موسكو تسعى إلى دور أكبر في المنطقة

أنظار روسيا تتجه إلى ليبيا باستعراض دعمها لحــفتر

حفتر خلال زيارته حاملة الطائرات الروسية «أدميرال كوزنتسوف». أرشيفية

كانت زيارة قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لحاملة الطائرات الروسية «أدميرال كوزنتسوف»، بمثابة دفعة رمزية له، وفي الوقت نفسه أظهرت اهتمام موسكو بالقيام بدور أكبر في المنطقة، في أعقاب تدخلها في سورية.

مع صعود نجم الجيش الوطني الليبي، بدأ مبعوثون غربيون يعترفون بما حققه من مكاسب.

ويمثل حفتر شخصية قيادية لفصائل شرق ليبيا، وله طموحات وطنية، ويأتي تجديد الصلة بينه وبين روسيا، في وقت تمر فيه الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس، والتي تحاشى حفتر التعامل معها، بأزمة جديدة.

وتقول الدول الغربية إن حكومة الوفاق الوطني، التي تدعمها الأمم المتحدة تمثل أفضل فرصة لوقف انزلاق ليبيا إلى الفوضى والحرب. غير أنه في الوقت الذي أضعفت فيه الانقسامات والمقاومة حكومة الوفاق في العاصمة، اكتسب حفتر زخماً في الشرق، حيث يحظى بدعم من الخارج في حربه على المتطرفين. وعمل على تعزيز صداقته مع روسيا، فزار موسكو مرتين، العام الماضي، لطلب العون في حملته المناهضة لفصائل متطرفة.

وكانت زيارته للحاملة «أدميرال كوزنتسوف» في البحر المتوسط، يوم الأربعاء الماضي، أوضح استعراض لدعمه من جانب روسيا حتى الآن.

ونشرت وسائل الإعلام الروسية تقارير عن محادثاته، عبر مؤتمر بالفيديو من حاملة الطائرات، مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، التي بحث الاثنان فيها الحرب على «الجماعات الإرهابية»، وهو أحد أهداف موسكو المعلنة لحملتها في سورية.

وقال كبير الباحثين في «معهد حوار الحضارات»، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقيادة الروسية، أليكسي ملاشينكو، إن روسيا ترى بعد تدخلها في سورية، أن ليبيا تمثل وسيلة لتأكيد عودتها إلى الشرق الأوسط.

وأضاف: «سورية وحدها لا تكفي، لهذا نحتاج إلى دولة أخرى للوجود الروسي، لا في سورية وحدها بل عموماً في الشرق الأوسط، وليبيا أرض ملائمة لذلك، فهي في حالة فوضى شاملة، وبوسعك أن تقول دائماً إن روسيا تساعد في محاربة الإرهاب».

ويقول محللون إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ربما يهتم أيضاً باستعادة نفوذ بلاده في ليبيا، فقد كان الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، حليفاً قديماً للروس، وعارض بوتين الإطاحة به. وقال الباحث بـ«مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط»، التابع للمجلس الأطلسي (أتلانتيك كاونسيل)، كريم مزران، إن الدعم الروسي لحفتر، حتى الآن، يبدو رمزياً في الأساس، رغم أن ذلك قد يتغير.

ومع صعود نجم الجيش الوطني الليبي، بدأ مبعوثون غربيون يعترفون بما حققه من مكاسب.

تويتر