روسيا: قرار أميركا «ضربة للشرعية الدولية»

أوروبا تدعو واشنطن للتراجع عن قطع علاقتها مع «الصحة العالمية»

عمال يتجمعون في مركز تجميع للانتقال إلى محطة للسكك الحديدية للسفر إلى ولاية بيهار بعد أن خففت الحكومة من إجراءات «كورونا». أ.ف.ب

بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطع الولايات المتحدة علاقتها بمنظمة الصحة العالمية التي يتهمها بالانحياز إلى الصين، دعا الاتحاد الأوروبي أمس واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها قطع العلاقة مع منظمة الصحة، وفيما اعتبرت روسية قرار أميركا إنهاء العلاقة مع المنظمة ضربة للشرعية الدولية، قالت ألمانيا إن قطع الولايات المتحدة علاقتها مع المنظمة يشكل «انتكاسة خطيرة للصحة العالمية».

ومن دون أحداث مفاجئة، نفذ ترامب الذي كان علق مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة العالمية، تهديده بقطع العلاقات مع المنظمة الأممية.

وفي كلمة موجزة ألقاها في حديقة الورود بالبيت الأبيض، حيث لم يتلق أي أسئلة من الصحافيين، صب ترامب جام غضبه على تعامل بكين مع جائحة كورونا، كما أعلن إنهاء علاقة الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية.

واتهم ترامب المنظمة بالفشل في تطبيق إصلاحات في مواجهة مخاوف الولايات المتحدة بشأن تعامل المنظمة مع جائحة كورونا، وبأن المنظمة تثق بصورة تفوق الحد في المعلومات الواردة من الصين.

وقال ترامب في المؤتمر الصحافي: «نظراً لفشلها في إجراء الإصلاحات المطلوبة والتي تشتد الحاجة إليها، فإننا سننهي علاقتنا بمنظمة الصحة العالمية، وسنوجه تلك الأموال إلى منظمات عالمية أخرى واحتياجات الصحة العامة العالمية الملحة والمستحقة».

وقال ترامب أيضاً إن الولايات المتحدة سوف «تبدأ عملية» إلغاء الوضع التجاري الخاص لهونغ كونغ. وذكر ترامب أنهم «أخلوا بتعهدهم للعالم بشأن ضمان الحكم الذاتي لهونغ كونغ».

وفي بروكسل دعا الاتحاد الأوروبي أمس الولايات المتحدة الى «إعادة النظر» بقرارها قطع العلاقة مع منظمة الصحة العالمية على خلفية تعامل المنظمة مع أزمة وباء كوفيد-19. وقال بيان مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل، إن «منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى مواصلة قدرتها على قيادة الاستجابة العالمية للوباء، حالياً وفي المستقبل».

وأضاف البيان «لهذا السبب، المشاركة والدعم من الجميع مطلوبان وهناك حاجة ماسة إليهما. نحن نحض الولايات المتحدة على إعادة النظر في قرارها الذي تم الإعلان عنه».

وفي موسكو اعتبرت وزارة الخارجية الروسية قرار واشنطن إنهاء العلاقة مع منظمة الصحة العالمية ضربة للشرعية الدولية والتعاون في هذا المجال، في الوقت الذي يحتاج العالم إلى الوحدة لمكافحة فيروس كورونا.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا قولها، خلال إحاطة إعلامية للصحافيين: «في الوقت الذي يحتاج العالم إلى تعزيز الجهود في مكافحة الوباء، تضرب واشنطن الأسس القانونية الدولية للتعاون في قطاع الرعاية الصحية».

وتساءلت زاخاروفا «ما الذي يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه للعالم في المقابل؟».

من جانبه اعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان أن قطع الولايات المتحدة علاقتها مع منظمة الصحة العالمية يشكل «انتكاسة خطيرة للصحة العالمية».

وبعدما أشار إلى ضرورة إصلاح الهيئة الدولية، أكد الوزير الألماني في تغريدة على «تويتر»، أن على الاتحاد الأوروبي «الالتزام بشكل أكبر» مالياً بعد إعلان ترامب قطع كل الجسور مع منظمة الصحة العالمية التي يتهمها بمحاباة بكين.

واعتبر ينس أنه «حتى يكون لها مستقبل، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى إصلاحات».

وشدد على أن تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في المنظمة هو إحدى أولويات ألمانيا التي تتسلم الرئاسة الدورية للتكتل في الأول من يوليو.

على صعيد أزمة كورونا، يتواصل رفع إجراءات العزل، خصوصاً في أوروبا. وتعيد إيطاليا فتح برج بيزا المائل الشهير أمام الزوار، فيما تُعيد العاصمة الأوكرانية فتح مراكزها التجارية وفنادقها. وفي فرنسا، يعيد متجر «غاليري لافاييت» الشهير فتح أبوابه، مع فرض وضع الكمامات وقواعد التباعد الاجتماعي.

وبعد تراجع تفشي الوباء في وارسو باتت الكمامات غير إلزامية في الأماكن العامة.

في المقابل، يتفاقم الوضع في البرازيل التي باتت بتسجيلها 27 ألفاً و878 وفاة، خامس دولة عالمياً من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة (102 ألف و201)، وبريطانيا (38 ألفاً و161)، وإيطاليا (33 ألفاً و229)، وفرنسا (28 ألفاً و714) وقبل إسبانيا. ويرى علماء أن الأعداد الحقيقية في البرازيل أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.

وأودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 362 ألفاً و28 شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، وفق تعداد استناداً إلى مصادر رسمية. وتم تشخيص إصابة أكثر من 5.8 ملايين شخص في 196 بلداً ومنطقة.


ألمانيا: قطع واشنطن العلاقة مع منظمة الصحة «انتكاسة خطيرة للصحة العالمية».

تويتر