21 إقليماً من أصل 34 ضربها الجفاف

كاثي كيلي: تجب معالجة حالة العوز والبطالة والجوع لتحقيق السلام في أفغانستان

كاثي كيلي. من المصدر

تحدثت الكاتبة والناشطة الأميركية من أجل السلام، كاثي كيلي، عن الأوضاع في أفغانستان بعد عودتها من ذلك البلد حديثاً، وقالت لموقع «ديمكراسي ناو» إن الأوضاع في هذا البلد تبعث على اليأس.

-آمي: أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، وقفاً غير مشروط لإطلاق النار مع «طالبان» حتى 20 يونيو.وهذا أول عرض من نوعه يقدمه الرئيس الأفغاني منذ انتخابه عام 2014، وقالت الولايات المتحدة إنها ستحترم هذا الوقف ضد «طالبان»، ما أهمية وقف إطلاق النار هذا؟

يجب على الولايات المتحدة أن تدفع تعويضات للأفعان نظير المعاناة التي سببتها لهم.

كيلي: من الصعب جداً تخيل حدوث وقف إطلاق نار مع الجماعات المتعددة والمتمردة ضد الحكومة في أفغانستان اليوم. وبالطبع فإن «طالبان» هي الأقوى، بيد أنها مجموعة من ضمن العديد من المجموعات التي قامت بالكثير من الهجمات طيلة العام، وبناءً عليه فإن الوضع متوتر جداً. ولكن السلام الدائم في أفغانستان يحتاج أولاً إلى التعامل مع الفقر والبطالة وعجز الناس عن إعالة عائلاتهم، لأن مثل هذه الحالة من اليأس هي التي تدفع الناس إلى حمل السلاح، لأنها قد تكون الطريقة الوحيدة التي يحصلون من خلالها على الدخل. وما يزيد في سوء الحال في أفغانستان أن 21 من أصل 34 إقليماً ضربها الجفاف. وبناء عليه، فإن الوضع في أفغانستان صعب جداً، كما أن كابول أصبحت أقل المناطق الأفغانية أمناً.

-آمي: زعم تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الأخير الذي أدى إلى مقتل 14 رجل دين في قمة تسامح في كابل، ما الذي حدث، هل كانت هذه هي الشرارة بالنسبة للرئيس غني؟

كيلي: هذا الاجتماع يسمى «لويا جيركا»، وكان يهدف لإعلان رجال الدين فتوى ضد التفجير الانتحاري. وقام الانتحاريون بالدخول بينهم وتفجير أنفسهم، ما أدى إلى وقوع الكثير من القتلى. وأعتقد أن الرئيس أشرف غني يدرك الآن تماماً أن «طالبان» قادرة على محاصرة العديد من المدن في أفغانستان، وفي بعض الحالات الاستيلاء عليها لبعض الوقت، ولهذا فإنه يعرض وقف إطلاق النار. وهو يعتقد أن الحوار مهم جداً الآن لبقاء حكومته، ولكن نظراً إلى أن العديد من أمراء الحرب وأبنائهم يشاركون في الحكومة، فإن ذلك يزيد من تعقيد وتوتر الوضع. وأعتقد أن العديد من الأفغان يدركون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عارض علناً التفاوض مع «طالبان»، وأعلن اهتمامه لما يحدث في أفغانستان تحت الأرض، بمعنى اهتمامه بالموارد والفلزات التي يمكن استخراجها من أراضي أفغانستان.

-آمي: منذ أن أعلن ترامب استراتيجيته الجديدة في أفغانستان، حيث أرسل مزيداً من الجنود إلى هذا الصراع، ازداد معدل القصف الجوي كثيراً، ما أثر في حياة الأفغان، وتحدثت أنت عن اهتمام ترامب بالموارد الطبيعية أيضاً، فهل يمكنك الحديث عن الموضوعين؟

كيلي: حسناً، عندما كنت في أفغانستان للمرة الأخيرة أبلغني شخص أفغاني من إقليم «وارداك» أن هذه المنطقة تتعرض لغارات جوية مكثفة جداً، وقال إنه ليس لديهم الوقت الكافي لدفن الموتى، إذ إن الغارات تشغلهم أكثر من أي شيء آخر. أما بالنسبة للموارد الطبيعية، فأعتقد أن الاهتمام الأساسي للرئيس ترامب في إبقاء جنوده في أفغانستان يتعلق بالقدرة على استخراج الموارد الطبيعية من تحت جبال هندوكوش في المستقبل، والقدرة على إرسال الإشارات إلى الصين وروسيا، بأن الولايات المتحدة لايزال لديها موطئ قدم في الدولة.

-آمي: متى ذهبت للمرة الأولى إلى أفغانستان، وهل تغيرت البلاد منذ ذلك الوقت حتى الآن، ومتى يشعر الأفغان بالأمل؟

كيلي: كانت المرة الأولى في ديسمبر 2010. والأفغان يجدون الأمل في إبعاد أنفسهم عن سيطرة حكومة بلدهم، التي ضربت مثلاً غير مسبوق في الفساد. والكثير من السكان يريدون الهرب من الدولة.

-امي: ما تعليقك الأخير؟

كيلي: أعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تدفع تعويضات عن المعاناة التي سببتها لشعب أفغانستان، الذي لم يقصد أذيتنا يوماً، والذي يعاني على نحو رهيب جراء هذه الحرب المتواصلة.

تويتر