لافروف: روسيا تطالب 10 دبلوماسيين أميركيين بمغادرة أراضيها

روسيا تنظر بإيجابية إلى رغبة بايدن في «خفض التصعيد» على غرار بوتين

بايدن: حان وقت خفض التصعيد مع روسيا. أ.ب

وصف الكرملين، أمس، بالإيجابية دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى خفض التصعيد بين روسيا والولايات المتحدة، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتفق مع هذا الطرح، ما أحيا الآمال بعقد قمة بين الرئيسين.

وكما تجري العادة بعد كل مرة تفرض فيها الإدارة الأميركية حزمة عقوبات، أعلنت روسيا أمس، أنها ستطرد دبلوماسيين أميركيين وتفرض عقوبات على مسؤولين رداً على إجراءات مماثلة اتّخذتها واشنطن، كما نصحت سفير الولايات المتحدة لدى موسكو بالمغادرة من أجل إجراء «مشاورات».

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن «الرئيس بوتين تحدث (أولاً) عن ضرورة تطبيع العلاقات وخفض التصعيد. يتحدث عن ذلك بشكل مستمر. إنه موقف مقتنع به».

وأضاف «من وجهة النظر هذه، فإن تطابق وجهات نظر الرئيسين هو أمر إيجابي»، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود نقاط خلافية عديدة بين واشنطن وموسكو.

وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي الخميس سلسلة عقوبات تستهدف روسيا، رداً على أفعال منسوبة إلى موسكو، من بينها هجوم إلكتروني ضخم وتدخلات في الانتخابات الأميركية التي أجريت في نوفمبر. وتنفي موسكو مسؤوليتها عنها.

ومنذ وصوله إلى الحكم، تعهّد بادين بأن يكون أكثر صرامة حيال روسيا من سلفه دونالد ترامب المتهم بالتهاون مع الرئيس الروسي. وذهب إلى حدّ وصف بوتين بأنه «قاتل».

إلا أنه اقترح مطلع الأسبوع على الرئيس الروسي عقد قمة في دولة محايدة.

وقال الخميس «حان وقت خفض التصعيد»، معتبراً أنه من الضروري عقد لقاء ثنائي «هذا الصيف في أوروبا»، من أجل «إطلاق حوار استراتيجي حول الاستقرار» في مجال نزع الأسلحة والأمن.

وتلقت موسكو فكرة لقاء من هذا النوع بإيجابية. وقال بيسكوف إن بوتين هو الذي طرح أولاً إجراء حوار معمّق. وكان يشير بهذا الكلام إلى دعوة أطلقها الرئيس الروسي في 18 مارس لإجراء حوار يبثّ مباشرة على الإنترنت، بعد أن وصفه بايدن بأنه «قاتل».

ولم يقبل البيت الأبيض الاقتراح الذي بدا وكأنه مجرد امتداد للحرب الكلامية بين الرئيسين.

وعرضت فنلندا أمس، استضافة القمة المرتقبة بين بايدن وبوتين، وفق ما أعلنت الرئاسة في هلسنكي، كما أعلنت النمسا أيضاً استعدادها لاحتضان اللقاء. وسبق أن استضافت فنلندا قمة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وبوتين في يوليو 2018.

وتدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بشكل كبير منذ عام 2014 وضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وحتى في عهد ترامب الذي لم يخفِ يوماً تقديره لبوتين، كثّفت واشنطن عقوباتها ضد روسيا.

وتشمل العقوبات التي أُعلن عنها الخميس ووعدت موسكو بالردّ عليها قريباً، طرد 10 دبلوماسيين روس ومنع المصارف الأميركية من أن تشتري مباشرة سندات خزينة تصدرها روسيا.

واستهدفت العقوبات أيضاً ست شركات تكنولوجيا روسية متهمة بدعم أنشطة القرصنة التي تقوم بها استخبارات موسكو.

يأتي ذلك، رداً على هجوم إلكتروني كبير في 2020 حمّلت واشنطن رسمياً روسيا مسؤوليته، استخدم كناقل أحد منتجات شركة البرمجيات الأميركية سولارويندز لزرع ثغرة أمنية في أجهزة مستخدميه، وبينها هيئات فيدرالية أميركية عدة.

وبعد أن وجّهت الإدارة الأميركية أصابع الاتهام نحو وكالة الاستخبارات الروسية، وصفت هذه الأخيرة الاتهامات بأنها «ترهات».

يأتي ذلك، في ظل تزايد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، إذ إن هذه الأخيرة تتهم موسكو بأنها تبحث عن ذريعة لاقتحام أراضيها، في المقابل تتهم موسكو كييف بالتحضير لهجوم ضدّ الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق الأوكراني.

ودعت الدول الغربية موسكو إلى خفض عديد قواتها في المنطقة وأعربت عن دعمها لكييف.

وفي رد على عقوبات واشنطن، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديثه بمؤتمر صحافي مع نظيره الصربي «سنرد على هذه الخطوة عبر اتّخاذ إجراءات مماثلة. سنطلب من 10 دبلوماسيين أميركيين في روسيا المغادرة».

كما أشار إلى أن كبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجال السياسة الخارجية يوري أوشاكوف، نصح بأن يغادر السفير الأميركي جون سوليفان إلى واشنطن لإجراء «مشاورات جدية».

وذكر لافروف أن روسيا ستنشر في وقت لاحق قائمة بالمسؤولين الأميركيين الذين سيتم إدراجهم على القائمة السوداء.

وأضاف أن موسكو تبحث أيضاً اتخاذ إجراءات «مؤلمة» ضد شركات أميركية في روسيا.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف،

إن الكرملين لم يتخذ قراراً بعد حول مشاركة بوتين المحتملة في قمة للمناخ تقودها الولايات المتحدة.

وقال عن بوتين وبايدن إن «وجهات نظرهما غير متطابقة تماماً في ما يتعلق بإقامة علاقات منفعة متبادلة وأخذ مصالح بعضهما بعضاً في الاعتبار».

وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي أشار مراراً إلى استعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة بقدر ما ترغب واشنطن في التعاون مع موسكو.


فنلندا تعرض استضافة القمة المرتقبة بين بايدن وبوتين.. والنمسا تعلن أيضاً استعدادها لاحتضان اللقاء.

تويتر