للنهج الأميركي الأحادي الجانب أن ينتج استسلام أو انهيار نظام هي افتراضات خاطئة، لأن النهج الأميركي مرتبط بكل حالة على حدة، وغير مرتبط بالتاريخ.

قال أحد زملائك الذين لم تذكر اسمه في هذه الفترة الزمنية: «هناك شرف في الاستمرار في الخدمة لطالما كنت صادقاً في معارضتك، لكنك لا تفلت مطلقاً من الشعور بأنك أيضاً عامل تمكين».. يبدو هذا الاقتباس مهماً للغاية اليوم، كيف يتصالح الدبلوماسيون الذين قد يعارضون سياسات الرئيس على المستوى العملي أو الأخلاقي؟

- تلك هي الخيارات الصعبة حقاً، الولايات المتحدة بحاجة إلى خدمة مهنية منضبطة. أنت بحاجة إلى جيش منضبط، لا يمكن أن يكون لديك جيش فعال إذا كان كل قائد كتيبة سيعارض نزاعاً قانونياً ويقول، حسناً، أريد أن أتجه يساراً بدلاً من الاتجاه الصحيح، وينطبق الشيء نفسه على الخدمات المهنية المدنية مثل الخدمة الخارجية، لديك التزام بالعمل بطريقة منضبطة، إذا كنت لا توافق على أي سياسة، فلا يحق لك الهرب والشكوى إلى وسائل الإعلام.

أنت تسلّط الضوء على أحد النجاحات الكبيرة خلال تلك الفترة بعيداً عن العراق. العمل الدبلوماسي الذي قمت به أنت والآخرون لجعل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يتخلى عن برنامج أسلحة الدمار الشامل. هل تعتقد أن هناك أيّ دروس مستفادة من هذا العمل الذي قمت به لإدارة ترامب اليوم بالنظر إلى مفاوضاتها مع كوريا الشمالية؟

- المواقف مختلفة جداً. كان لدى ليبيا في ذلك الوقت برنامج نووي بدائي حقاً. كوريا الشمالية تمتلك اليوم أسلحة نووية، وتواصل توسيع قدرتها على إنتاج المزيد. وقد اتضح ذلك في قمة ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في هانوي، ليس هناك فرصة في العالم في المستقبل المنظور بأن كيم جونغ أون سينزع الأسلحة النووية بالكامل. أعتقد أنه يرى أن استمرار امتلاك الأسلحة النووية والقذائف المتطورة أمر ضروري لأمنه وبقاء نظامه، لذا فإن السؤال المطروح للدبلوماسيين هو ما الذي يمكن فعله للحد من الأخطار، حتى لو احتفظنا، كما ينبغي لنا، بنزع السلاح النووي الكامل لكوريا الشمالية كهدف طموح؟ إذا وضعنا جانباً المفارقة في هذا الأمر، بالنظر إلى الحدة التي تحدثت بها هذه الإدارة حول المفاوضات النووية الإيرانية، يمكن النظر إلى الاتفاق المؤقت الذي أبرمناه مع الإيرانيين في نهاية عام 2013 كنموذج، ثم التنسيق النشط للغاية مع شركائنا الدوليين.


- ليست هناك فرصة في المستقبل المنظور بأن

كيم جونغ أون سينزع الأسلحة النووية بالكامل.

أعتقد أنه يرى أن استمرار امتلاك الأسلحة النووية

والقذائف المتطورة أمر ضروري لأمنه

وبقاء نظامه.

 

تويتر