يبلغ راتبه 400 ألف دولار

ترامب من فئـة الـ 1% من الأميركيـين الذين يتقـاضون أعـلى راتـب فـي البلاد

صورة

الكونغرس هو الجهة التي تحدد راتب الرئيس، حيث يتحمل الكونغرس أيضاً مسؤولية مراجعة وزيادة راتب الرئيس. وهذا يعني أن الرئيس نفسه لا يستطيع زيادة راتبه. ولكن لكونه الشخص الأقوى في البلاد، ألا يستطيع الرئيس التأثير في الكونغرس لزيادة راتبه؟ حسناً، لقد وضع صائغو الدستور مثل هذا السيناريو في اعتبارهم، وللحيلولة دون ذلك، ينص دستور الولايات المتحدة، بموجب المادة (1) من القسم الأول، على أنه لا يجوز زيادة أو خفض راتب الرئيس خلال فترة ولايته الحالية. وهذا يعني أنه حتى لو كان الرئيس قد أثر بطريقة ما في الكونغرس لرفع راتبه، يتعين عليه الانتظار حتى الانتخابات التالية لكي يحصل على راتب أعلى، وليس هناك ما يضمن فوزه في انتخابات الفترة الرئاسية التالية. وهذه المادة لا تمنع الرئيس من التأثير في الكونغرس لرفع راتبه فحسب، بل تجعل من المستحيل على هذا الجسم التشريعي من التأثير في الرئيس الحالي أو إجباره على تغيير راتبه، بالزيادة أو النقصان.

ما مقدار راتب الرئيس الأميركي؟

يحصل الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، على راتب يبلغ 400 ألف دولار سنوياً، ويتلقى إضافة لذلك مصروفات سنوية تبلغ 50 ألف دولار، ومصروفات سفر غير خاضعة للضريبة تبلغ 100 ألف دولار في السنة، ومصروفات ترفيه يبلغ قدرها 19 ألف دولار في السنة. ولم يصل راتب الرئيس الى 400 ألف دولار إلا في يناير عام 2001. وهذه الزيادة فرضها قانون المخصصات العامة للخزانة والحكومة، الذي أقره الكونغرس في ختام دورته الـ106.

وكان من بين المبررات التي أدت لرفع الراتب الرئاسي الارتفاع المطّرد لكلفة المعيشة، وبما أن رواتب العديد من المسؤولين الفيدراليين تزداد باستمرار لابد من زيادة راتب الرئيس كي لا يكون أقل من رواتب هؤلاء المسؤولين. وحيث إن هذه الزيادة دخلت حيز التنفيذ في يناير 2001، كان الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، الذي تولى منصبه في العام نفسه، أول رئيس يحصل على هذا المستوى من الراتب، وكذلك الحال ايضاً مع الرؤساء الذين جاؤوا من بعده: جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، وترامب.

هل هذا كل ما يكسبه الرئيس الأميركي؟

على الرغم من أن هذا الراتب العالي يكفي لوضع الرؤساء الأميركيين في أعلى قائمة الـ1% من أصحاب الدخل الأعلى في أميركا، إلا أنه يمثل جزءاً ممّا يحصل عليه الرؤساء الأميركيون لشغل منصب الرئيس.

كم كان يبلغ راتب الرئيس قبل هذه الزيادة؟

قبل زيادة 2001 ازداد راتب الرئيس أربع مرات. فقد حدد الدستور الأميركي في عام 1789، وهو أول عام يتولى فيه رئيس أميركي مقاليد الحكم، راتب الرئيس بـ25 ألف دولار في العام. وفي عام 1873، أي بعد 84 عاماً من تولي أول رئيس للولايات المتحدة منصبه، قرر الكونغرس رفع راتب الرئيس. وبدءاً من الفترة الرئاسية الثانية للرئيس يوليسيس غرانت تمت مضاعفة راتب الرئيس ليصل الى 50 ألف دولار في العام، وظل راتب الرئيس دون تغيير خلال ثلاثة عقود.

بعد 36 عاماً من ذلك، أجرى الكونغرس مرة أخرى تعديلات على المادة (1) من القسم (1) من الدستور الأميركي، وزاد راتب الرئيس ليصل إلى 75 ألف دولار في العام. دخلت هذه التغييرات حيز التنفيذ إثر تنصيب الرئيس، ويليام هوارد، رئيساً للبلاد عام 1909، تلا ذلك أربعة عقود قبل مراجعة هذا الراتب مرة أخرى. في عام 1949، زاد الراتب الرئاسي بنسبة 33%، ليبلغ 100 ألف دولار في العام. ودخلت هذه التغييرات الجديدة حيز التنفيذ في الوقت الذي تولى فيه الرئيس، هاري ترومان، مقاليد ولايته الثانية، ما جعل ترومان أول رئيس أميركي يحصل على راتب يتكون من ستة أرقام. وظل راتب الرئيس على هذا المستوى للعشرين عاماً التالية.

