يعيشون حياة البطالة والفقر

نصف مليون شاب بريطاني عاطل يُتركون دون مساعدة الحكومة

معظم الشبان العاطلين يخشون الذهاب إلى مراكز التوظيف. أرشيفية

يعيش نحو نصف مليون شاب بريطاني حياة البطالة والفقر، بعد أن تُركوا دون مساعدة حكومية من أجل العيش والبحث. ويأتي هذا التحذير في دراسة جديدة بشأن عدد كبير من «العاطلين غير الواضحين»، الذين سقطوا عن أعين الحكومة، على الرغم من وعودها بتقديم مساعدات مكثفة.

40 %

معدل الهبوط في

عدد العاطلين، منذ

عام 2010.


تم الكشف عن العدد الهائل من الشباب المهملين،

الذين «دفنوا في إحصاءات البطالة»، من قبل

مجموعة «لندن للشباب»، التي قامت ببحث بيانات

مسح القوى العاملة، في جميع أنحاء المملكة

المتحدة.

وكشفت الدراسة أن 480 ألف شخص، تراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً، مفقودون عند مؤسستي تقديم المساعدات والنصح، وهذا العديد يعادل 60% من الرقم الرسمي للعاطلين عن العمل من الشبان.

وتم الكشف عن العدد الهائل من الشباب المهملين الذين «دفنوا في إحصاءات البطالة»، من قبل مجموعة «لندن للشباب»، التي قامت ببحث بيانات مسح القوى العاملة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وأشارت حسابات مجموعة لندن للشباب إلى أن وزارة المالية كانت ستحصل على 440 مليون جنيه إسترليني سنوياً، زيادة على عائدات الضرائب، لو أنها قدمت المساعدة لهؤلاء الشبان، ومنحتهم عملاً بوقت كامل.

والمثير في الأمر أن العديد من الشبان المهملين يمتلكون إمكانية الحصول على عمل جيد، حيث يحمل البعض مؤهل الثانوية البريطانية المعروفة بـ«جي سي إس أي»، لكنهم رفضوا الذهاب إلى مراكز التوظيف لأنهم «غير متعاونين»، أو «يخشون معاملتهم بصورة سيئة»، في حين أن آخرين يفتقرون إلى الوثائق الضرورية.

وطالب أعضاء من البرلمان البريطاني بأجوبة من الوزراء المعنيين، في حين أن الناشطين يحثون الحكومة على جعلهم يملؤون الفراغ، الذي فشلت الحكومة في التعامل مع الشبان بشأنه. وقال رئيس لجنة العمل المشترك والتقاعدات، فرانك فيلد، لصحيفة إندبندنت: «يبدو كأن جيشاً صغيراً من العاطلين عن العمل، قد سقطوا في ثغرات (الشبكة الأمنية)، دون وجود أي معلومات رسمية، تسجل ما إذا كانوا فقراء أم لا».

وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة «إي آر إس إيه»، كريستي ماكهيو، حيث تمثل هذه الشركة المجموعات التي تقدم دعم التوظيف: «إنه أمر يدعو للصدمة أن يكون هناك آلاف الشبان الذين سقطوا عن أعين الحكومة، ولم يحصلوا على الدعم الذين يحتاجون إليه، لينطلقوا نحو العالم والعمل».

وطلبت مجموعة «لندن للشباب» لقاء عاجلاً مع وزيرة المهارة، آن ميلتون، للضغط عليها من أجل تسجيل المشكلة «بصورة ملائمة»، وتمويل المنظمات الخيرية، ومجموعات المجتمع المدني لحل مشكلة البطالة والفقراء. وقالت الرئيسة التنفيذية للمجموعة، روزميري وات واينس، إن برنامج «تالنت ماتش لندن» كان يعمل مع 2200 شاب عاطل عن العمل، كثير منهم يعتبرون «مخفيين» مع وجود عشرات من المجموعات الأخرى التي تقوم بالأمر ذاته. وأضافت ميلتون «ثمة فرصة رائعة لهذه المنظمات، لتقديم النصح بالحصول على حياة مهنية جيدة، والتدريب والدعم بما يمكّن هؤلاء الشبان من فهم ما يحتاجون إليه، للانتقال إلى عالم العمل».

وتخشى «لندن للشباب» أن تسوء هذه المشكلة أكثر، نتيجة الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي نجم عنه فقدان الكثير من المنح، التي تقدم عبر برامج التوظيف للشبان عبر الصندوق الاجتماعي الأوروبي. وكشف البحث الذي قامت به المجموعة عن أن العديد من الشبان يبقون بعيدين عن مراكز العمل، بعد «سماعهم قصصاً من آخرين تم رفضهم، أو أنهم عانوا تأخير الحصول على المساعدات المالية، وما ينجم عن ذلك من صعوبات معيشية». وتطلب مراكز العمل جواز السفر أو رخصة قيادة، كإثبات للهوية والعنوان، الأمر الذي يصعب على البعض تأمينه. وقلة من الذين انضموا إلى برامج «تالنت ماتش لندن»، بعد أن يكونوا «مخفيين» تكون لديهم إدانات جنائية، ولم يعودوا يطالبون بالمزايا مثل الشبان العاطلين عن العمل. لكنهم يتركون دون دعم حكومي، وبعضهم تحت «تأثير ثقافة العصابات، وتعاطي المخدرات»، حسب الدراسة. ورفض متحدث باسم الحكومة البريطانية الخوض في القضايا التي أثارتها المجموعة، لكنه لم يرفض الرقم الذي قدمته حول العاطلين الشبان، لكنه قال «البطالة بين الشبان هبطت بنسبة 40% منذ عام 2010، وعلى الأقل 90% من الشبان في التعليم، أو العمل أو التدريب، والحكومة استثمرت نحو سبعة مليارات جنيه إسترليني، عامي 2017 و2018، لزيادة فرص هؤلاء الشبان».

تويتر