برنامج تربوي جديد في اليابان عن مفهوم السلام

طلاب يابانيون يتحاورون بشأن المفهوم الحديث للسلام. من المصدر

أطلق التربويون اليابانيون فكرة جديدة لتدريس مفهوم «السلام» في ناغازاكي، وهي المدينة الثانية التي عانت هجوماً نووياً إبان الحرب العالمية الثانية، حيث يسعى اختصاصيو التوعية إلى إيجاد نهج جديد لتدريس التاريخ الشائك لهذه المدينة. ويقول اختصاصيو التوعية إنه كان في الماضي الكثير من التركيز في نقل الواقع الوحشي لضربات القنبلة النووية إلى الأجيال الجديدة، ما أدى إلى تشكيل مفهوم قصير النظر لدى الطلاب بشأن تلك الأحداث، التي تم فيها استخدام الأسلحة النووية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويهدف برنامج ما يسمى بتعليم السلام إلى توعية وتثقيف الأطفال حول الحرب، لكنه استخدم أساليب تدريس غير تقليدية لا تعتمد على الكتب المدرسية، التي ربما تكون قد فشلت في الماضي في مساعدة الطلاب على فهم الضربات النووية في السياق الأوسع للحرب.

ويعتقد التربويون أن الحوار وتنظيم جدل فكري في معنى السلام والحرب، هو الذي يجعل الأطفال يتفاعلون ويعبّرون عن آرائهم، ويناقشون وجهات النظر غير المدروسة، حيث يطلب المعلمون من الطلاب أن يتمعّنوا ويتحاوروا، على سبيل المثال، في المضامين الأخلاقية للعلماء في زمن الحرب. ويطلب منهم التفكير في أسئلة، مثل: «إذا طالبتك الحكومة بأن تعمل على تطوير سلاح دمار شامل، فهل تقبل المهمة؟».

كان هذا سؤالاً حقيقياً طرحه أحد المعلمين في ورشة عمل بمدرسة يامازاتو الثانوية في ناغازاكي. ولكي تبدو الورشة أقرب الى الحقيقة تم استخدام روايات حقيقية لعلماء شاركوا في مشروع مانهاتن الذي نظمته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.

وتناوب طلاب السنة الثالثة، البالغ عددهم 32 طالباً، على لعب دور العلماء: وأدلوا بمبررات في مشاركتهم ببرنامج القنابل النووية، وبينوا أن الوضع يبدو متضارباً، قائلين إنهم يعارضونه، ورفضوه صراحة. وجادل البعض بأنهم لا يستطيعون تقديم المساعدة في برنامج من شأنه أن يؤدي إلى إزهاق أرواح كثيرة، بينما قال آخرون إن أسلحة الدمار الشامل ضرورية لإنهاء الحرب.

وقال ريوسوك آشيدا، الطالب البالغ من العمر 15 عاماً، والذي شارك في التجربة: «كنت ضد ذلك تماماً في البداية، ولكن إذا رفضت ذلك، فقد يكون مستقبلك كعالم قد انتهى». وقال المدير المسؤول عن قسم المدارس في كلية التربية في ناغازاكي، ماساهيرو ياماكاوا (48 سنة): «لقد كانت الخطوة الأولى هي أن نجعل الطلاب يتحدثون عن السلام بتعبيراتهم الخاصة».

تويتر