في عام 1969 عندما كان الرئيس، ريتشارد نيكسون، يتولى مهام منصبه قرر الكونغرس مضاعفة الراتب الرئاسي مرة أخرى من 100 ألف إلى 200 ألف دولار في العام، ما جعل نيكسون أول رئيس يحصل على راتب بهذا المستوى. وظل هذا الراتب ساري المفعول لأكثر من 30 عاماً بقليل. وبصرف النظر عن نيكسون، فإن الرؤساء الآخرين الذين حصلوا على هذا الراتب هم جيرالد فورد، وجيمي كارتر، ورونالد ريغان، وجورج دبليو بوش، وبيل كلينتون. وفي عام 2001، زاد الراتب ليصل إلى 400 ألف دولار في العام، وهو ما ظل يحصل عليه رؤساء الولايات المتحدة حتى يومنا هذا.

فوائد مالية

بصرف النظر عن هذا الراتب، يحصل الرئيس الأميركي على فوائد مالية أخرى، كونه رئيساً للبلاد، وتشمل التالي:

فريق طبي مخصص

لدى رئيس الولايات المتحدة طبيب رسمي، وهو أيضاً مدير الوحدة الطبية بالبيت الأبيض. ويتمثل دور الوحدة الطبية للبيت الأبيض في توفير الرعاية الطبية الشاملة للرئيس، والاستجابة للحالات الطارئة للرئيس في جميع أنحاء العالم. هذا لا يقتصر فقط على الرئيس، بل على عائلته كذلك. وتحتفظ الوحدة الطبية التابعة للبيت الأبيض بعيادة في الموقع في البيت الأبيض، ويديرها من ثلاثة إلى خمسة أطباء عسكريين، بالإضافة إلى فريق من الممرضات والطبيبات والمساعدين الطبيين. مدير الوحدة الطبية بالبيت الأبيض وبعض أعضاء فريقه متاحون للرئيس على مدار الساعة، سواء كان في البيت الأبيض أو في مهمة رسمية.

حساب مصروفات سنوية

ابتداءً من عام 1949، قرر الكونغرس الأميركي منح الرئيس مصروفات سنوية تبلغ 50 ألف دولار في العام لتغطية النفقات المتنوعة. وفي معظم الحالات يتم استخدام هذه المصروفات لتغطية تكاليف الاجتماعات التي لا تندرج ضمن ميزانيات الإدارات الحكومية.

مصروفات ترفيه

يحق لرئيس الولايات المتحدة الحصول على مصروفات ترفيه تبلغ قيمتها 19 ألف دولار في العام. بدأ سريان هذه المصروفات خلال فترة ولاية نيكسون. في البداية كانت تبلغ 12 ألف دولار. ومن الملاحظ أن هذه الأموال لا تُستخدم لتلبية المهام الرسمية، حيث إن وزارة الخارجية هي التي تغطي مثل هذه التكاليف، كما أن أي فنان يتم استدعاؤه للترفيه في البيت الأبيض عادة ما يفعل ذلك مجاناً.

بدل ترميم

عند انتخاب رئيس جديد، يتم منحه 100 ألف دولار لإعادة ترميم البيت الأبيض حسب رغبته. ومع ذلك، فإن الرئيس حر في رفض هذه الأموال إذا رغب في ذلك. على سبيل المثال، عندما تولى أوباما منصبه، لم يأخذ بدل الترميم. وبدلاً من ذلك، اختار أوباما استخدام أمواله الخاصة لإعادة ترميم البيت الأبيض. وعندما تولى ترامب منصبه في عام 2016، قيل إنه أنفق 1.75 مليون دولار لإعادة ترميم البيت الأبيض، وشراء أثاث وأغطية حائط جديدة له، ولم يكن من الواضح ما إذا كان دافع الضرائب قد دفع الكلفة أم دفعها الرئيس من حسابه الشخصي.

هل يكسب الرئيس الأميركي أي أموال بعد مغادرته منصبه؟

الامتيازات المالية التي يحصل عليها رئيس الولايات المتحدة لا تنتهي بمجرد مغادرته منصبه، وحتى بعد التقاعد يستمر الرؤساء السابقون في تلقي العديد من المزايا، وبموجب قانون الرؤساء السابقين، يحق لأي رئيس سابق الحصول على راتب تقاعدي خاضع للضريبة مدى الحياة. ووفقاً لهذا القانون، يجب أن يكون هذا الراتب مساوياً للراتب الأساسي السنوي لرؤساء الإدارات الاتحادية التنفيذية، مثل أعضاء مجلس الوزراء. وعادة ما يحدد الكونغرس هذا المبلغ. وفي الوقت الحالي، يبلغ راتب التقاعد الرئاسي 210 آلاف دولار في السنة.

بالإضافة إلى ذلك، يحق لأرامل الرؤساء السابقين أيضاً الحصول على راتب تقاعدي سنوي مدى الحياة قدره 20 ألف دولار في العام، ولهن الحق في التنازل عن هذا الامتياز إن رغبن في ذلك.

