أوباما يبدأ عهده بحزمة من الكوارث

أوباما محاطا بالمستشارين.   أ.ف.ب

يجد الرئيس الأميركي المنتخب حديثا نفسه تحت دائرة من الأضواء التي وإن يسعى منافسوه إلى تعريته من خلالها، إلا أن مؤيديه يستشرفون فيها الدرب أمام الوعود بالتغيير التي لما يزل يتفوه باراك أوباما بها كلما اعتلى منبرا ليجيش الجماهير بأسلوب خطابته الحماسي. التحديات أمام باراك أوباما ليست سهلة أبدا، بل قد تكون الأصعب في تاريخ تولي الرئاسة الأميركية، فمن ميزانية عسكرية ثكلى إلى آلاف الجنود القتلى بالعراق وأفغانستان، مرورا بـ1.2 مليون حالة تسريح من العمل، إلى أزمة مالية عالمية، تكشف تلك الأضواء المسلطة طريقا وعرة يترقب العالم أجمع كيفية تعامله معها وإدارته لها.

وبعد مرور أيام قليلة على تسميته رئيسا للولايات المتحدة الأميركية بدأت الترشيحات للإدارة الأميركية الجديدة تطفو على سطح التقارير الإعلامية الصادرة هنا وهناك، فمن هم المرشحون لمساعدة أوباما في حمل عبء إرث إدارة بوش الثقيل؟


 وزارة الدفاع روبرت جيتس والذي ادى اليمين امام الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش في 18 ديسمبر عام 2006. وصوت اوباما بالتصديق عليه. وعمل جيتس مديرا لوكالة المخابرات المركزية من عام 1991 حتى عام 1993 .ريتشارد دانزيج وهو مستشار وثيق لاوباما. وعمل وزيرا للبحرية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. وعمل ايضا وكيلا لوزارة البحرية من عام 1993 حتى عام 1997.  
 وزارة الخزانة
 لورنس سمرز وقد عمل وزيرا للخزانة في عهد كلينتون. وكان سمرز الرئيس السابق لجامعة هارفارد احد كبار مستشاري اوباما. تيموثي جيثنر وهو رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بنيويورك. وعمل وكيلا لوزارة الخزانة للشؤون الدولية خلال ادارة كلينتون 
 وزارة الخارجية السناتور جون كيري المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 2004. وهو احد قدامى مقاتلي حرب فيتنام وانتخب لاول مرة لعضوية مجلس الشيوخ في عام 1984. سام نان وهو سناتور سابق عن جورجيا ورأس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ. وينظر الى نان منذ فترة طويلة على انه صوت ديمقراطي بارز في السياسة الخارجية.السناتور تشوك هاجيل وهو عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية وكان احد كبار المنتقدين الجمهوريين لغزو ادارة بوش للعراق. وقد تقاعد من مجلس الشيوخ بعد ان قضى فترتين. 
 مدير مكتب الإدارة والميزانية
 بيتر اورزاج الذي رأس مكتب ميزانية الكونجرس غير الحزبي منذ يناير 2007. وعمل من قبل مستشارا اقتصاديا لكلينتون.  
 الممثل التجاري الأميركي دان تارولو وهو استاذ بكلية الحقوق بجامعة جورج تاون. وهو متخصص في التجارة والاقتصاد الدولي . وساعد كمساعد كبير في البيت الابيض لكلينتون على التحضير لاجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع .  
 وزارة العدل ايريك هولدر الذي عمل نائبا لوزير العدل في عهد كلينتون. وكان احد كبار المستشارين القانونيين لحملة اوباما. حاكمة اريزونا جانيت نابوليتانو التي انتخبت لاول مرة عام 2002 واعيد انتخابها في 2006 وهي مدعية امريكية سابقة . وتوصف بانها ديمقراطية وسطية مؤيدة لقطاع الاعمال. 
 وزارة الزراعة
 توم فيلساك وهو حاكم سابق لايوا . وفي 2006 اصبح اول ديمقراطي يعلن ترشيح نفسه للرئاسة . وسرعان ما انسحب وايد في وقت لاحق السناتور هيلاري كلينتون . وفيلساك محام تخصص في الحفاظ على الطاقة والطاقة المتجددة وتنمية  المشروعات الزراعية. حاكمة كنساس كاثلين سيبيليوس التي اعيد انتخابها لفترة ثانية في 2006. تشارلز شتينهولم وهو عضو ديمقراطي سابق بالكونجرس من تكساس وكان منتجا للقطن قبل ترشيح نفسه للكونجرس. وكان يتابع القضايا الزراعية عن كثب الى ان فقد مقعده في انتخابات 2004

 

وكان أوباما أعلن تنصيب رام ايمانويل، عضو الكونجرس عن ايلينوي القادم مثله من شيكاجو ، كبير موظفي البيت الابيض وقال في اول مؤتمر صحفي له امس الجمعة انه يتوقع اصدار اعلانات اخرى في غضون اسابيع.

ومن الجدير ذكره ان السنوات الثمان التي قضاها الرئيس جورج بوش في المكتب البيضاوي، والتي أنتجت حربين بحجة القضاء على الإرهاب وتوتر مع إيران وكوريا الشمالية وتنقيب بين الفترة والأخرى في ملف سورية، جاءت لتصب في صالح أوباما الذي أعرب وفي عديد من خطاباته عن ميل نحو الخيار التفاوضي اللاعنفي، وينعكس هذا في تعليقات العديد من المفكرين والسياسيين الذين يقرؤون في وعوده مستقبلا "أهدأ" ،إن صح التعبير.

ادارة بوش "قطعة ثلج تذوب"
من جهته اعتبر الكاتب الاميركي بول اوستر ان انتخاب اوباما سيطوي صفحة نظام الرئيس جورج بوش "الاجرامي" لكن ذلك سيستغرق ولاية رئاسية كاملة. وقال اوستر خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش  المعرض الدولي للكتاب في اوكساكا  ان "النظام الاجرامي على جميع الاصعدة، الحروب غير المجدية، كل ذلك يجب ان يتوقف" لكن "الامر سيستغرق وقتا، والا فان الولايات المتحدة ستصبح من دول العالم الثالث". وشبه ادارة بوش بـ "قطعة ثلج تذوب" مبديا اسفه لعدم تمكن الكتاب من التاثير على الحياة السياسية الاميركية.
 

تشافيز: فلتهتم أميركا بشؤونها أولا
وللرئيس الفنزويلي رأي مماثل إذ  أعرب هوغو تشافيز عن امله في ان تجري واشنطن "تحولا انسانيا لاحترام العالم"، مؤكدا ان "الولايات المتحدة تستطيع ان تكون بلدا كبيرا". واضاف انها اذا ما اعتمدت سلوكا "يحترم سيادة البلدان الاخرى فستكون دائما بلدا كبيرا وقوة تعمل من اجل الخير". واوضح تشافيز العدو اللدود لما يسميه "امبراطورية" على هامش احتفال توقيع 15 اتفاق تعاون مع روسيا في كراكاس "شرط ان تكون الحكومة الجديدة على مستوى ما يطالبها به العالم وشعبها: فلتهتم اولا بشؤون الولايات المتحدة".

تويتر