جدل حول كلفته الباهظة

مقاطعة أميركية تطلق مشروعاً يستنزف نهر كولورادو

صورة

رغم مناخها الجاف وجوها الحار، فإن مقاطعة واشنطن بولاية يوتا، شهدت نمواً سكانياً كبيراً خلال العقود الخمسة الماضية. وتعتبر المقاطعة من أكثر الأماكن جفافاً في الولايات المتحدة، الأمر الذي جعل المسؤولين هناك يفكرون في جلب المياه بكميات كافية ومستدامة. وتخطط المقاطعة لمد أنابيب تربطها ببحيرة «ليك باول»، التي تعتبر ثاني خزان مائي في البلاد، إلا أن هذا المشروع لا يلقى ترحيباً بسبب كلفته العالية، كما أنه الأكبر من نوعه في تاريخ الغرب الأميركي.


سيعمل خط أنابيب بحيرة باول على نقل المياه يومياً، إلى خزان «ساند هالاو» في مقاطعة واشنطن. ومن شأن خط الأنابيب أن يسهم في تنويع إمدادات المياه في المنطقة، التي تأتي الآن من مصدر واحد، متمثل في «نهر العذراء».


سحب المياه

يقول مدير ومؤسس مجلس أنهار يوتا، زاك فرانكل، إن «الحقيقة وراء خط أنابيب بحيرة باول، تكمن في سحب المياه من نهر كولورادو، من قِبَل الشركات والوكالات في ولاية يوتا، ثم محاولة إقناع سكان الولاية بأن المياه تنفد، نحن لسنا مقتنعين». ويضيف الباحث الأميركي: «الواقع هو أن سكان سانت جورج، ومقاطعة واشنطن، لديهم أعلى استخدام للمياه للشخص الواحد في الولايات المتحدة، لأن أسعار المياه من بين الأرخص في العالم، إنهم يهدرون كميات هائلة من المياه هناك». وتقول البيانات إن استهلاك الفرد في هاتين المنطقتين يراوح بين 289 و325 غالوناً في اليوم، يذهب ما يصل إلى 70٪ منها إلى سقي المروج، وملاعب الغولف، والحدائق، والمقابر.

ومنذ 1990، تضاعف عدد السكان في مقاطعة واشنطن، الواقعة 90 ميلاً شرق لاس فيغاس، أكثر من ثلاثة أضعاف، ليصل إلى 165 ألف نسمة، كثير منهم يعيشون في سانت جورج، والضواحي المزدهرة. ويتوقع الخبراء وصول 400 ألف شخص إضافي إليها، بحلول عام 2060.

خط أنابيب «بحيرة باول»، الذي يبلغ طوله 140 ميلاً، هو ما يعتبره المخططون الحكوميون أفضل طريقة لتجنب كارثة نقص المياه. وبعد ما يقرب من 30 عاماً من تقديم مديري المياه في المقاطعات المعنية هذه الفكرة، فإن خطة النقل المائي الضخمة تتجه، أخيراً، نحو أول قرار تنظيمي مهم. وتقوم اللجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة، التي تشرف على مقترح خط الأنابيب، بتقييم العواقب البيئية للمشروع، والعمليات على مسار المشروع، من خلال أربع مقاطعات في ولايتي يوتا وأريزونا. وتشكل عملية التقييم الطويلة دليلاً على عدم اليقين، والعقبات التي لاتزال تعوق تنمية خطوط أنابيب المياه، في عصر يتسم بالاحترار وتزايد مواسم الجفاف.

وحتى خلال القرن العشرين، عندماً عمل مسؤولو المدن مع الوكالات الفيدرالية لتحويل المياه من أحواض الأنهار، لبناء المدن الصحراوية المتنامية في المنطقة، استغرق الأمر عقوداً لإنشاء مشروع كبير لنقل المياه. وقد وافق الكونغرس عام 1956 على مشروع يوتا الوسطى، وهو شبكة من الأنفاق والأنابيب والقنوات والمضخات والخزانات، التي تزود المياه من الجانب الشرقي لـ«واساتش فرانت» بمنطقة سالت ليك سيتي، ومع ذلك لم تنتهِ الأعمال بعد.

وفى تصميمه الحالي، سيعمل خط أنابيب بحيرة باول على نقل المياه يومياً، إلى خزان «ساند هالاو» في مقاطعة واشنطن. ومن شأن خط الأنابيب أن يسهم في تنويع إمدادات المياه في المنطقة، التي تأتي الآن من مصدر واحد، متمثل في «نهر العذراء».

يقول المدير العام للموارد المائية في مقاطعة واشنطن، رونالد تومسون، إن «هذه المشروعات تستغرق سنوات». متابعاً: «لا يمكن بناؤها خلال دورة انتخابية واحدة؛ علينا أن نخطط لعقود في المستقبل، وعلينا أن نتكيف مع المستجدات، وهذا ما حاولنا القيام به هنا».

ومع ذلك، فقد واجه هذا المنطق عاصفة من المعارضة مدفوعة بتأكيد واحد: أن خط أنابيب بحيرة باول هو عبء مكلف لدافعي الضرائب، غير مطلوب الآن أو في المستقبل المنظور. كما أن بناءه في عصر من التقلبات في أنماط تساقط الثلوج والأمطار، يعتبر تهديداً لمستويات المياه المتناقصة في نهر كولورادو. هذا الشريان المائي الذي يغذي بحيرة باول، و30 مليون مستخدم عند المصب؛ في ولايات أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا.

تويتر