لم يعد قادراً على الدفاع عن حلفائه

الجيش الأميركي استهلك موارده في مواجهة خصومه

صورة

هل كان التقرير عن نقاط الضعف العسكرية الأميركية سخيفاً وخطيراً أم مثيراً للقلق؟ وفقاً لمجلة «بوليتيكو»، يقول مسؤول دفاعي، فضل عدم الكشف عن هويته، إن قادة البنتاغون «ليسوا سعداء للغاية»، لأن أحدث مؤشر للقوة العسكرية الأميركية، تصدره مؤسسة «هيرتيغ»، قد وصف القوة الأميركية بأنها «ضعيفة»، وكما قال المسؤول نفسه، إن تصنيف المؤسسة «سخيف وخطير»، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه «يستند إلى مطلب عفا عليه الزمن وهو أن يكون الجيش قادراً على خوض حربين في وقت واحد»، وهو مقياس غيرته إدارة الرئيس باراك أوباما، وحافظت عليه إدارتا دونالد ترامب وجو بايدن.

ومع ذلك، فإن الاستياء لا يغير حقيقة الأمر. وعندما يتعلق الأمر بتقييم جيشنا، فإن المهم هو الحجم والاستعداد والقدرات. ويجب أن يهتم البنتاغون بقدرته على حماية المصالح الأميركية أكثر من اهتمامه باحترامه لذاته.

ويستمد مؤشر مؤسسة «هيرتيغ» معلوماته من تقارير البنتاغون الخاصة، والشهادة المقدمة إلى الكونغرس، وبيانات كبار المسؤولين، وبيانات المشتريات، وغيرها من المعلومات المتاحة للجمهور ذات الصلة بفهم حالة الجيش الأميركي. ويتضمن قسم التقييم العسكري، في مؤشر 2023، ما يقرب من 700 معلومة تدعم استنتاجاتنا. وهذه عينة من الحقائق العديدة التي تؤثر على الأمر:

وجدت الولايات المتحدة نفسها في حالة حرب كل 15 إلى 20 عاماً، منذ تأسيسها. ومن غير المحتمل أن يتغير هذا الوضع في أي وقت قريب.

وخلال الحرب الباردة، تنافس الجيش الأميركي ضد خصم كبير (الاتحاد السوفييتي السابق) على نطاق عالمي، بينما كان لايزال قادراً على التعامل مع الأزمات في أجزاء مختلفة من العالم. واليوم، تواجه الولايات المتحدة أربعة خصوم - الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية - ومع ذلك فهي تمتلك أكثر من نصف القوة التي كانت تمتلكها قبل ثلاثة عقود.

وفي كل صراع كبير منذ الحرب العالمية الثانية، أرسل الجيش 21 لواءً من القوات البرية، ونحو 15 كتيبة من مشاة البحرية، إضافة إلى نحو 600 طائرة مقاتلة أو هجومية. واتفق العديد من الدراسات مع هذه الحقائق التاريخية وأوصت بضعف هذا الحجم لتأمين المصالح الأميركية. ويضم الجيش اليوم، 31 لواءً، و22 كتيبة مشاة البحرية، وفي ما يخص القوات الجوية، فلديه نحو 626 طائرة مقاتلة متاحة للاستخدام.

وخلال الحرب الباردة، حافظت البحرية على أسطول يقترب من 600 سفينة وأبقت على 100 منها في البحر. والبحرية اليوم لديها أقل من 300 سفينة، لكنها تحتفظ بالعدد نفسه في العمليات. وسيتقلص حجم الأسطول قريباً إلى 280 سفينة.

وخلال الحرب الباردة، أيضاً، كان متوسط عدد ساعات الطيران في المتوسط للطيارين المقاتلين 300 ساعة كل عام. واليوم، طيارو القوة الجوية في المتوسط، يطيرون أقل من 120 ساعة سنوياً، أي رحلة واحدة تقريباً كل أسبوع.

ويعمل الجيش بالفرق العسكرية، لكنه يركز تدريبه على مستوى الوحدات، ربما على افتراض أن ذلك سيكون أفضل في ساحة القتال.

ولما يقرب من 20 عاماً، بعد 11 سبتمبر، أجرى الجيش الأميركي عمليات، استهلكت منصات وذخائر ومعدات تم شراؤها لمواجهة الاتحاد السوفييتي. وللأسف، لم يتم استبدال هذه الموارد بمعدلات مماثلة. ونتيجة لذلك، فإن الجيش يمتلك منصات قديمة ومخزونات متناقصة.

إلى ذلك، أدى دعم أميركا لأوكرانيا إلى تفاقم المشكلة، إذ يستخدم البنتاغون المخزونات الجارية للأسلحة والذخائر، بشكل أكبر، لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، وتقترب المخزونات من مستويات احتياطي الحرب، وسوف يستغرق تجديدها سنوات.

وعلى الرغم من إرسال بعض المعدات الجديدة إلى الميدان، ببطء، تستمر القوة في الانكماش، والجيش القادر بالكاد على التعامل مع حرب واحدة غير مؤهل للقيام بالمزيد، وإذا تم استدعاء الولايات المتحدة للدفاع عن شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، فلن تكون قادرة على دعم إسرائيل أو تايوان أو اليابان أو كوريا الجنوبية، أو أي حليف آخر، في أي مكان آخر.

وبعيداً عن ردع المنافسين، فإن هذا الموقف سيشجع الخصوم، ويزيد المخاطر في أسوأ وقت يعيشه العالم.

وفي وضعه الجاري، كيف يمكن تقييم جيشنا على أنه أي شيء آخر غير ضعيف؟

إن التقييم الصريح للقوة العسكرية للولايات المتحدة ليس «خطيراً»، والخطير هو أن تكون ضعيفاً، وألا تدع الشعب الأميركي يعرف ذلك، والأخطر من ذلك، أن البنتاغون ينكر التهديدات التي يواجهها ونقاط الضعف لديه.

داكوتا وود زميل أبحاث في مركز الدفاع الوطني التابع لمؤسسة «هيرتيغ» ومحرر «مؤشر القوة العسكرية الأميركية» السنوي

ما يقرب من 20 عاماً، بعد 11 سبتمبر، أجرى الجيش الأميركي عمليات، استهلكت منصات وذخائر ومعدات تم شراؤها لمواجهة الاتحاد السوفييتي السابق.

600

طائرة مقاتلة أرسلتها أميركا في كل صراع كبير منذ الحرب العالمية الثانية.

وجدت الولايات المتحدة نفسها في حالة حرب كل 15 إلى 20 عاماً، منذ تأسيسها.

تويتر