المرصد

مواقع «التواصل» ساحة ملغمة في الانتخابات الأميركية النصفية

في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، تم استدعاء المسؤولين عن منصات وسائل الإعلام الاجتماعية لتفسير ما حدث، وكيف سيكون بالإمكان وقف انتشار المعلومات المضللة. وقالت «تويتر» حينها إنها ستزيل ضعف عدد الحسابات، مقارنة بالعام الذي سبق، التي يشتبه في تلاعبها بالآراء، كما أكدت أنها تلاحق وتراقب أكثر من 10 ملايين حساب مشبوه، كل أسبوع.

وقبل أيام، أصدرت الشركة بيانات عن 3841 حساباً تابعاً لوكالة أبحاث إنترنت، تتخذ من روسيا مقراً لها، وأكثر من 10 ملايين تغريدة ومليوني صورة وملفات ومقاطع فيديو، بينما دخل موقع «فيس بوك» في شراكة مع خبراء خارجيين، سعياً لإيقاف ملايين الحسابات المزيفة.

لكن دراسة جديدة، عن حملات التضليل والتأثير على «تويتر»، تقول إن هذه الجهود قد لا تكون كافية. ووجدت الدراسة أن 80% من حسابات «تويتر» التي كانت مسؤولة عن معظم الأخبار المزيفة في عام 2016، لاتزال نشطة حتى أوائل شهر أكتوبر.

إنه تحدٍّ كبير للانتخابات الأميركية النصفية، التي تعكّرت بالطرود الملغمة، قبل أيام. وقد ظهرت أدلة أخرى على الطبيعة المستمرة للمشكلة، قبل أسبوع، عندما أصدرت وزارة العدل الأميركية اتهامات إلى امرأة روسية بالتآمر للتدخل في الانتخابات النصفية المقبلة. وتسلط القضية التي كشف عنها في ولاية فرجينيا الضوء على «حرب المعلومات» التي لاتزال تستخدم لإيجاد استقطاب اجتماعي وسياسي في الولايات المتحدة.

الخبر السار هو أن الآليات الأميركية أصبحت أفضل بكثير في اكتشاف هذا النوع من التلاعب، أما السيئ في الأمر فهو وجود المزيد من الجهات الفاعلة التي تستخدم هذه الأنواع من التلاعب.

التحدي الأكبر الذي ينتظر الانتخابات في نوفمبر لا يقتصر على حملات التأثير الروسية والأجنبية، بل هناك أطراف فاعلة محلياً. ويمكن أن يشمل ذلك المرشحين العاديين، باستخدام حسابات آلية، أو مجموعات اليمين المتطرف، أو اليسار التي تحاكي قواعد اللعبة الروسية.

نحن نعيش في فضاء معلوماتي، حيث يوجد الكثير من التلاعب، ونحن بحاجة إلى عدم المبالغة في الرد عليه، هكذا يقول الخبراء الاستراتيجيون، لكن يجب التأكد من التركيز على الأجزاء التي تهمنا. وهذه دعوة للأميركيين بشكل خاص، ورواد الإنترنت في العالم، للتأكد من مصدر المادة التي يقرأونها على الإنترنت.

الأمر في غاية الصعوبة، والإنترنت باتت ساحة ملغمة، يمكن أن ينفجر فيها لغم في أي لحظة، وأضحت الحيطة والحذر أهم الاشتراطات للتصفح الآمن. لم يكن الأميركيون يعتقدون أنه سيأتي اليوم الذي ستستخدم فيه هذه الوسيلة التي ابتكروها سلاحاً ضدهم وفي عُقر دارهم. وفي زمن الاستقطاب السياسي والعرقي والاجتماعي، باتت أميركا تعيش مرحلة يصعب حسب معطياتها توقع المستقبل، بينما أصبحت الرهانات أكبر بكثير من الشعارات الحزبية، التي ترفع خلال الحملات الانتخابية. ولا شك أن مجيء دونالد ترامب إلى السلطة قد عزز هذا الانقسام، والحرب الافتراضية بدأت تنتقل شيئاً فشيئاً إلى الواقع، والطرود الملغمة والهجوم على الكنيس اليهودي قد يشكلان بداية لمرحلة جديدة.


دراسة: 80% من حسابات «تويتر» المسؤولة عن معظم الأخبار المزيفة في عام 2016 لاتزال نشطة حتى أوائل أكتوبر الجاري.

تويتر