تفاقمت مع انتشار وباء «كورونا»

أمهات يلجأن للصراخ للتخفيف من الضغوط النفسية

صورة

كان الوباء قاسياً بالنسبة للعديد من الأمهات الأميركيات، وكثير منهن عالقات في دائرة لا نهاية لها من العمل ورعاية الأطفال. واجتمعت أمهات في ولاية ماساتشوستس لفعل شيء حيال ذلك.

وفي بوسطن، أصاب التعب والإنهاك المئات من الأمهات، وكان الوباء مستنزفاً، لدرجة أنهن أردن الصراخ، ولكنهن لم يتمكن من ذلك، لأن لديهن أطفالاً لتربيتهم، ووظائف يومية، وأعمالاً منزلية لا تنتهي. ومنذ نحو عامين، كن في حصار، ولكن في إحدى الليالي هذا الشهر، تخلت نحو 20 أماً عن واجباتهن، وتركن أطفالهن ومنازلهن وتوجهن إلى ملعب كرة قدم في مدرسة ثانوية محلية.

وقالت سارة هارمون، التي نظّمت التجمع، وهي أم تعمل معالجة ومدربة يوغا، إن الأمهات وقفن في دائرة تحت الأضواء الخافتة، ولمدة 20 دقيقة رائعة، وهن يصرخن. وأصواتهن، التي حملت أشهراً طويلة من الألم والغضب، كانت حزينة، وفقاً لمقاطع فيديو يظهر تجمع الأمهات. وقالت إحدى الأمهات لهارمون، التي تعيش في بوسطن: «كان من الرائع الشعور بأنك خارج نطاق السيطرة للمرة الأولى».

وقالت جيسيكا باكلي، التي شاركت في التجمع، إن العديد من الأمهات لم يكن على دراية بالخط الساخن الذي خصصته صحيفة «نيويورك تايمز»، والذي يتوافر للأمهات اللاتي يرغبن في الصراخ أو الضحك أو البكاء أو التنفيس، لمدة دقيقة.

وهارمون (39 عاماً)، عقدت للمرة الأولى ما وصفته بتجمع «الصراخ العفوي»، العام الماضي، بعد أن اقترحه عملاؤها. وتنصح الأمهات اللاتي مررن مثلها بمراحل مختلفة من اليأس والغضب والقلق مع استمرار انتشار الوباء، بفعل شيء للتخفيف عنهن. وأوضحت هارمون، وهي أم لبنتين تبلغان من العمر ثلاث وخمس سنوات، أن طفليها كانا يتصرفان «بجنون مطلق» أثناء تفشي الوباء. وفي التجمع، يوم 13 يناير، الذي أذاعته محطة إذاعية محلية، قالت إن الكثير من الأمهات يشعرن بالمرارة.

وأضافت هارمون، التي أسست «مام»، وهو موقع إلكتروني مخصص للأمهات، أن الكثير من ربات البيوت يتساءلن عن سبب استمرار انتشار الوباء. وقالت إن هذا هو السبب في أن التجمع كان شافياً للغاية. ولفترة وجيزة، يمكن للأمهات التخلي عن همومهن. وقالت «إنه لأمر مدهش أن تشعر بالأمل بعد أن تفعل ذلك»، متابعة «لقد تحسنت الأمهات بشكل ملحوظ».

وفي ملعب كرة القدم، أشارت هارمون إلى بدء جولة جديدة من الصراخ من خلال رفع عصي مضيئة، تستخدمها بناتها للعب. وقالت إن التجمع تم في خمسة أجزاء، وكانت الأجزاء الأربعة الأولى منها صراخاً عادياً، وجولة من التنفيس، ثم صراخاً عفوياً، وبعدها صراخ تكريماً للأمهات اللواتي انشغلن عن الحضور. وبعض الأمهات يبذلن كل ما في وسعهن في الصراخ والانحناء والإلقاء بأذرعهن، حسب ما أظهرته مقاطع فيديو شاركتها هارمون على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما الجزء الخامس، فقد كان عبارة عن مسابقة لمعرفة من يمكنه الصراخ لمدة أطول. وكانت الفائزة، التي صرخت لمدة 30 ثانية، هي السيدة باكلي، التي تعمل معالجة، وتبلغ من العمر 36 عاماً، وهي أم لطفلين. وقالت باكلي: «ربما كان بإمكاني الاستمرار في الصراخ. لقد مررنا حقاً بوقت عصيب جداً»، متابعة، أنها شعرت، كأم لطفلتين تبلغان من العمر سنتين وأربع سنوات، بأن الكثير قد فاتها. وقالت: «مازلنا نحاول اجتياز الحجر الصحي والأشياء الأخرى عندما يبدو أن الأمور قد تحركت».

• عقدت هارمون، للمرة الأولى، ما وصفته بتجمع «الصراخ العفوي»، العام الماضي، بعد أن اقترحه عملاؤها. وتنصح الأمهات اللاتي مررن مثلها بمراحل من اليأس والغضب والقلق مع استمرار انتشار الوباء، بفعل شيء للتخفيف عنهن.


أمر صحي

السيدة باكلي هي واحدة من ملايين الأمهات في الولايات المتحدة اللائي واجهن أزمة في الصحة العقلية أثناء الوباء. وقد وصل عدد كبير من الأمهات إلى نقطة الانهيار، إذ تعين عليهن القيام بالمزيد في ما يخص رعاية الأطفال والعمل المنزلي، جنباً إلى جنب مع متطلبات حياتهن الخاصة. وقالت الدكتورة إيلين فورا، وهي طبيبة نفسية في مانهاتن، إن كل شخص قد تأثر بالوباء بطريقة ما، لكن الأمهات «في الغالب ليس لديهن مكان يهربن إليه، ولا وقت لأخذ قسط من الراحة». وأضافت: «إذا تعرضت لسنتين أو ثلاث سنوات من الضغط المكبوت، فإن الذهاب والانضمام إلى مجتمع من الأمهات الأخريات، والتخفيف عن النفس في شكل صرخة، هو أمر صحي حقاً».

تويتر