سكانها متحدون لإنهاء اعتمادهم على المحارق

قرية يابانية بلا نفايات.. تشجع على مستقبل خالٍ من الكربون

صورة

أمضى سكان قرية كاميكاتسو النائية، الواقعة على جزيرة سيكوكو اليابانية، معظم العقدين الماضيين في إعادة الاستخدام والتدوير وتقليل النفايات، متحدين جميعاً لتحقيق هدف إنهاء اعتمادهم على المحارق، ومكبات النفايات، في الوقت الذي يكافح فيه العالم لمعالجة أزمة تغير المناخ والنفايات البلاستيكية.

وعلى الرغم من أن كاميكاتسو، التي تبعد نحو ساعة بالسيارة عن أقرب مدينة لها وهي توكوشيما، و370 ميلاً عن طوكيو، لم تتخلص من النفايات تماماً، فإن جهودها البطولية ألهمت العديد من المجتمعات الأخرى في اليابان، لمواجهة تحدي تقليل النفايات إلى الصفر.

ويجب فصل النفايات المنزلية إلى نحو 45 صنفاً، قبل نقلها إلى مركز التجميع، حيث يتأكد المتطوعون العاملون بالمركز من أن كل مادة ستذهب إلى المكان الخاص بها. أما المواد التي لاتزال بحالة جيدة، فيتم إرسالها إلى مستودع «كورو كورو» لإعادة التدوير، حيث يستطيع السكان تقديم أو أخذ مواد معينة، معظمها ملابس، وأوانٍ فخارية، ومزخرفات، مجاناً.

وباء كورونا

حتى إن انتشار وباء كورونا لم يعق جهود القرية في تقليل النفايات إلى الصفر تقريباً، إذ لا توجد أوامر عزل ذاتي لوقف انتشار كورونا في ذلك الجزء من اليابان.

وفي عام 2000، اضطرت القرية لتغيير الطريقة التي تدير بها النفايات، عند صدور قانون جديد حول انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، ما أجبرها على إغلاق اثنتين من محارق النفايات. ولم تكن هذه القرية المنكمشة بسكانها الطاعنين في السن، تملك المال الكافي لإنشاء محارق جديدة، أو نقل النفايات إلى منشآت أخرى. وكان الخيار الوحيد هو تقليل كمية النفايات وإعادة تدوير العديد من المواد بأسرع وقت ممكن. وبعد مرور ثلاث سنوات أصبحت كاميكاتسو أول مكان في اليابان تمكن من تقليل النفايات الصادرة عنه إلى درجة الصفر.

وهناك شكاوى مفادها أن إعادة التدوير تعتبر مسألة متعبة بالنسبة لهذه القرية التي يبلغ تعداد سكانها 1500 نسمة، والذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى تصنيف النفايات إلى فئات كبيرة، وتحويل بقايا الطعام إلى سماد، وغسل أكياس، وزجاجات البلاستيك ليعاد تدويرها من جديد. تقول رئيسة «أكاديمية صفر نفايات» غير الربحية، والتي تم إنشاؤها عام 2005، في قرية كاميكاتسو، أكيرا ساكانو: «دائماً ستجد أشخاصاً غير متعاونين، في أي مشروع على مستوى المجتمع». مضيفة أن الأكاديمية ركزت كل طاقتها على 80% من السكان الذين يدعمون المشروع، والذين يعملون على إقناع المتشككين.

ونظراً لصعوبة تقليل الاستهلاك فقد تقبل معظم القرويين نظام إعادة التدوير، ونتيجة لذلك أصبحت القرية قادرة على الحفاظ على معظم نفاياتها بعيداً عن المحارق ومكب القمامة.

وفي السنة المالية 2016، تمكنت قرية كاميكاتسو من إعادة تدوير 81% من النفايات التي أنتجتها، مقارنة بالمعدل الوطني في اليابان، الذي يبلغ 20% فقط. وثمة عدد صغير من المواد ثبتت استحالة تدويرها، وتتضمن: الأحذية الجلدية، والحفاضات، والمنتجات الصحية الأخرى، لذلك يتم إرسالها إلى محرقة خارج القرية. وتمكنت هذه القرية من البدء في معالجة مشكلة نفايات البلاستيك المتزايدة، والتي تشكل معظم النفايات، قبل بقية مناطق الدولة.

ثاني منتج

وتعتبر اليابان ثاني منتج لنفايات البلاستيك بعد الولايات المتحدة. ويستهلك اليابانيون نحو 30 مليار كيس تسوق بلاستيكي سنوياً. ودأبت اليابان على شحن 1.5 مليون طن من نفايات البلاستيك إلى الصين سنوياً، حتى قامت بكين بحظر هذا الاستيراد عام 2017.

وليس جميع سكان القرية مقتنعين بأن هذا المشروع يمكن تقليده في مكان آخر بسهولة. وقالت اليابانية نوكو يوكومايا، التي جاءت إلى كاميكاتسو قبل عامين قادمة من كويوتو، لوكالة فرانس برس، لدى اقتراب نقطة صفر نفايات العام الماضي: «نجحنا، لأن تعداد السكان هنا 1500 فقط. أما في مدن كبيرة وتعداد سكان أكبر، فإن ذلك سيكون صعباً».


- في السنة المالية 2016 تمكنت قرية كاميكاتسو من إعادة تدوير 81% من النفايات التي أنتجتها.

- يجب فصل النفايات المنزلية إلى نحو 45 صنفاً قبل نقلها إلى مركز التجميع، حيث يتأكد المتطوعون العاملون بالمركز من أن كل مادة ستذهب إلى المكان الخاص بها.

تويتر