المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية:

انسحاب قواتنا لن ينهي الحرب الدائمة في أفغانستان

ديفيد بترايوس: هناك خطر من قيام تنظيم «داعش» بإنشاء ملاذ آمن له في المنطقة الأفغانية الباكستانية. أرشيفية

في مقابلة مع «فرانس 24»، رد الجنرال القائد السابق للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، ديفيد بترايوس، على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان، بقوله إنه يخشى أن ننظر إلى الوراء بعد عامين أو ثلاثة، ونأسف على سحب قواتنا من هناك. وتحدث أيضاً عن مصير القوات الحكومية الأفغانية بعد الانسحاب، وعبّر عن مخاوفه من عودة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» بعد مغادرة القوات الأميركية البلاد. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ قبل أسبوعين أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان، هل كنت تتوقع هذا القرار؟

■■ كنت أتوقع مثل هذا القرار، وأعلم أنه قرار صعب، لكن لا يتوافر لدينا مزيد من الخيارات، أعتقد أن لا أحد يريد أن تستمر هذه الحرب، وأذكر جيداً الكثير من جثامين القوات الفرنسية الذين قتلوا في عمليتين تفجيريتين في 2011. أعلم جيداً الخسائر والتضحيات الجسيمة، لهذا نرى أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، لكن انسحابنا لن ينهي الحرب التي لا نهاية لها في أفغانستان، سينهي الانسحاب فقط مشاركة الولايات المتحدة والتحالف في تلك الحرب عسكرياً. وأخشى أن ننظر إلى الوراء بعد عامين أو ثلاثة أعوام من الآن، وناسف لقرار سحب القوات الأميركية المتبقية، البالغ عددها 3500 جندي، وهذا يعني انه ليس هناك حل عسكري لهذه المشكلة، ولم يصدق «طالبان» ذلك، ولجأوا إلى العنف، وصعدوا من عملياتهم في بداية مايو بهجمات كبيرة للغاية، والتي لحسن الحظ تعاملت معها قوات الأمن الأفغانية بكل كفاءة.

■ بوصفك قائد القوات الأميركية السابق في أفغانستان، هل تعتقد أن القوات الأفغانية تستطيع أن تتعامل مع «طالبان» دون مساعدة من قوات «الناتو»؟

■■ استطاعت القوات الأفغانية أن تظهر إرادة قوية للقتال والموت من أجل بلادها، وتتمثل مخاوفي ليس على المدى القصير، بل على المدى المتوسط، حيث إن الطائرات العسكرية والمروحيات التابعة للقوات الوطنية الأفغانية، والأسلحة، والمركبات، تحتاج بمرور الوقت لصيانة، وهذا يمثل تحدياً لوجيستياً لهذه القوات، وهذا من شأنه أن يقلل بمرور الوقت من كفاءة هذه القوات، لكنني في الوقت الحالي أخشى أن تستمر حملة اغتيالات «طالبان» للنخبة المتعلمة، وقادة الأعمال في البلاد، ما سيؤدي بمرور الوقت إلى نزوح العديد من هؤلاء إلى خارج البلاد، وخلق حالة من اللجوء، ونشوب حرب أهلية، كما كان عليه الحال بعد خروج السوفييت من أفغانستان.

■ بموجب الاتفاقية الموقعة بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في فبراير 2020، تعهدت «طالبان» بقطع علاقتها مع «القاعدة»، هل تعتقد أن هذا التعهد جدير بالثقة؟

■■ لم نر أي دليل ملموس على أن «طالبان» ترغب في إقصاء نفسها عن «القاعدة»، لا أعتقد أن «طالبان» ستغير طريقتها من أجلنا في نهاية الأمر، فقد كان السبب في دخولنا أفغانستان هو القضاء على الملاذ الآمن الذي وفرته «طالبان» لتنظيم «القاعدة».

■ ظلت «طالبان» عنصراً مفيداً للقوات الأميركية في حربها ضد تنظيم «داعش» في أفغانستان، الآن ومع خروج القوات الأميركية من هناك، هل تعتقد أن هذا التنظيم سيعود مرة أخرى إلى أفغانستان؟

■■ أعتقد أن هناك خطراً من قيام تنظيم «داعش» بإنشاء ملاذ آمن له في المنطقة الأفغانية الباكستانية، وهي المنطقة الحدودية الجبلية الوعرة للغاية، حيث يوجد مقر العديد من هذه الجماعات. ولطالما كان أحد التحديات الحقيقية لأفغانستان أنه لا يمكن الضغط على قادة هذه الجماعات بالطريقة التي يتم بها الضغط عليهم لو كانت مقارهم داخل البلاد.

• لم نر أي دليل ملموس على أن «طالبان» ترغب في إقصاء نفسها عن «القاعدة»، لا أعتقد أن «طالبان» ستغيّر طريقتها من أجلنا في نهاية الأمر، فقد كان السبب في دخولنا أفغانستان هو القضاء على الملاذ الآمن الذي وفرته الحركة لتنظيم «القاعدة».

تويتر