"قطع أذان وأنوف".. شهادات مرعبة حول معسكرات الاعتقال في ميانمار

شهادات مرعبة لمنشقين ومعتقلين سابقين في معسكرات النظام الانقلابي في ميانمار (بورما) تضمنها تقرير لموقع شبكة "سي أن أن" حيث تحدث الشهود عن تعرضهم للتعذيب الشديد لدرجة تمنيهم الموت في بعض الأوقات.

وأكد منشقون ومتظاهرون أن المحتجزين في سجون النظام الانقلابي يحرمون من الرعاية الطبية ما يؤدي إلى وفاة البعض متأثرين بجروحهم.

وتقول "سي أن أن" إن الندوب الجسدية والنفسية التي تعرض لها هؤلاء هي "تذكير دائم بوحشية هذا النظام وعدم احترامه للمدنيين".

ومنذ إنقلاب الأول من فبراير، قُتل في أعمال العنف التي شهدتها البلاد أكثر من 750 شخصا، وأوقفت السلطات الحاكمة حوالي 4400 شخص، بحسب جمعية دعم السجناء السياسيين المحلية.

أحد الذين طالتهم آلة التعذيب الجسدية والنفسية مراهق يبلغ من العمر 19 عاما أبلغ "سي أن أن" بالجروح العميقة في جسده بعد أن قضى نحو ثلاثة أيام في معسكر اعتقال لأنه كان ضمن المحتجين المطالبين بالديمقراطية.

الشاب الذي وردت قصته اختطف بينما كان في طريقه من يانغون من باغو على دراجته النارية. أوقفته نقطة تفتيش عسكرية في الطريق، وعند تفتيش هاتفه، وجد الجنود صورا له خلال مشاركته في الاحتجاجات، ليقوموا بترحيله إلى منشأة عسكرية، وهناك بدأت جلسات التعذيب.

تم تقييده وتعرض للضرب بشكل متكرر على أيدي الحراس الذين استخدموا أسلاك الكابلات وأعقاب البنادق والعبوات الزجاجية.

ويورد التقرير صورا للمراهق تظهر آثار التعذيب في أنحاء متفرقة في جسده.

يقول الشاب الذي أطلق سراحه قبل نحو ثلاثة أسابيع: "قام القائد بتقييد يدي من الخلف واستخدم مقصا صغيرا لقطع أذني وطرف أنفي ورقبتي وحلقي. واستخدم مسدسا لتهديدي بالقتل، لكن الرصاص لم يخرج. ترك الجنود يضربونني في تلك الليلة".

وطالت حملة الملاحقة الدموية التي شنها النظام كل أشكال المعارضة، السياسيين والصحفيين والعمال المضربين والمشاهير وحتى الأطفال والمارة.

والكثير من هذه الاعتقالات تمت بمداهمة المنازل ليلا أو باختطاف الناس من الشوارع، واحتجازهم في أماكن سرية دون السماح لهم بالاتصال بذويهم.

ويروي التقرير قصة مدرسة رقص شابة تدعى خين نيين (31 عاما) تم مداهمة منزلها واعتقالها بتهمة حيازة قنابل استخدمت في تفجيرات.

ونشر الجيش صورة لها من بين ستة متهمين في القضية، وقد ظهرت فيها متورمة العينين وجسدها مغطى بالدماء، بحسب رواية أمها.

الأم التي تمكنت من إلقاء نظرة عليها في مركز للشرطة، قالت إن عينيها تورمتا وتعرضت لجروح في شفتيها ووجها وفقدت ستة من أسنانها، وكانت غير قادرة على المشي بثبات.

ولم توجه السلطات اتهامات رسمية للشابة حتى الآن ولم تنقل إلى سجن، وتعتقد الأم أنها نقلت إلى معسكر آخر للاستجواب.

ويروي جندي سابق في الخدمة انشق بسبب عدم قدرته على تحمل ارتكاب مثل هذه الفظاعات بحق رفقاء الوطن، إنهم كانوا يتلقون أوامر بإطلاق النار على أي شخص يحاول الهروب أثناء الاعتقال.

ويروي أنه اثناء اعتقال اثنين من قادة الاحتجاجات، فتم القبض على أحدهما، وكان الآخر يحاول الهرب "فأطلقنا النار عليه على الفور لكنه تمكن من الهروب فتم اعتقال ابنته التي كانت في المنزل".

أثناء الاعتقال يتم ضرب المعتقلين وأي شخص تطاله أيديهم، حتى الجيران الذين ينظرون من النوافذ، كان يطلب منهم الخروج ثم يقوم الجنود بضربهم. يقول الجندي الذي فر إلى الهند: "كان يتم البحث عن أي خطأ لتعريض أي شخص للضرب".

وفي حال حاول شخص الهرب أثناء استجوابه لانتهاكه حظر التجوال، كانت الأوامر الصادرة تنص على إطلاق النار عليه فورا.

والأشخاص الذين يردون على الجنود أثناء الاستجوابات، كان مصيرههم الضرب بظهر البنادق.

ويؤكد العسكري السابق شهادات متظاهرين بأن المعتقلين يتم تركهم بلا رعاية صحية ما يعرضهم للموت بعد نزفهم الكثير من الدماء وعدم التدخل لإنقاذهم.

 

 

تويتر