الاتحاد الأوروبي أمام موجة جديدة من اللاجئين

صورة

في بداية موجة المهاجرين الذين اجتاحوا السواحل الأوروبية على مدى سنوات، قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إن الهجرة واللجوء مسألة «تشغل أوروبا أكثر من قضية اليونان واستقرار اليورو»، الذي كان يعتبر مصدر القلق الرئيس في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008.

وفي 2016، صوت البريطانيون لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، جزئياً، بسبب المخاوف من الهجرة. وفي جميع أنحاء القارة، تصاعد التيار اليميني المتطرف، الذي تغذيه كذلك كراهية الأجانب.

ولا تفتقر القارة إلى سياسة منسقة وإنسانية وشاملة بشأن الهجرة، والتي ستصبح أكثر إلحاحاً في الأشهر والسنوات المقبلة، وحسب، لكن يبدو أنها غير قادرة، أيضاً، على الاتفاق حتى على تدابير قصيرة الأجل. في وقت لا يمكن فيه نسيان صور الآلاف من اللاجئين الفارين من سورية. واستعانت الأغلبية العظمى منهم بالمهربين، الذين دفعوا لهم أموالاً طائلة، واستقلوا قوارب مطاطية من الساحل الغربي لتركيا. لقد كان أحدهم يسافر بحقيبة للاحتفاظ بأمتعته، وهاتفه المحمول للتوجيه.

وبعد أشهر من الارتباك وعدم اليقين، والإحباط الشديد، تحول الاتحاد الأوروبي إلى تركيا لتقديم صفقة مالية في مارس 2016، للحفاظ على اللاجئين والمهاجرين في تلك الدولة، معتقدين أنها ستمنع الوصول غير المقيد إلى أوروبا. وكانت الصفقة غير شعبية ضمن اليسار.

وعلى الرغم من تصريحات وزير الداخلية الإيطالي المناهض للهجرة، أخيراً، فإن ماتيو سالفيني، الذي حظرت سياسته المتعلقة بالهجرة، فعلياً، اللاجئين والمهاجرين من دخول إيطاليا، فإن موقف اليمين يسيطر عموماً. ولايزال أولئك الموجودون على اليسار يدعون إلى فتح الحدود، مشيرين إلى بعض الأدلة على أن المهاجرين يمكنهم تحقيق فوائد اقتصادية. ففي أرمينيا، على سبيل المثال، قبلت الحكومة اللاجئين من الشتات الأرمني.

وأثبتت هذه السياسة نجاحها في جلب أشخاص يتمتعون بمهارات جديدة، والمساعدة في تنمية الأعمال التجارية بجميع أنحاء البلاد.

ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تجاوز الخطاب الشعبوي، المتمثل في أن اللاجئين والمهاجرين «لصوص» و«مغتصبون». فقد أظهرت دراسة أجراها معهد «كاتو»، عام 2018، أن المهاجرين الذين يعيشون في تكساس بصورة غير قانونية، كانوا أقل عرضة بنسبة 50% لتلقي إدانة جنائية من الأميركيين الأصليين، في حين أن ورقة 2007 الصادرة عن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، خلصت إلى أن أولئك الذين يصلون إلى بلد جديد هم أقل عرضة لارتكاب جريمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن لديهم المزيد ليخسروه. والواضح أن اللاجئين والمهاجرين سيزدهرون إذا أُتيحت لهم الفرصة للاندماج في مجتمعاتهم الجديدة والإسهام فيها.

وكان الأوروبيون يبحرون في سفن مكتظة، متجهين إلى الولايات المتحدة وكندا، هرباً من الاضطهاد والتعصب. وبالتالي يتعين على حكومات أوروبا التفكير في ماضيها، لتحسين سياساتها طويلة الأجل. لكن، على المدى القصير، يحتاجون إلى اتخاذ خطوات ضرورية للتحضير للمستقبل، لأنه قد فات الأوان للكثيرين الذين فشلوا في محاولاتهم إيجاد حياة أفضل لهم ولأسرهم.


- كان الأوروبيون يبحرون في سفن مكتظة،

متجهين إلى أميركا وكندا، هرباً

من الاضطهاد، وبالتالي يتعين على حكومات أوروبا

التفكير في ماضيها، لتحسين سياساتها.

تويتر