حماية مدى الحياة واهتمام طبي

يحق للرؤساء السابقين وزوجاتهم الحصول على حماية أمنية شخصية مدى الحياة بعد مغادرتهم منصبهم. وإذا ما توفي رئيس سابق تستمر زوجته الباقية على قيد الحياة في الاستفادة من الحماية التي تقدمها الخدمة السرية حتى تتزوج رجلاً آخر. وإذا كانت الأسرة الأولى السابقة لديها أطفال، يستحق هؤلاء الأطفال الحماية حتى بلوغ سن الـ16. وفي حين يحق للرؤساء السابقين ومن يعولونهم الحصول على الحماية فإنه يحق لهم أيضاً رفض الحماية إذا رغبوا في ذلك. بالإضافة إلى حماية الخدمة السرية، سيستمر الرؤساء السابقون، وكذلك زوجاتهم وأطفالهم الصغار والأرامل، في تلقي العلاج مدى الحياة في المستشفيات العسكرية.

رؤساء رفضوا تقاضي رواتب من الحكومة

هناك أربعة رؤساء، حتى الآن، لم يتقاضوا رواتبهم من الحكومة، من بينهم ترامب، وهو ثري بالفعل. ففي الوقت الذي تولى فيه منصبه، كانت ثروته تساوي 3.1 مليارات دولار، وفقاً لـ«فوربس»، ما يعني في الواقع انخفاضاً كبيراً عن صافي ثروته البالغة 4.5 مليارات دولار في عام 2015. وخلال حملته الانتخابية، أعلن ترامب أنه سيتقاضى راتباً قدره دولار واحد فقط، لأن الدستور يطلب منه أن يتقاضى راتباً. بعد توليه منصبه، تبرع بمرتبه السنوي لمختلف الدوائر الحكومية.

فعل جون.ف.كينيدي تماماً مثل ترامب، فقد كان رجلاً ثرياً للغاية عندما تولى منصبه عام 1961، وكانت ثروة عائلته تبلغ أكثر من مليار دولار بمعايير ذلك الوقت. لهذا، لم يكن بحاجة للراتب الرئاسي. وخلال فترة ولايته، تبرع بمبلغ 100 ألف دولار لمؤسسات خيرية مختلفة، على الرغم من أنه احتفظ بحساب المصروفات السنوي البالغ قدره 50 ألف دولار. وتبرع كينيدي بكامل راتبه طوال السنوات الـ14 التي قضاها في الكونغرس.

عندما تولى الرئيس هربرت هوفر منصبه في عام 1913، كانت ثروته تقدر بنحو أربعة ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم جداً بمعايير ذلك الوقت (نحو 103 ملايين دولار بحسابات اليوم). وعندما تولى منصبه، تبرع بجزء من راتبه البالغ 75 ألف دولار لمختلف المؤسسات الخيرية، وأعطى جزءاً منه لموظفيه.

كان جورج واشنطن، وهو أول رئيس أميركي، ثرياً للغاية قبل أن يصبح رئيساً. وخلال أيامه كقائد عسكري رفض تلقي راتباً، مدعياً أن الخدمة للأمة هي مكافأة مجزية له. ولم يكن يريد أن يتقاضى راتباً لولا أن طالبه الدستور بذلك، وتبرع بكامل راتبه للجمعيات الخيرية. ترجمة: ع- خ عن «الغارديان»

مصادر دخل أخرى للرؤساء السابقين

بصرف النظر عن الأموال التي توفرها لهم الحكومة، فإن للرؤساء السابقين مصادر دخل أخرى ترتبط بوضعهم كرؤساء سابقين للولايات المتحدة.

ويتمثل أكبر مصدر دخل في صفقات تأليف الكتب، والمحاضرات، والحديث في المناسبات. على سبيل المثال، حصل الرئيس السابق، بيل كلينتون، عندما ترك منصبه، ما يقرب من 15 مليون دولار مقدماً لكتابه «حياتي».

وبصرف النظر عما حصل عليه من الكتاب، فقد حصل أيضاً على أكثر من 75 مليون دولار من إلقائه للمحاضرات.

ويقال إنه تلقى 125 ألف دولار مقابل خطاب واحد ألقاه أمام رابطة التنفيذيين بواشنطن، وهو أجر قياسي لخطاب من رئيس سابق. وبعد تركه منصبه، ألّف جورج دبليو بوش كتاب «نقاط القرار» وحصل على سبعة ملايين دولار من بيع أول 1.5 مليون نسخة.

وحصل جورج بوش أيضاً على نحو 15 مليون دولار من إلقاء الخطب منذ تنحيه عن منصبه. وتقاضى جيمي كارتر أيضاً أموالاً طائلة عن 14 كتاباً ألّفها عند تركه منصبه.

وقبل أن يصبح رئيساً، كتب باراك أوباما كتاباً بعنوان «أحلام أبي». في البداية، لم يحقق الكتاب دخلاً كبيراً، لكن المبيعات استمرت في الارتفاع مع ارتقائه درجات السياسة، وعندما ترشح للرئاسة، احتل الكتاب مكاناً بارزاً على رفوف الكتب.

وتقدر صحيفة نيويورك تايمز، أن أوباما وزوجته ميشيل سيحصلان على ما بين 20 و40 مليون دولار من تعاقدات الكتب في فترة ما بعد الرئاسة. ترجمة: ع- خ عن مجلة «تايم» الأميركية

تويتر